قال جيمس كومي، مدير مكتب التحقيقات الفدرالي "أف بي آي" السابق، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "غير لائق أخلاقيا" لرئاسة الولايات المتحدة ويعامل النساء كما لو كن "قطعا من اللحم".

وكان كومي يجري أول مقابلة تلفزيونية مطولة له منذ أن أقاله ترامب العام الماضي.

وقال كومي، لقناة أيه بي سي نيوز، إن ترامب "يكذب بصورة مستمرة وإنه ربما أعاق مسار العدالة".

وقبل ساعات من بث المقابلة، شن ترامب هجوما على كومي متهما إياه بـ "الكثير من الأكاذيب".

وقال كومي لبرنامج 20/20 في "أيه بي سي" يوم الأحد "لا أصدق أنه تعوزه القدرة العقلية أو أنه في المراحل الأولى من خرف الشيخوخة".

وأضاف "لا أعتقد أنه لا يصلح طبيا لتولي الرئاسة. أعتقد أنه لا يصلح أخلاقيا أن يكون رئيسا".

وقال "يتوجب على رئيسنا أن يجسد الاحترام وأن يلتزم بالقيم التي تمثل جوهر هذا البلد، وأول هذه المبادئ هو الصدق. هذا الرئيس لا يستطيع ذلك".

وبعد بث المقابلة، أصدر الحزب الجمهوري، عبر اللجنة الوطنية الجمهورية، تصريحا يقول فيه إن جولة ترويج كومي لكتابه الجديد تظهر أن "ولاءه الحقيقي لنفسه".

وجاء في التصريح "الأمر الأسوأ من تاريخ سوء السلوك لكومي هو استعداده لقول أي شيء لبيع كتبه".

كيف وصلنا لهذه المرحلة؟

وهذا هو أحدث تطور في الخلاف طويل الأمد بين ترامب وكومي، والذي غذاه اقتراب نشر مذكرات كومي "ولاء أعلى: حقائق وأكاذيب وزعامة".

ويقوم كومي حاليا بجولة للترويج للكتاب.

وقال ترامب إن "الكتاب الذي لا يحظى بآراء ومراجاعات مشجعة" يثير "تساؤلات كبيرة". وأشار أيضا إلى أن كومي يجب أن يسجن وبدأ يشير إليه مؤخرا بأنه "حقير".

ويرجع الخلاف بين الاثنين إلى الانتخابات الرئاسية عام 2016، عندما كان كومي مديرا للأف بي آي، ومسؤولا عن التحقيق عن تعامل هيلاري كلينتون، مرشحة الحزب الديمقراطي، مع رسائل بريد إلكتروني سرية على بريدها الالكتروني الخاص عندما كانت وزيرة للخارجية.

وفي يوليو/تموز 2016 قال كومي إن كلينتون كانت "مهملة للغاية" في تعاملها مع الرسائل، ولكن أف بي آي لن توجه لها أي اتهام.

ولكن في أكتوبر/تشرين الأولى الماضي، قبل أيام من اتخابات الرئاسة، أرسل كومي خطابا إلى الكونغرس، يطلعه فيه أن أف بي آي سيعيد فتح التحقيق بعد العثور على المزيد من الرسائل الإلكترونية.

وتم نشر خطاب كومي علنا وقالت كلينتون إن ذلك أدى إلى فوز ترامب بالرئاسة.

وفي السادس من نوفمبر/تشرين الثاني، قال أف بي آي إنه أتم مراجعته للمجموعة الجديدة من الرسائل الالكترونية وإنه لن يوجه اتهامات لكلينتون.

"تعهد بالولاء"

وبعد تولي ترامب الرئاسة، قال كومي إنه حاول الحصول على تعهد شخص بالولاء من ترامب، وهو ما ينفيه ترامب بصورة مشددة.

وفي مارس/آذار 2017، عندما كان أف بي آي يحقق في الصلات المزعومة بين حملة ترامب الانتخابية وروسيا، وردت تقارير عن ممارسة ترامب ضغوطا مكثفة على كومي لإعلان أنه لا يتم التحقيق مع الرئيس بصورة شخصية، وهو ما يقول كومي إنه رفض القيام به.

ويوجه بعض الديمقراطيين اللوم لكومي في خسارة كلينتون للانتخابات، بينما يشعر مؤيدو ترامب إنه استُهدف في التحقيق بشأن روسيا.

وقبل الكشف عن التحقيق الجديد بشأن مراسلات كلينتون، سأل أحد الموظفين كومي "ألا يجب أن تفكر في أن ما تقوم به قد يساعد في انتخاب ترامب؟".

وقال كومي إنه رد "السير في هذا الطريق يؤدي إلى موت أف بي آي كجهاز مستقل".

وفيما يتعلق بتحقيق كلينتون بصورة عامة، قال كومي "تولت أف بي آي هذا التحقيق وقمنا به بصورة مستقلة وتتسم بالكفاءة. أراهن بحياتي على ذلك".

وأقال ترامب كومي في مايو/أيار، وعلم كومي بإقالته من نشرات الأخبار في التلفزيون.

وماذا عن إعاقة العدالة؟

ونشرت أيه بي سي نصا كتابيا للمقابلة بين كومي وبين محاورها جورج ستيفانوبولوس يتكون من 42 ألف كلمة.

وتناول جزء من المقابلة إقالة مستشار الأمن القومي مايكل فلين يوم 13 فبراير/شباط 2017 للكذب بشأن اتصالات مع السفير الروسي.

وبعد ذلك بيوم كان كومي في اجتماع في المكتب البيضاوي مع ترامب بمفردهما، حيث طُلب من نائب الرئيس والنائب العام المغادرة.

ويؤكد كومي في المقابلة إن ترامب حاول الضغط عليه لإسقاط أي تحقيق بشأن فلين.

وقال كوي لستيفانوبولوس "اعتبرت الأمر تعليمات. كانت كلماته مشددة: أتمنى أن تتخلى عن الأمر".

وقال كومي إنه مرر التعليقات، ولكنه يقر أنه ربما كان يتوجب عليه أن يشير إلى الرئيس أن ما قاله قد يعتبر إعاقة للعدالة؟

وقال كومي "يوجد بالتأكيد بعض ما يشير إلى على إعاقة العدالة. أنا مجرد شاهد في القضية ولست محققا أو ممثلا للادعاء. الأمر يعتمد على الأمور التي تشير إلى نواياه".

وينفي ترامب بصورة مشددة ما قاله كومي.

ما الذي قاله كومي؟

واشار كومي في المقابلة إلى أن ترامب أحاط نفسه بأشخاص أوفياء له، مشبها ترامب بـ "زعماء العصابات الذين كان يحقق في شأنهم في شبابه".

وقال كومي "يطلب منهم الولاء، ويبقى الزعيم مركز كل شيء، ويعتمد كل شيء على خدمتهم للزعيم وما يخدم مصلحته".

وعندما سُئل عما إذا كان من يحيطون بالرئيس "يمكنونه من سوء السلوك"، قال كومي "تحدي هذا الرئيس هو أنه سيلوث كل من يحيط به".

وقال كوني إنه لا يعتقد أنه يجب محاكمة ترامب تمهيدا لإقالته.

وقال "لا أتمنى ذلك لأنني أعتقد أن محاكمة ترامب وإقالته ستخل باتزان الشعب الأمريكي".

وقال كومي إنه بدلا من ذلك يعتقد أن الشعب الأمريكي "يحتم عليه الواجب" التوجه لصناديق الاقتراع للقيام بذلك بصورة مباشرة.