احتل إعلان السير مارتن سوريل المدير التنفيذي لشركة "دبليو بي بي WPP" البريطانية، أكبر مؤسسة للإعلانات في العالم، عن استقالته، الصفحات الأولى في الصحف اللندنية وتغطيات مختلف وسائل الإعلام.

وقال السير مارتن في بيان استقالته إن منصبه في "دبليو بي بي" كان عملا ممتعا لوقت طويل، لكن "المصلحة العليا للشركة" بالنسبة له كانت تقتضي تقديم استقالته، وظلّ السير مارتن على رأس الشركة لنحو 33 عاما منذ اختياره مديرا تنفيذيا لها في 1986.

وخضع مارتن لتحقيق داخلي في (دبليو بي بي) لكنه رفض أي اتهامات بسوء التصرف المالي. وفي بيان، قالت الشركة: "التحقيق الذي أعلن في وقت سابق بشأن اتهام السير مارتن بسوء التصرف انتهى. الاتهام لم يتضمن مبالغ مالية كبيرة".

وكان سوريل أسس شركة دبليو بي بي عام 1985 التي لديها الآن ثلاثة آلاف مكتب في 112 دولة، بعدما تولى إدارة شركة وهمية باسم "واير آند بلاستيك".

وسيشرف رئيس دبليو بي بي، روبرتو كوارتا، على الوكالة الإعلانية الضخمة حتى تعيين مدير تنفيذي جديد. 

السير مارتن سوريل، هو الرئيس التنفيذي ومؤسس مجموعة دبليو بي بي WPP، أكبر مجموعة اتصالات تسويقية فى العالم حيث توظف WPP أكثر من 179,000 شخص . (بما في ذلك الشركات المشابهة والاستثمارات في أكثر من 3000 مكتب في 111 دولة.

مؤهلات

وكان سوريل المولود في لندن لأسرة يهودية، حصل علي شهادات من جامعة كامبردج وكلية هارفارد للأعمال ويدعم بنشاط تنمية كليات إدارة الأعمال الدولية، ويقدم المشورة لهارفارد ومعهد الدراسات العليا للأعمال والمدرسة الهندية لإدارة الأعمال، ومدرسة الصين وأوروبا للأعمال الدولية ومؤسسة دوم كابرال لمدرسة الأعمال في البرازيل، وغيرها.

وأعلن سوريل في سن صغيرة رغبته في أن يصبح رجل أعمال، وفي عام 1975 بعد انتهائه من دراسة إدارة الأعمال بجامعة هارفارد، التحق بشركة ساتشي آند ساتشي التي يملكها اليهودي من أصول عراقية تشارلز ساتشي وشقيقه موريس وهى ضمن أشهر وكالات الإعلانات في العالم. وظل يعمل نائبا للمدير المالي، حتى 1984 وفى سن الأربعين قرر العمل لصالح نفسه.
بداية 
وفي عام 1985 اشترى سوريل شركة WPP (شركة تصنيع منتجات بلاستيكية) التي كانت متوقفة النشاط، وخلال 3 سنوات اشترى 18 شركة مجمدة النشاط أيضًا.

ويملك سوريل 75% من أسهم ، شركة WPP إضافة إلى مكاتب الإعلان "آلدار-حومسكي وبوجل أوجيلبي" التي ترتبط معه باتفاقات تمثيل. كذلك تمتلك WPP نحو 75% من أسهم شركة "يونيون ميديا" للخدمات الإعلامية، وترتبط باتفاقات تمثيل مع مكاتب العلاقات العامة "شتيرن- آرئيلي" و"تريفاكس".

ويتقاضى سوريل كل ثانية أكثر من يورو واحد خلال السنوات الخمس الاخيرة ومنذ عام 1998، مجموع ما تقاضاه بلغ 200 مليون يورو.

بريكست

يشار إلى أن السير مارتن سوريل، رئيس أكبر تكتل إعلاني عالميًا، من المعارضين لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، وصرح في احد المرات إن هذا الخروج دمر العلامة التجارية العالمية للمملكة المتحدة.

وأشار إلى أن نغمة الخوف من الأجانب في حملة استفتاء عام 2016، أضرت بشدة بريطانيا وهي بحاجة للإصلاح، وظهر ذلك بوضوح أثناء وجود رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، في بروكسل في 8 ديسمبر 2017، للاتفاق على حقوق مواطني الاتحاد الأوروبي، حيث كانت أول خطوة للأزمة.

وقال "كيف سنواصل جذب الأفضل والألمع من أنحاء أوروبا وخارجها بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أو لإصلاح الضرر الذي لحق بسمعة المملكة المتحدة بالفعل من خلال خطاب الانقسام خلال وبعد حملة الاستفتاء".

وأكد السير مارتن ان هناك طريقا طويلا لقطعه لأنهاء حالة عدم اليقين بالنسبة للشركات البريطانية حول العلاقات التجارية المستقبلية مع أوروبا، وقال "إن عدم اليقين سيكون حقيقة الحياة التجارية، على الأقل طالما تطلي الأمر التفاوض على علاقة تجارية جديدة مع الاتحاد الأوروبي، وحتى يحدث ذلك، ستستمر العديد من الشركات في تأخير أو إلغاء قرارات الاستثمار في المملكة المتحدة".