إيلاف من لندن: اختارت مجلة تايم الأميركية رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي واحدًا من أكثر الشخصيات المؤثرة في العالم ضمن تصنيف عام 2018 مشيرة إلى أنّه واجه تحديًا يتمثل بايقاظ الشعور الوطني والانتماء إلى الوطن وأبعد خطر سفك الدماء الطائفي في البلاد ووقالت انه في حال إذا استطاع تحقيق ذلك فإن المنتصر سيكون العراق.

وقالت التايم في تقرير لها عن العبادي ومواجهته صعوبات كبيرة عند تسلمه رئاسة الوزراء في سبتمبرعام 2014 تمثلت باحتلال داعش 3 محافظات ومساحات واسعة من العراق قائلة "في 10 يونيو 2014 تأريخ إعلان تنظيم داعش السيطرة على مدينة الموصل ثاني اكبر مدن العراق في هذا الوقت الذي هرب فيه آلاف الجنود من الجيش العراقي للنجاة بحياتهم ثم بعد 3 سنوات من توليه الحكومة يهزم التنظيم على يد القوات العراقية التي اعادت تنظيم هيكليتها على يد العبادي بغية تحرير المدينة في أشرس المعارك التي دارت على مدى 9 أشهر.

وأضافت التايم أن العبادي الذي اختار بنفسه الجنرالات العسكرية لقيادة المعركة اشرف بنفسه ومن خلال زيارته اليومية إلى غرفة قيادة العمليات المشتركة على المعارك التي تدار في ميدان الحرب في مدينة الموصل.

مشيرة إلى أنّ العبادي القائد الذي يترأس امة وجيشا يعانيان من الانقسام تقدم صوب الموصل لتحريرها من أجل إرجاعها إلى أحضان الوطن بدءا من القوات المقاتلة لجهاز مكافحة الارهاب والمليشيات التي توصف بالطائفية.

وأوضحت المجلة أن العبادي واجه تحديا يتمثل بأيقاظ الشعور الوطني والانتماء إلى الوطن من خلال الحرب على داعش وليس جولة جديدة من سفك الدماء الطائفي مرة اخرى في البلاد.. منوهة إلى أنّه في حال إذا استطاع تحقيق ذلك فإن المنتصر سيكون العراق.

من المنفى إلى السلطة

يشار إلى أنّ حيدر جواد العبادي قد ولد في بغداد عام 1952 وتولى رئاسة الحكومة العراقية عام 2014 وهو من قادة حزب الدعوة الاسلامية.. وقد تدرج في دراسته في بغداد ونال شهادة الكالوريوس من الجامعة التكنولوجية في بغداد عام 1975. 

 وقد أصدر كراسا يشرح فيه مسيرته "الجهادية" مع حزب الدعوة ضمن حملته للدعاية الإنتخابية الحزبية ذكر فيه أنه انتمى إلى حزب الدعوة عام 1967 وكان عمره آنذاك خمسة عشر عاما واختير مسؤولا لتنظيمات الحزب في بريطانيا عام 1977 وحصل على عضوية القيادة التنفيذية للحزب عام 1979.

خلال مسيرته في العراق منذ سقوط النظام السابق وعودته إلى بغداد من لندن عام 2003 فقد تولى العبادي حقيبة وزارة الاتصالات في الحكومة الانتقالية التي ترأسها اياد علاوي عام 2004 ثم نائبا في البرلمان عام 2005. وترأس لجنة الاقتصاد والاستثمار النيابية في البرلمان عام 200 واللجنة المالية في البرلمان عام 2010 وواجه صراعات سياسية عديدة بخصوص موازنة البلد المالية لعام 2013.

وقد تم طرح اسم العبادي كأحد أبرز مرشحي حزب الدعوة لرئاسة الوزراء عام 2006 أثناء عملية استبدال ابراهيم الجعفري ثم طرح اسمه من جديد وسط مفاوضات تشكيل الحكومة عام 2010 وفي عام 2014 عام 2014 بعد الانتخابات العامة التي شهدتها البلاد انذاك كلفه التحالف الشيعي والرئيس العراقي فؤاد معصوم بتشكيل الحكومة ليكون ريسا جديدا للحكومة خلفا لنوري المالكي والذي قدم إحتجاجاً إلى المحكمة الإتحادية بأنه الأحق بتولي المنصب. 

ثم بعد عدة أيام تنازل المالكي لصالح حيدر العبادي وسحب القضية التي قدمها إلى المحكمة الإتحادية والتي تضمنت اتهام الرئيس معصوم بخرقه للدستور عندما كلف حيدر العبادي بتولي رئاسة الحكومة العراقية.

وفي 8 سبتمبر 2014 قبل يومين من انتهاء المهلة الدستورية منح البرلمان العراقي الثقة لحكومة العبادب.. وفي 9 أب اغسطس 2015 أعلن حيدر العبادي عن مجموعة قرارات وإصلاحات أبرزها إلغاء مناصب نواب رئيس الجمهورية اياد علاوي واسامة النجيفي ونوري المالكي ونواب رئيس الوزراء صالح المطلك وبهاء الاعرجي وروز نوري شاويس في استجابة لاحتجاجات شعبية تطالب باصلاحات.

وبعد مظاهرات واحتجاجات استمرت حوالي عام قرر العبادي في نيسان 2016 تشكيل حكومة تكنوقراط وكفاءات جديدة وإختار شخصيات مستقلة فيما لكنه أبقى منصب وزارة الخارجية لابراهيم الجعفري.
ويقود العبادي حاليا حملة لمواجهة الفساد المستشري في البلاد حيث اكد الاسبوع الحالي انه لن يرحم الفاسدين كما لم يرحم الدواعش وقضى عليهم في العراق.