اسطنبول: بدأت تركيا الأحد ترحيل مئات المهاجرين الافغان على متن رحلات خاصة إلى بلدهم في عملية واسعة بعدما دخلها الآلاف بشكل غير شرعي خلال الأسابيع الأخيرة. 

وفي وقت باكر من صباح الأحد، استقل 227 مهاجرا افغانيا رحلة مستأجرة متوجهة من ارضروم في شمال شرق تركيا إلى كابول، وفق ما أعلنت وكالة "دوغان" الإخبارية. 

وأفادت أنه سيتم ترحيل 691 مهاجرا افغانيا خلال هذا الأسبوع، حيث يتوقع أن تتوجه رحلتان من ارضروم إلى كابول في وقت لاحق. ووفرت شركة طيران افغانية الرحلتين. 

وذكرت وكالة "دوغان" نقلا عن مسؤولين من الهجرة في ارضروم أن تركيا تخطط لترحيل جميع المهاجرين الافغان في ارضروم البالغ عددهم 3000. 

وفي كابول، نفى مسؤولون بأنه يتم ترحيل اللاجئين، مصرّين على أنهم يعودون إلى وطنهم الأم بناء على رغبتهم. وقال الناطق باسم وزارة اللاجئين وعمليات الإعادة إلى الوطن الافغانية اسلام الدين جرات إن "عددا من اللاجئين الافغان يعودون إلى البلاد بناء على رغبتهم". وأضاف "أراد هؤلاء استخدام تركيا كنقطة عبور إلى دول أخرى. لكن لدى فشلهم في ذلك، عادوا". 

شكلت تركيا ممرا رئيسا للمهاجرين القادمين من افغانستان وغيرها من الدول التي تعاني من أزمات الساعين إلى العبور من آسيا إلى أوروبا بحثا عن حياة أفضل أو هربا من الحروب والاضطرابات في بلدانهم. 

وعبر أكثر من مليون مهاجر ولاجئ إلى أوروبا، معظمهم من خلال تركيا في 2015، ما دفع الاتحاد الأوروبي إلى ابرام اتفاق مع أنقرة للحد من الهجرة عام 2016. وتدفق المهاجرون بشكل كبير إلى تركيا من افغانستان التي تمزقها النزاعات خلال الأسابيع الأخيرة، حيث ذكرت تقارير أن نحو 18 ألف شخص دخلوا البلاد بشكل غير شرعي خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة. 

ويعتقد أن المهاجرين الافغان عبروا من ايران إلى محافظة وان في شرق تركيا قبل أن ينتقلوا إلى ارضروم. وتتزامن عمليات الترحيل مع زيارة أجراها رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إلى كابول لاجراء محادثات مع القادة الافغان. والتقى الأحد الرئيس التنفيذي الافغاني عبدالله عبدالله. 

ونقلت وسائل إعلام تركية رسمية عن يلدريم قوله في مؤتمر صحافي مشترك مع عبدالله في كابول إن أنقرة ممتنة لتعاون افغانستان في هذا الملف، مشيرا إلى "عدم وجود مشكلة" في ما يتعلق بهذه المسألة. 

لكن المحطات التلفزيونية التركية أجرت مقابلات مع بعض المهاجرين، الذين سيتم ترحيلهم، حيث تحدث كثير منهم اللغة التركية بطلاقة، وأصروا على أنهم سيحاولون العودة إلى تركيا. وأكدت امرأة لمحطة "سي ان ان تورك" أنها ستحاول العودة "بالطبع" مشيرة إلى "عدم وجود فرص عمل وانعدام الأمن" في افغانستان.