بعد وصول نحو 500 لاجئ كانوا يقيمون في بلدة شبعا الحدودية مع لبنان إلى منطقة بيت جن ومزارعها في غوطة دمشق الغربية، هل يمكن القول إن العد العكسي بدأ لعودة النازحين السوريين الفعلية إلى بلادهم؟. 

إيلاف من بيروت: بعد وصول 15 حافلة تقلّ 470 لاجئًا سوريًا كانوا يقيمون في بلدة شبعا الحدودية مع لبنان إلى منطقة بيت جن ومزارعها في غوطة دمشق الغربية، وذلك ضمن الاتفاق المبرم بين النظام السوري والمعارضة في المنطقة في نهاية العام الماضي، يطرح السؤال الآتي: "هل بدأ العد العكسي لعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم؟".

في هذا الصدد يؤكد وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي في حديثه لـ"إيلاف" أنه لا يمكن ربط عودة النازحين السوريين إلى بلدهم بما حصل في بلدة شبعا، ونتمنى أن تحصل العودة في أسرع وقت ممكن، وهو أمر نعمل عليه ليل نهار، والشعب السوري يريد ذلك سريعًا، ولكن الأمر يحتاج ظروفًا تكون مهيأة، كي يتمكن السوري من العودة إلى حياته الطبيعية، وألا يؤدي ذلك في مكان ما إلى أمر سيء قد يحصل للنازح السوري في بلده، ما قد يشكل عائقًا ورد فعل عكسيًا لدى النازحين الذين لا يزالون في لبنان.

من هنا يضيف المرعبي، نرى أن هذا الموضوع يقع على مجلس الأمن والأمم المتحدة من خلال العمل عليه عبر تأمين مناطق آمنة ومحمية لتحقيق عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.

ويبقى القول يتابع المرعبي، إنه بحسب الإحصاءت التي جرت أخيرًا تبيّن أن 89% بحسب المفوضية العليا اللاجئين من اللاجئين السوريين أبدوا رغبتهم في العودة إلى بلدهم، وبعض الإحصاءات الأخرى تشير إلى ما نسبتهم 95% من اللاجئين الذين ينشدون العودة.

حاجة اللاجئين
ما الذي يحتاجه اللاجئ السوري فعليًا اليوم ليذهب مطمئنًا إلى بلده؟. يجيب المرعبي أن الأمن يبقى الحاجة الأساسية للسوري كي يعود مطمئنًا إلى بلده، وهو مستعد أن يبني بلده مجددًا مع توفير الأمن له. ويبقى أن مستقبل السوري يبقى في بلده، وليس في أي بلد آخر.

أما كيف يمكن وصف وضع اللاجئين السوريين في لبنان، فيشير المرعبي إلى الوضع السيء جدًا الذي يعيشه اللاجئ في لبنان حاليًا، فأكثر من 50% منهم لا تتم مساعدتهم من خلال الغذاء، وبرنامج الغذاء العالمي يؤمّن لنحو 700 ألف نازح سوري الغذاء، وظروف اللاجئ السكنية سيئة أيضًا، حيث يعيش معظم اللاجئين في خيم معرّضة لكل الظروف المناخية من صقيع إلى حرارة وحتى معرّضة للاحتراق كلها.

كذلك وضع اللاجئ السوري النفسي يبقى سيئًا، فهو يحلم بالعودة، في وقت يرى فيه بلاده مدمّرة، ويرى النظام السوري متعاونًا مع الروس وغيرهم يقوم بالقتل والتدمير، ويعيش بهاجس وضغط نفسي في حال عاد إلى سوريا يتمثل في إجبار الشباب من قبل النظام السوري على الالتحاق بالحرب. كل هذا الضغط النفسي يؤدي إلى عدم الإستقرار وإلى اليأس بالنسبة إلى المستقبل مع تخلي المجتمع الدولي عن إنسانيته تجاه اللاجئين السوريين.

تمركز اللاجئين
عن تمركز اللاجئين السوريين في لبنان، يشير المرعبي إلى أنهم يتواجدون بكثرة في البقاع، وفي الأطراف كعكار وبعلبك، وعرسال.

وأكد أن هذه المناطق تبقى مناطق تحتاج دعمًا، وهي غير موجودة فعليًا على خارطة الدولة اللبنانية لجهة الخدمات والبنى التحتية، والوضع يزداد سوءًا مع وجود اللاجئين السوريين.