اجتمع العاهل المغربي الملك محمد السادس بعد ظهر اليوم في قصر الإليزيه في باريس مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في أول لقاء رسمي عالي المستوى للعاهل المغربي مند انتهاء فترة نقاهته عقب العملية الجراحية التي أجراها قبل أسابيع في العاصمة الفرنسية.

إيلاف من الرباط: عمّ فرح غامر المغاربة بظهور العاهل المغربي بنشاط وحيوية. وللإشارة فإن هذه الفرحة بدأت قبل ساعات من لقاء ماكرون، جراء المشاركة المكثفة على شبكات التواصل الاجتماعية لصورة السيلفي التي بثها رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في حسابه في توتير ليلة أمس، وهي الصورة التي جمعته مع الملك محمد السادس، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في لقاء ودي في العاصمة الفرنسية، والتي بدا فيها القادة الثلاثة وهم يبتسمون في لحظة تغمرها المحبة والفرح.

بلقاء ماكرون اطمأن المغاربة إلى ملكهم وتحسن صحته، في وقت تعيش فيه البلاد حالة تأهب قصوى، بسبب التهديدات العسكرية لجبهة البوليساريو في المنطقة العازلة للصحراء.

وأجرى العاهل المغربي مباحثات على انفراد مع الرئيس الفرنسي، والتي أشارت وسائل الإعلام الفرنسية إلى أنها تناولت القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. كما لفتت الوسائل نفسها إلى أن اللقاء بين قائدي الدولتين لم يكن متوقعًا، إذ لم يشر إليه في أجندة الإليزيه التي نشرت في بداية الأسبوع الحالي.&

يكتسي لقاء العاهل المغربي والرئيس الفرنسي أهمية خاصة، إذ يتزامن مع ارتفاع التوتر في الصحراء بسبب انتهاك "بوليساريو" لوقف إطلاق النار، ومناوراتها في الجنوب الشرقي للمغرب، حيث تسعى إلى نقل قواعدها العسكرية ومقارها الإدارية من منطقة تندوف (جنوب غرب الجزائر) إلى منطقة تيفاريتي وبير لحلو والمحبس على التراب المغربي.&

كما يتزامن لقاء محمد السادس وماكرون مع انطلاق مناقشة مجلس الأمن &لتقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول الوضع في الصحراء، وترقب إصدار المجلس لقراره في الموضوع في نهاية الشهر الحالي، علمًا بأن فرنسا عضو دائم في مجلس الأمن، وتدعم بقوة المقترح المغربي لحل نزاع الصحراء عن طريق إقامة حكم ذاتي موسع تحت السيادة المغربية، وفي إطار نظام الجهوية الموسعة الذي اعتمده المغرب كأساس للتنمية والديمقراطية المجالية.