الرباط: تنظم مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين بالعاصمة الرباط، معرضا جماعيا للفنانتين التشكيليتين هدى العلمي و فاطمة العسري، ما بين 12 أبريل الحالي و 3 مايو المقبل.

و ناول المعرض الذي افتتح اخيرا ، 28 لوحة فنية للعلمي، التي تقارب الفن التجريدي في أعمالها، فضلا عن لوحات التشكيلية الشابة فاطمة العسري، التي تعد واحدة من أبرز الفنانات التشكيليات بمدينة تطوان (شمال المغرب).

حرية وإبداع

عن مسارها الفني، تقول هدى العلمي في تصريح لـ"إيلاف المغرب": "هوسي بالميدان التشكيلي رافقني منذ الصغر، و اناأتعاطاه منذ 20 سنة. بدأت أتعلم تدريجيا، بالرسم في إحدى الورشات الفنية، قبل أن أتجه للفن التجريدي، الذي منحني مساحة أكبر من الحرية والإبداع، خاصة أنني لم أكن أريد أن أنقل تفاصيل الطبيعة والجسد، فأنا لست مصورة فوتوغرافية، بل فنانة تشكيلية، تطمح للمزيد من الإبداع والتخلي عن القيود التي تحول دون تحقيق هذه الرغبة".

تعتبر العلمي أن وجود التقنيات أهم معيار ينبغي توفره في الفنان التشكيلي الحقيقي، إضافة إلى الحس الفني، و حب الميدان الذي ينتمي إليه، ويسعى جاهدا لوضع بصمته الخاصة في مجمل الأعمال التي يقدمها للجمهور المتلقي.

و عن رؤيتها للمشهد التشكيلي المغربي في الآونة الأخيرة،تقول العلمي: "هناك العديد من الفنانين الذين يمثلون الجيل الجديد، في مقابل جيل الرواد الذي يمثله ثلة من المبدعين، من قبيل أحمد الشرقاوي و محمد الغرباوي ومحمد المليحي وآخرون".

وترى العلمي أن الفن التجريدي يتميز عن غيره من الأنواع التشكيلية الأخرى بكونه يتجاوز التعبير عن الأحاسيس العادية والطبيعية التي تجتاح الفرد في مختلف حالاته الإنسانية، بحيث يصبح متمكنا من السيطرة عليها وتوجيهها عوض حدوث العكس.

و تضيف العلمي وهي ايضا استاذة رياضة اليوغا"التأمل والرياضة التي أمارسها وأقوم بتدريسها فسحا لي المجال للمزيد من الإبداع والانطلاق في عوالم الفن، خاصة أنني لم أكن أشارك من قبل في معارض عديدة من أجل تقديم أعمالي التي كنت أعتبرها ملكية خاصة لي، لكن الأمر تغير حاليا، بحيث أصبحت متاحة للعموم في مناسبات مختلفة".

سياحة فكرية

من جهتها، تخلو اعمال فاطمة العسري من ثقل المواضيع والأشكال، وتكتفي باللون كأداة تواصلية مع اللاوعي، وتأثير الحس على الحالات النفسية، بحيث يشكل اللون استبصارا ونوعا من السياحة الفكرية في الذاكرة.

وتركزمعظم اللوحات المعروضة على المخيال البصري عبر ألوان تقع في بؤرة ساخنة (أزرق، أحمر، بنفسجي) تنحو بالتدريج نحو البرودة (برتقالي ثم أصفر)مع الاستعانة بالبياض الذي تتفاوت درجة اكتساحه لمساحة اللوحة، فالتجريد في لوحاتها يسعى لامتلاك قوة إيحائية مسلحة بنون النسوة، قادرة على تفكيك جوهر الطبيعة.

وشهد افتتاح المعرض حضور زوار من مختلف المشارب الثقافية والفنية، ممن عبروا عن انطباعاتهم الإيجابية من الأعمال المعروضة، التي توحي بالجمالية و التفرد في التعبير عما يخالج هاتين المبدعتين المغربيتين.