قال متحدث باسم الأمم المتحدة لبي بي سي إنه يأمل أن يعيد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، النظر في قراره إلغاء خطة منح حق الإقامة لنحو 16 ألفا من المهاجرين الأفارقة.

وكان نتنياهو تراجع عن الاتفاق بعد ساعات من إعلانه، وقال في بيان صادر عن مكتبه "استمعت بعناية إلى كثير من التعليقات على الاتفاق. ونتيجة لذلك، وبعد إعادتي النظر في عيوبه ومميزاته، قررت إلغاء الاتفاق".

وأوضح نتنياهو أن قراره الأخير جاء بعد استشارة سكان جنوب تل أبيب حيث يعيش العديد من المهاجرين.

وأضاف أنه سينظر في "كل الخيارات ... لإبعاد هؤلاء المتسللين".

وظل مصير أكثر من 30 ألفا من المهاجرين الذين دخلوا إلى إسرائيل بشكل غير شرعي مثار جدل لزمن طويل.

وكان الاتفاق السابق مع مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة يقضي بإعادة ترحيل أكثر من 16 الف طالب لجوء إلى دول غربية مقابل أن تعطي إسرائيل حق الإقامة الدائمة للعدد الباقي.

وقد أغضب الاتفاق عددا من شركاء نتنياهو في الائتلاف الحكومي الحاكم.

وقالت شارين هاسكل، عضو حزب الليكود لبي بي سي "يجب أن يُعاد هؤلاء المهاجرين إلى أفريقيا".

وأثار قرار نتنياهو احتجاجات لدى بعض المهاجرين الذين شكل بعضهم سلاسل بشرية في تجمعات للاحتجاج على القرار.

وتقول مفوضية اللاجئين إن الاتفاق جاء بعد مناقشات مستفيضة، وسيكون لمصلحة كل من إسرائيل وطالبي اللجوء، وإنها تحض الحكومة الإسرائيلية على دراسة الأمر جيدا.

أثارت قضية المهاجرين الأفارقة الكثير من الجدل داخل إسرائيل
AFP
أثارت قضية المهاجرين الأفارقة الكثير من الجدل داخل إسرائيل

واضاف المتحدث باسم المفوضية وليم سبندلر "نحن مستعدون للعمل مع دولة إسرائيل لتحديد وتلبية احتياجات الحماية لطالبي اللجوء فيها".

وكان نتنياهو أشار إلى أن كندا وألمانيا وإيطاليا، من بين الدول التي سينقل المهاجرين لها بحسب الاتفاق الملغى.

بيد أن وسائل إعلام إيطالية نقلت عن مصادر في وزارة الخارجية نفيها لوجود اتفاق مع إيطاليا بهذا الشأن، كما لم تؤكد كندا وألمانيا مشاركتهما في الاتفاق بعد.

وقد عطلت المحكمة العليا الإسرائيلية خططا سابقة تهدف إلى ترحيل المهاجرين كان من المقرر أن يبدأ تنفيذها الأحد.

وأثارت الخطة السابقة التي تتعلق بترحيل المهاجرين إلى دولتين أفريقيتين، أشارت تقارير إلى أنهما أوغندا ورواندا، انتقادات من جانب نشطاء إسرائيليين احتجاجات.

من أين يأتي المهاجرون إلى إسرائيل؟

ويأتي معظم المهاجرين الأفارقة من إريتريا، وهي الدولة ذات الحزب الواحد التي يواجه قادتها اتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية من قبل تحقيقات أممية، ومن السودان الذي مزقته الحروب.

ويقول هؤلاء المهاجرون إنهم فروا من أخطار داخلية، وإن عودتهم ليست آمنة، غير أن إسرائيل تعتبر أن معظم طالبي اللجوء الأفارقة تضرروا لأسباب اقتصادية.

ودخل معظمهم من مصر منذ سنوات، قبل بناء سور جديد على طول الحدود الصحراوية بين البلدين. أنهى تقريبا المعابر غير المشروعة على الحدود.

جدل بشأن الإجراءات الإسرائيلية السابقة

خرج المهاجرون الأفارقة في أكثر من مظاهرة ضد قرارات ترحيلهم
EPA
خرج المهاجرون الأفارقة في أكثر من مظاهرة ضد قرارات ترحيلهم

وأثار قرار اتخذته إسرائيل في يناير/كانون الثاني الماضي حالة جدل، وكان يقضي بإعطاء كل مهاجر مبلغا نقديا وتذكرة طائرة لمغادرة إسرائيل طواعية أو مواجهة الطرد القسري.

واعتبر معارضون في إسرائيل وخارجها من الجاليات اليهودية، من بينهم سفراء سابقون، وناجون من الهولوكوست، الخطة ووصفوها بأنها منافية للأخلاق وتشوه صورة إسرائيل الدولية.

وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن الخطوة تنتهك القوانين المحلية والدولية، كما تسببت في اندلاع احتجاجات كبيرة في إسرائيل.