من هو المالك الأصلي للشخطسة الأسطورية شرلوك هولمز. الجواب الدقيق لا يزال غير متوافر على هذا السؤال. رغم تخمينات كثيرة تتداولها الألسن ومنها امتلاك عائلة الرئيس الكازاخي له. 

إيلاف: تقول اليافطة المعلقة على المنزل اللطيف من الطراز الجورجي في لندن "221 ب، شرلوك هولمز، محقق استشاري، 1881 ـ 1904"، وهو متحف المحقق البوليسي الشهير في مدينة من العمارات متعددة الطبقات.

المتحف ليس الموقع الأصلي للمنزل الخيالي، الذي كانت تسكنه الشخصية البوليسية الخيالية فحسب، بل إنه يقع قرب مجموعة شقق ومكاتب مبنية على طراز الآرت ديكو، ومنزل هولمز هو 221 ب بيكر ستريت.

لعائلة نزاربايف
في القرن الحادي والعشرين فقد الشارع الأصلي سمعته بوصفه منطقة سكن أشهر جنتلمان كافح الجريمة في بريطانيا، وأصبح يجسد اليوم سمة لندن المميزة بوصفها مركز المال الذي تخفيه نخب البلدان المنكوبة بالفساد. ذلك أن العقارات من 215 إلى 237 بيكر ستريت البالغة قيمتها الإجمالية أكثر من 130 مليون جنيه إسترليني مسجلة باسم شركات متكتمة في الخارج تخفي هوية أصحابها الفعليين.

أجرت منظمات لمكاحفة الفساد تحقيقات في ملكية هذه العقارات في السابق. والآن تشير وثائق وملفات مسربة في أوراق بنما إلى أن هذه العقارات كانت جزئيًا على الأقل ملك فرد أو أكثر من أفراد عائلة الرئيس الكازاخي نور سلطان نزاربايف.

اختبار شفافية
تشكل معرفة مَنْ على وجه التحديد في حلقة نزاربايف يملك الأبنية لغزًا قد لا يحله إلا شرلوك هولمز نفسه. وذكر موقع كوارتز أن نور علي علييف حفيد نزاربايف له علاقة بالعقارات إياها وابنة الرئيس داريا نزاربايفا أيضًا. وبحسب مجلة فوربس كازخستان فإن البنت والحفيد جمعا بينهما ثروة قيمتها مئات الملايين من الدولارات. 

وتعتبر قضايا معروفة مثل ملكية العقارات الكائنة في منطقة بيكر ستريت اختبارًا مهمًا لالتزام بريطانيا بتحقيق الشفافية في ملكية الشركات المسجلة هذه العقارات لديها ومن يسيطر عليها. أفضل مكان للبدء بذلك هو "منزل" شرلوك هولمز الافتراضي. 

ليست هناك أدلة على أن نور علي أو نزاربايفا ضالعان في فساد أو نشاط غير قانوني أو استخدما أموالًا غير مشروعة لشراء عقارات بيكر ستريت. لكن الاثنين على قدر هائل من الثراء.

وكانت ثلاث شركات ترتبط بالحفيد نور علي اشترت عقارات بيكر ستريت. ويشير هذا إلى أنه مالك بعض العقارات على الأقل في 2010 ـ 2011 على أقل تقدير.

مصادر مشبوهة
يؤكد مراقبون أن قضية عقارات بيكر ستريت ليست إلا قطرة في محيط سوق العقارات التي تُحاط بتكتم شديد في لندن، وأن هناك زهاء 86 ألف عقار بريطاني تملكها شركات في الخارج للتستر على أصحابها الفعليين.

وتقدر منظمة الشفافية الدولية أن ما قيمته 4.2 مليار جنيه إسترليني من عقارات لندن يملكها أشخاص تأتي ثرواتهم من مصادر مشبوهة. وفي عام 2017 وجدت المنظمة أن 90 في المئة من العقارات التي يملكها أفراد مشبوهون مسجلة بأسماء شركات في جزر فيرجن البريطانية.

أُطلقت تحذيرات من أن موقف بريطانيا المتساهل تجاه الأموال المشبوهة يضر بها من نواحي عديدة في وقت تدعو الحكومة البريطانية إلى الشفافية في الخارج، فيما تسمح بأموال يُقال إن نخبًا فاسدة سرقتها بدخول أسواقها.

وصف الدكتور واطسن، صديق هولمز، العاصمة البريطانية بأنها بالوعة كبيرة لتصريف كل حثالات الإمبراطورية فيها. واليوم يحذر مراقبون وناشطون من أن دور لندن بوصفها المحطة النهائية لمنظومة الشركات المسجلة في الخارج يشفط المال من بلدان نامية تُنهب خزينتها لتظهر الأموال المسروقة في عقارات لندن الفاخرة.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "كوارتز". الأصل منشور على الرابط أدناه:
https://qz.com/1245110/the-unsolved-mystery-of-who-owns-sherlock-holmes-130-million-home/