وصل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الأحد إلى باريس في زيارة تستمرّ ثلاثة أيام، للترويج لإصلاحاته وتعزيز روابط بلاده مع فرنسا، بعد توتر العلاقات بين البلدين إثر الأزمات الإقليمية، كما أفادت أوساط الخارجية الفرنسية.

إيلاف من باريس: أشارت أوساط وزير الخارجية جان ايف لودريان إلى أن الأخير "استقبل محمد بن سلمان بناء على طلب الإليزيه" في مطار لو بورجيه قرب باريس.

وكان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان اختتم نهاية الأسبوع في تكساس جولة في الولايات المتحدة استمرت أكثر من أسبوعين، تخللها خصوصًا لقاء السبت جمعه بالرئيسين السابقين بوش الأب والابن. ونشر جورج بوش الأب السبت صورة على حسابه على موقع "تويتر" تجمعه بالأمير ونجله جورج، وأرفقها بالتعليق الآتي: "مناسبة رائعة للاحتفال بالصداقة القديمة بين بلدينا".

ترويج لرؤية 2030
وكان بن سلمان يرافقه وفد رفيع المستوى، انتقل من البيت الأبيض إلى هيوستن مرورًا ببوسطن ونيويورك وسياتل ولوس أنجليس وسيليكون فالي، الأمر الذي اعتبره خبير سياسي بمثابة حملة علاقات عامة تم التخطيط لها بشكل جيّد.

يشكل تعزيز العلاقات بين واشنطن والرياض في مواجهة إيران أولوية بالنسبة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي سلط الأضواء على تفاهمه الكبير مع ولي العهد البالغ 32 عامًا، عندما استقبله في المكتب البيضوي في العشرين من مارس. عمل بن سلمان على الترويج لبرنامج إصلاحات واسع النطاق في بلاده تحت عنوان "رؤية 2030" لاقتصاد سعودي أقلّ اعتمادًا على النفط، تجسيدًا لرغبته في استقطاب استثمارات الشركات الأميركية التي تميل إلى التنويع.

اجتماعات فنية وإعلامية
وفي القسم الأخير من رحلته، التقى الأمير الشاب قادة غوغل وفايسبوك وبالانتير، إضافة إلى مسؤولي صناديق استثمارية في سان فرانسيسكو وسيليكون فالي.

كان ولي العهد السعودي عقد اجتماعات في وقت سابق مع مؤسس مجموعة "مايكروسوفت" بيل غايتس والملياردير البريطاني ريتشارد برانسون لبحث مسألة استكشاف الفضاء.

وفي هوليوود، تناول العشاء مع قطب الإعلام الأسترالي روبرت مردوخ وعدد من أصحاب الإستوديوهات والممثلين، بينهم مورغان فريمان، بحسب مجلة "هوليود ريبورتر". يأتي ذلك قبيل افتتاح أول دور للسينما في السعودية يديرها العملاق الأميركي "إيه إم سي أنترتاينمنت" في 18 أبريل في الرياض.

أما المحطة الأخيرة للأمير في الولايات المتحدة فكانت هيوستن في تكساس، حيث التقى الرئيسين السابقين بوش. وكان قد عقد اجتماعًا مع الرئيس السابق بيل كلينتون في نيويورك. وكان بن سلمان قد بدأ حملة دبلوماسية دولية في الرابع من مارس في مصر، وبعدها انتقل إلى بريطانيا والولايات المتحدة. وستكون إسبانيا وجهته بعد الانتهاء من فرنسا.

وقال الخبير في شؤون السعودية في "واشنطن إسنتيتيوت" سايمن هندرسن لفرانس برس: "في ما يخص العلاقات العامة، كان النجاح رائعًا"، مؤكدًا أن الأمير تمكن من تجنّب الجدل والأفخاخ.

نشر ولي العهد الشاب على حسابه على إنستغرام عشرات الصور يظهر فيها مبتسمًا، ومرتديًا غالبًا بزّة من دون ربطة عنق، إلى جانب العديد من أصحاب الشركات. وبحسب هندرسن، تمكن بن سلمان من تجاوز تحدٍ مهم بالنسبة إلى أمير سعودي، وهو تقديم نفسه كشخص "عادي" نسبيًا، عندما ذهب مع رئيس بلدية نيويورك السابق مايكل بلومبرغ إلى أحد مقاهي "ستارباكس" وطلب قهوة.