رغم أن بابرا بوش تنتمي إلى أسرة جمهورية فزوجها الرئيس الأسبق جورج بوش الأب وابنها الرئيس جورج بوش الابن، لكن ذلك لم يمنعها من العمل بجد دفاعا عن حق النساء في الاجهاض ومن أجل تحقيق مزيد من العدالة الاجتماعية والقضاء على الأمية.

كما أنها كانت صاحبة مواقف أكثر تحررية من زوجها والحزب الجمهوري لكنها كانت تلتزم الصمت أحيانا لتفادي الاصطدام بزوجها وبالحزب.

أول قبلة

كانت في السادسة عشر من العمر عندما التقت بزوجها في المدرسة وارتبطا رسميا عام 1943، وبعد ذلك بعامين تزوجا. ولم يمض وقت طويل حتى التحق زوجها بقوات البحرية الامريكية وعمل طيارا حربيا.

وكانت تقول لأحفادها مازحة أنها تزوجت أول شخص قبّلته.

حينما كان زوجها يعمل في مجال النفط في ولاية تكساس عام 1950 رزقت بابنها البكر جورج وماتت ابنتها الأولى روبن بسرطان الدم عندما كانت في الثالثة من العمر عام 1953.

كما باتت على دراية أكثر بالفصل الموجود في الجنوب بين الأمريكيين السود والبيض، عندما سافرت برفقة امرأتين أفريقيتين بالسيارة عبر الولايات المتحدة لقضاء عطلة في ماين حيث اكتشفت أنه لا يسمح للأفارقة بالنوم وتناول الطعام في نفس الفندق إلى جانب البيض ومنذ ذلك الوقت أصبحت مدافعة شرسة عن المساواة ومناهضة للتمييز العنصري الأمر الذي أدى إلى صدامها مرارا مع الحزب الجمهوري.

معترك

دخلت باربرا معترك السياسية عندما ترشح زوجها لعضوية مجلس الشيوخ عام 1964 حيث وقفت إلى جانبه في حملته الانتخابية التي لم تتكلل بالنجاح. وعندما فشل للمرة الثانية عام 1970 عينه الرئيس نيكسون في منصب سفير الولايات المتحدة في الأمم المتحدة. خلال هذه المرحلة وسعت باربرا دائرة علاقاتها مع الأوساط الدولية بفضل منصب زوجها الذي أصبح لاحقا سفيرا لبلاده في الصين قبل أن يصل إلى منصب مدير المخابرات المركزية الامريكية في أواسط سبعينيات القرن الماضي.

وخلال هذه الفترة عانت باربرا من الاكتئاب الشديد وقالت في مذكراتها لاحقا إنها فكرت في الإنتحار مرارا.

استعادت باربرة نشاطها وحيوتها بعد أن ترك زوجها عمله في جهاز المخابرات وخاض الانتخابات التمهيدية للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الامريكية.

وعدما تولى زوجها منصب نائب الرئيس خلال رئاسة رونالد ريغان أسست صندوقا يحمل اسمها لجمع التبرعات لمكافة الأمية.

مساواة

كما نشطت كثيرا في مجال الدعوة لمنح الأقلية الأمريكية ذات الأصول الأفريقية مزيداً من الفرص وعملت كثيراً حتى نجحت في إقناع زوجها بتعيين أول أمريكي من أصول أفريقية في إدارته.

بعد فشل زوجها في الحصول على فترة ثانية في منصب الرئاسة اكتشفت باربرا أنها نسيت كيف تطبخ وحتى تراجعت قدرتها على قيادة السيارة وكان زوجها يقول مازحا: "أنصح أي شخص يرى باربرا تقود سيارتها بالابتعاد عن طريقها".

كما وقفت باربرا إلى جانب ابنها جورج خلال حملته الانتخابية للرئاسة وتولى منصب الرئيس لدورتين متتالتيتن بين عامي 2000 و 2008.

وكانت أول أمريكية تحمل لقب السيدة الأولى ووالدة رئيس.

ورغم ولائها لأسرتها الجمهورية لكنها لم تقف إلى جانب كل المرشحين الجمهوريين في الانتخابات. وصفت المرشحة الجمهورية لمنصب نائب الرئيس في انتخابات عام 2008 سارة بالين ذات مرة قائلة "جلست إلى جانبها ذات مرة وكنت أظنها جميلة، أعتقد أنها سعيدة في ولاية آلاسكا، آمل أن تظل هناك".

حتى عندما بلغت التسعين من العمر وقفت إلى جانب ابنها الآخر جيب بوش في حملته للفوز بترشيح الحزب الجمهوري. وكان آخر ظهر علني لها العام الفائت إلى جانب زوجها. وبدأت تعاني مؤخراً من مشاكل في القلب والرئة وقررت العودة إلى بيتها الأول في هيوستن والتوقف على تلقي العلاج.