الرباط: كشف ممثل النيابة العامة أن نقطة انطلاق التحقيق في قضية توفيق بوعشرين، ناشر جريدة "أخبار اليوم " المغربية المتابع أمام محكمة الاستئناف بالدار البيضاء بعدة تهم كانت شكوى نعيمة الحروري يوم 16 فبراير، والتي صرحت فيها بأن بوعشرين اغتصبها ، وأنه يواصل استغلالها جنسيا عبر تهديدها بنشر مقاطع فيديو فاضحة. 
وأضاف أن الحروري أكدت في تصريحاتها بأن بوعشرين كان يلح عليها الطلب في الهاتف لكي تأتي إلى مكتبه، ما دفع ضابط الشرطة إلى تقديم انتداب لشركة الاتصالات يوم 19 فبراير للتأكد من وجود تلك المكالمات. وأوضح أن طلب الانتداب تعلق بجميع المكالمات التي أجراها بوعشرين منذ بداية 2017 إلى غاية تقديم الطلب في 19 فبراير الماضي.
وجاء هذا التوضيح ردا على استغراب دفاع بوعشرين كون المحققين وجهوا طلب الانتداب القضائي لشركة الاتصالات في يوم 19 فبراير، والذي مكن من تحديد هويات الضحايا، في حين أن تفتيش مكتب بوعشرين واعتقاله وحجز الأدلة جرى يوم 23 فبراير. 
وأوضح ممثل النيابة العامة ان تفتيش مكتب بوعشرين تم في حضوره، خلافا لما ادعاه دفاعه، وعثر خلاله على كاميرتين وجهاز تسجيل فيديو وهاتفين من نوع أيفون وجها ين لوحيين من نوع أيباد بالإضافة إلى قرص مدمج خارجي، والذي استخرجت منه أشرطة الفيديو . 
وأشار ممثل النيابة العامة إلى أن التفتيش احترمت فيه جميع المقتضيات القانونية، بما فيها تلك المتعلقة بضمان احترام السر المهني وحماية مصادر بوعشرين باعتباره صحافيا. وقال إن رئيس الفرقة الوطنية للشرطة القضائية حضر بنفسه عملية التفتيش للحرص على أن تجري وفقا للقانون.
وأضاف ممثل النيابة العامة ، في سياق رده على دفوعات الدفاع ببطلان محاضر التفتيش، أن الشرطة القضائية أشعرت النيابة العامة قبل التنقل إلى مكتب بوعشرين، كما أن حضور هذا الأخير لعملية التفتيش وعدم اعتراضه عليها يعتبر موافقة منه على إجرائها.
وأضاف ممثل النيابة العامة أن بوعشرين أكد في البداية للمحققين أنه صاحب القرص المدمج الخارجي الذي ضبط في مكتبه عندما سألوه عنه خلال التفتيش، غير أنه كذب عليهم عندما سألوه عن جهاز تسجيل أشرطة الفيديو لما سألوه عن ماهيته ، مدعيا أنه مجرد جهاز لالتقاط القنوات الفضائية. وعندما عثر المحققون على الكاميرتين، إحداهما بيضاء ، والثانية سوداء، أنكر بوعشرين أية علاقة له بهما. واستدعى مسؤول المشتريات في شركته ليسأله عن مصدرهما ،وصرح هذا الأخير للمحققين أنه لا علم له بهذه الأجهزة. 
وأشار ممثل النيابة العامة إلى أن الأمر لا يتعلق بأجهزة في ملكية الشركة الناشرة، وإنما هي أجهزة خاصة ببوعشرين، لذلك فمن الطبيعي أن لا يتعرف عليها مدير المشتريات.
وفي رده على ادعاء دفاع بوعشرين بوجود تناقض بين المدة التي يستغرقها عرض الأشرطة المضبوطة في القرص المدمج، والتي تتجاوز 15 ساعة، والمدة التي استغرقتها عملية تفريغها، والتي تشير المحاضر أنها امتدت من الساعة الثامنة من مساء يوم 23 فبراير إلى الثامنة صباحا من يوم 24 فبراير. وأشار إلى أن ذلك العمل قام به فريق تقني تابع لوحدة مكافحة الجريمة المعلوماتية، ووقعه الضابط المشرف على الفريق، وليس من إنجاز شخص واحد. وأضاف قائلا "هذه الأشرطة بسيطة وليست معقدة، كما ستلاحظ المحكمة عندما يحين وقت عرضها".
كما أجاب على إشكالية إلحاق مشتكيات جديدات بالقضية بعد إحالتها على المحكمة، وانتصاب مشتكيات على أساسها كأطراف مدنية، والتي طالب الدفاع بفصلها. وقال "لم يكن هناك جديد لنقدم هذه الملفات في إطار متابعة جديدة، فنحن ما زلنا في نفس الق…