لندن: بعيدًا عن أجواء المنافسة، لم يستطع رالف سبيث، الرئيس التنفيذي لشركة جاكوار لاند روڤر، أن يخفي سعادته بتلك الشراكة التي أبرموها مع شركة وايمو للقيادة الذاتية التابعة لشركة غوغل، بالاتساق مع افتتاح جاكوار مقر جديد لها في الولايات المتحدة وإطلاقها نسخة مثيرة من سيارتها ذات الدفع الرباعي F-Pace.

 شراكة مجدية

لم تتوقف الأخبار السارة بالنسبة إلى سبيث عند هذا الحد، بل فازت أخيرًا سيارة "راينج روفر فيلار" بجائزة أفضل تصميم سيارة في العالم لعام 2018، ضمن فاعليات معرض نيويورك للمحركات. وعلَّق سبيث عن سعادته بهذه الأخبار كلها في مقابلة أكد من خلالها لصحيفة "تلغراف" البريطانية على حقيقة شعوره بحالة من السعادة وحقيقة أن رحلته الحالية للولايات المتحدة كانت مجدية بالفعل بشكل عام.

فسرت "تلغراف" السر وراء شعور سبيث بهذه السعادة بتعاونه مع شركة وايمو التي ستحول ما يقرب من 20 ألف سيارة من طراز جاكوار I-Pace الكهربائية إلى مركبات ذاتية القيادة، بقولها: "على الرغم من أن جاكوار شركة كبرى في بريطانيا، فإنها تبدو صغيرة عند مقارنتها بالعملاقة غوغل التي تقدر قيمتها السوقية بنحو 600 مليار دولار، وتمتلك من الخبرات والقدرات التقنية ما يجعلها أكثر تفوقًا".

على الرغم من إبرام جاكوار تلك الشراكة مع وايمو، فإن الشركة البريطانية لا تخطط لترك حبل الأجهزة الحاسوبية على غاربه. وعلق سبيث على ذلك بقوله: "يجب ألا يقلق السائقون من فكرة السيارات ذاتية القيادة خلال العقود المقبلة، فعجلة القيادة لن تختفي، وأتصور أن الناس سيريدون الاستمتاع بالتحكم بسيارات شركتنا الراقية، كما أتصور أن من الضروري إتاحة الفرصة لهم كي يستمتعوا بذلك".

قرارات سريعة

بينما قد لا يتفق ايلون ماسك، مؤسس شركة تسلا ورئيسها، مع سبيث في ما يتعلق بكون سيارة I-Pace أول سيارة كهربائية متميزة، فالحقيقة المؤكدة هي أن شراكة جاكوار مع وايمو هي غاية في الأهمية بالنسبة إلى الشركة البريطانية، وتمثل خطوة ناجحة بالنسبة إلى سبيث الذي تولى قيادة الشركة في عام 2010، وساهم في انتشالها من الانهيار، وساعد في زيادة معدل مبيعاتها بشكل كبير للغاية.

في سياق المقابلة، حرص سبيث على الإشادة بالجهد الذي يبذله العاملون في الشركة.

ووصف مهندسي سيارات "لاند روفر" في الشركة بأنهم مهندسون ذوو خبرات ويمكنهم استكشاف الآليات التي تقود في الأخير لتصنيع سيارة دفع رباعي وتحديدها، مضيفًا: "لسنا شركة عادية، بل شركة متميزة يعمل فيها أناس متميزون".

على الرغم من ثنائه بهذا الشكل على العاملين والمهندسين، وما يتميز به من حضور، فإن كل من عمل معه في الماضي يصفه بأنه "مدير صارم وجاد بصورة لا تصدق".

وعن كون شركة جاكوار نشاط تجاري خاص تملكه وتديره شركة مدرجة في البورصة، قال سبيث إن لهذا الأمر سلبياته وإيجابياته: "فلأننا شركة صغيرة، ربما بوسعنا اتخاذ قراراتنا بشكل أسرع.

لكن عملنا على هذا النطاق يعني أيضًا أننا لسنا قادرين على تحمل الانتشار الضخم لتطوير كل هذه المجالات المختلفة، ولهذا يتعين علينا اتخاذ القرارات بشكل مبكر والتحلي بالجرأة والشجاعة".

 هجينة جديدة

كشف سبيث في الوقت نفسه عن تخطيطهم لتزويد مركباتهم الجديدة كلها، بدءًا من عام 2020، بمحركات كهربائية، هجينة وتقليدية، وإن كان قد رجح أن يبدأوا في طرح نسبة تتراوح بين 15 و25 في المئة من سياراتهم بشكل من أشكال المحركات الهجينة.

تابع حديثه في تلك الجزئية: "في الوقت نفسه، لا يمكننا التوقف عن الجهود التي نقوم بها بغية تحسين محركات الاحتراق الداخلي، فمحركات الديزل جيدة للغاية، وهي الأفضل حتى الآن لخفض مستويات ثاني أكسيد الكربون، وهذا هو التوجه الذي تعهدت بريطانيا ببذل أقصى ما لديه كي تنجح في تحقيقه".

في النهاية، تطرق سبيث إلى مسألة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وتأثير ذلك على شركته وصادراتها، فأوضح أنه سبق أن عبَّر عن ثقته بالمسؤولين البريطانيين، وإن أبدا تخوفه الشديد مما قد يحدث إذا لم تسر الأمور في نصابها الصحيح. وختم بقوله إنه على الرغم من جنسيته الألمانية، فقد بات مواطنًا بريطانيًا، وعاش بالفعل في بريطانيا مدة طويلة وأنه يتصور أنه على قدر المسؤولية.