قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن القرار بشأن التحرك في سوريا سيتم اتخاذه "قريبا جدا".

وأبلغ ترامب صحفيين أنه وفريقه ينظرون "بجدية بالغة" إلى الوضع، في أعقاب هجوم كيميائي مزعوم على بلدة دوما، في الغوطة الشرقية بالقرب من العاصمة دمشق.

ويُعتقد أن قوى غربية تستعد لضربات عسكرية ضد قوات الرئيس بشار الأسد، لكن روسيا حليفة دمشق تعارض مثل هذا الإجراء.

وقال مندوب موسكو في الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، "لا استطيع أن استبعد" إمكانية نشوب حرب بين روسيا والولايات المتحدة.

وأضاف نيبينزيا للصحفيين أن "الأولوية حاليا هي تجنب خطر الحرب".

ومن جهته، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن لديه "دليلا" على أن الحكومة السورية هاجمت دوما بالأسلحة الكيميائية.

وفي بريطانيا وافق مجلس الوزراء على "ضرورة اتخاذ إجراء" في سوريا "لضمان عدم استخدام المزيد من الأسلحة الكيميائية"، حسبما قال مكتب رئيسة الحكومة، تيريزا ماي.

وأضاف المكتب في بيان أن رئيسة الوزراء تحدثت مع ترامب، في وقت متأخر مساء الخميس، وأنهما اتفقا على "مواصلة العمل عن كثب" بشأن هذه القضية.

وأعلن البيت الأبيض أن ترامب سيتحدث أيضا مع الرئيس الفرنسي.

ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي، التابع للأمم المتحدة، اجتماعا طارئا لمناقشة الأزمة.

ماذا قال ترامب عن الهجوم الكيميائي المزعوم؟

في يوم الأحد، وهو اليوم التالي للهجوم المزعوم، قال الرئيس الأمريكي إن نظيره الروسي فلاديمير بوتين يتحمل المسؤولية عن "الوحشية" في دوما وذلك بسبب دعمه للحكومة السورية.

وألغى ترامب رحلة خارجية لبحث التحرك في سوريا وحشد دعم قادة فرنسا وبريطانيا لعملية عسكرية.

ويوم الأربعاء، قال ترامب إن الصواريخ "آتية"، لكنه عاد وقال أمس "لم أقل أبدا متى"، مضيفا أن هذا "قد يكون قريبا جدا أو ليس قريبا على الإطلاق".

وتحدث في وقت لاحق للصحفيين في البيت الأبيض عن اجتماعه حول سوريا، وقال "نجري اجتماعا اليوم بشأن سوريا... علينا اتخاذ قرارات أخرى. لذا سيتم اتخاذها قريبا جدا".

ومن جهته، قال وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، أمام لجنة بالكونغرس أمس "أعتقد أنه كان هناك هجوم كيميائي ونحن نبحث عن الأدلة الفعلية".

ما حقيقة ما حدث في دوما؟

قال نشطاء ومسعفون إن عشرات الأشخاص لقوا حتفهم عندما ألقت طائرات حكومية قنابل تحمل موادا كيميائية سامة في دوما، يوم السبت الماضي.

لكن حكومة الرئيس بشار الأسد تنفي أن تكون وراء أي هجوم كيميائي.

ومن المقرر أن ترسل المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية (OPCW) مراقبين إلى دوما لجمع الأدلة والتأكد من وقوع الهجوم.

وقال مسؤولون أمريكيون أمس إن العينات المأخوذة من الضحايا أظهرت نتائج إيجابية بالنسبة لغاز الكلور وعامل الأعصاب.

وكانت دوما آخر معقل لجماعة إسلامية مسلحة تحارب الحكومة السورية، قبل أن تخرج بموجب اتفاق مع روسيا.

ما هو موقف روسيا؟

وصفت روسيا تقارير الهجوم الكيميائي المزعوم بأنها "استفزاز" يهدف لتبرير التدخل الغربي.

وحذرت شخصيات روسية بارزة من أنه سيتم إسقاط الصواريخ التي تهدد القوات الروسية في سوريا، كما سيتم استهداف منصات إطلاقها.

وقال الرئيس فلاديمير بوتين، يوم الأربعاء، إنه يأمل أن يسود "المنطق" وأن يستقر الوضع.