بنغلادش: جال وزير بورمي الأربعاء في مخيم للاجئين الروهينغا في بنغلادش، التي تكافح لتأمين استضافة نحو مليون من اللاجئين المسلمين منذ ان تسببت حملة عسكرية للجيش البورمي بأزمة لاجئين هائلة.

وقال مسؤولون ان زيارة وزير الرفاه الاجتماعي البورمي وين ميات آي لمخيم كوتوبالونغ الضخم قرب بلدة كوكس بازار الحدودية جزء من رحلة تدوم ثلاثة ايام الى بنغلادش. 

وهي المرة الاولى التي يزور فيها عضو في الحكومة البورمية المخيمات المكتظة التي تنبعث منها الروائح الكريهة منذ ان بدأ الجيش البورمي عملية عسكرية في شهر أغسطس الماضي ردا على هجمات متمردين، ما أجبر نحو 700 ألف من الاقلية المسلمة للهرب عبر الحدود نحو بنغلادش. 

والتحق هؤلاء ب300 ألف من الروهينغا الذين كانت تستضيفهم بنغلادش جراء جولات العنف السابقة. وافاد رئيس الشرطة في المنطقة ابو الخير لفرانس برس ان الوزير التقى "مسؤولين في المخيمات"، مضيفا ان ممثلين للمنظمة الدولية للهجرة شاركوا في هذه اللقاءات.

وأعرب زعماء الروهينغا في المخيمات عن ترحيبهم بفرصة لقاء الوزير شخصيا، وقال احدهم واسمه محب الله "نود ان نلتقي وجها لوجه مع الوزير". وقالت مصادر لفرانس برس انه من المقرر ان يلتقي الوزير البورمي نحو 40 من زعماء الروهينغا خلال تواجده في مخيم كوتوبالونغ.

وعانت اقلية الروهينغا المسلمة لعقود من الاضطهاد في بورما، لكن حملة الجيش الاخيرة أجبرتهم على الهرب بأعداد غير مسبوقة. ووصفت الأمم المتحدة والولايات المتحدة تعامل بورما مع الروهينغا في الاشهر الماضية الاخيرة ب"التطهير العرقي".

والوزير وين ميات آي هو نائب رئيس فريق عمل تقوده حاكمة بورما المدنية أونغ سان سو تشي حول الأزمة في ولاية راخين. وهو اشرف على اتفاق ما زال مجمدا مع بنغلادش لاستعادة نحو 750 ألف لاجىء.

ووافقت بورما على عودة عدة مئات من قوائم تضم اسماء الآلاف الذين يرغبون بالعودة الى وطنهم، لكن احدا لم يعبر الحدود عائدا حتى اللحظة. وقال العديد من المسلمين النازحين انهم في حال عودتهم يخشون عودة الملاحقات التي اجبرتهم على ترك ارضهم.

ويطالب اللاجئون بالاعتراف بهم كأقلية ومنحهم حق الرعاية الصحية والتعليم وضمانات بالعودة الى قرى أجدادهم بدلا من اعادة توطينهم في راخين داخل مخيمات.