اعتذرت حركة إيتا الانفصالية المسلحة في إقليم الباسك عن مقتل ضحايا صراعها الذي استمر لعشرات السنوات من أجل الاستقلال عن إسبانيا، وذلك قبل أيام قليلة من الإعلان المتوقع لحل الحركة.

والتمست الحركة المناوئة لإٍسبانيا "السماح" على ما أقدمت عليه من قتل أشخاص "لم يكونو طرفا مباشرا في الصراع".

وقالت الحكومة الإٍسبانية إن إيتا فشلت سياسيا وعمليا، ولم تحقق أي من أهدافها.

وعلى مدار 40 عاما من الصراع، تسببت الجماعة المسلحة في مقتل حوالي 800 شخصا، وإصابة الآلاف.

ومن المتوقع أن تعلن الجماعة المسلحة حلها في أوائل الشهر المقبل، بعد أن خاضت مسيرة دموية للمطالبة باستقلال سبعة أقاليم في شمال إسبانيا وجنوب غرب فرنسا.

وذكر بيان صادر عن إيتا: "نعلم أننا على مدار فترة الصراع المسلح سببنا آلالما للكثيرين، منها أضرارا لا يمكن تعويضها ألحقناها بكثيرين."

وأضافت: "نود التعبير عن احترامنا لهؤلاء القتلى، والمصابين، والضحايا الذين سقطوا بسبب ممارسات إيتا، ونتقدم لهم بخالص الاعتذار."

كما اعترفت الحركة في بيانها "بالمسؤولية المباشرة عن المعاناة الكبيرة" التي تعرض لها الناس في إقليم الباسك، متعهدة بالمضي قدما في طريق المصالحة في الإقليم.

رجال شرطة في موقع هجوم
AFP
استمر صراع إيتا لأكثر من 40 سنة لنيل الاستقلال عن التاج الإٍسباني، في شكل هجمات أغلبها كان على رجال الشرطة والحرس الوطني في إسبانيا

وأعلنت الحركة الانفصالية في سبتمبر/أيلول 2010 أنها لن تنفذ أي هجمات أخرى، كما أعلنت وقف إطلاق النار بشكل كلي ودائم في يناير/كانون الثاني 2011.

وكشفت إيتا عن مستودعات الأسلحة الخاصة بها في إبريل/ نيسان 2017، مؤكدة أنها نزعت سلاحها بشكل كامل.

وظهرت الحركة المسلحة في عقد الستينيات من القرن العشرين، كحركة مقاومة طلابية تعارض بشدة دكتاتورية الجنرال فرانكو العسكرية.

وحظر الجنرال فرانكو استخدام اللغة الباسكية، وأي مظاهر أخرى للثقافة القومية للإقليم، علاوة على اعتقاله المثقفين وتعذيبهم بسبب فكرهم الثقافي والسياسي.

وتوفي فرانكو عام 1975، فشهدت البلاد تحولا ديمقراطيا وحصل الإقليم، الذي يبلغ عدد سكانه مليوني نسمة، على الحكم الذاتي.

وكان أغلب ضحايا هجمات إيتا من قوات الشرطة الإسبانية، وقوات الحرس الوطني، وشخصيات محلية وسياسية معارضة لمطالب الانفصال التي كانت الحركة تصارع من أجلها.