إيلاف من نيويورك: ضرب روبرت مولر، المحقق الخاص في قضية التدخل الروسي بالانتخابات الأميركية، بشكل رسمي الدائرة الداخلية للرئيس الأميركي، دونالد ترمب مساء الإثنين بعد مداهمة مكتب وشقة المحامي مايكل كوهين.

وفي الوقت الذي انتظر الرئيس توجيه مولر لضربة تستهدف صهره جاريد كوشنر، باغت المحقق الخاص الجميع مستهدفا محامي ترمب الموثوق بشكل كبير من قبله نظرا لعمله الطويل الى جانبه وتمتعه بالصفات التي يريد ترمب ان تكون موجودة في كل شخص يعمل الى جانبه، الولاء والإخلاص.

خطوة عملاقة

مولر الذي اعتاد اتباع سياسة القضم البطيء في تحقيقاته، خطى خطوة عملاقة بعدما داهم رجال مكتب التحقيقات الفدرالي مكتب وشقة كوهين في مانهاتن بنيويورك، ما دفع بالرئيس الأميركي الى الخروج غاضبا للمرة الأولى ملمحا الى موضوع طرد المحقق الخاص، واصفا ما جرى بأنه "عار ومستوى جديد تماما من الظلم.

الذكريات السيئة

أعادت مداهمة الاثنين التذكير بما حدث صيف عام 2017 في مدينة الكساندريا بولاية فرجينيا عندما تمت مداهمة منزل رئيس حملة ترمب الانتخابية سابقا، بول مانافورت والذي انتهى به المطاف متهما بجرائم تصل عقوبتها الى السجن مدى الحياة بحال ادانته مما يطرح تساؤلات حول مستقبل مايكل كوهين بظل التسربات التي تحدثت عن إمكانية اتهامه بالاحتيال المصرفي، والتدخل بالانتخابات بسبب دفعه لمبلغ مئة وثلاثين الف دولار للممثلة الإباحية ستورمي دانييلز مقابل التزام الصمت وعدم كشف علاقتها بالرئيس ترمب.

تجاوز الخطوط الحمراء

الرئيس الأميركي الذي اكتفى بتعليقات بسيطة على غارة الكساندريا كما أُطلق عليها يومها، ادرك ان مولر تجاوز الخطوط الحمراء مع واقعة مانهاتن، وهذا ما ظهر جليا في ردة الفعل العنيفة يوم امس رغم انشغاله بالملف السوري وكيماوي دوما، فترمب لم يوفر مولر المحقق الخاص وفريقه، ووزير العدل جيف سيشنز الذي يتحمل الجزء الأكبر مما وصلت اليه أمور التحقيق بالإضافة الى نائبه رود روزنستاين.

فارس من فرسان الرئيس الاوفياء

ولمعرفة أهمية مايكل كوهين الى جانب ترمب ينبغي فقط التوقف عند التصريحات التي ادلى بها لمجلة فانيتي فير العام الماضي حيث وصف نفسه حرفيا، "بالرجل الذي يحمي الرئيس وعائلته"، معربا عن استعداده لتلقي الرصاص الموجه الى ترمب بصدره، وقالت صحيفة بوليتكو عنه،" انه احد الفرسان المخلصين الذين عملوا لصالح ترمب منذ فترة طويلة جدا".