إيلاف من نيويورك: في واشنطن قضايا كثيرة تشغل العاصمة الأميركية، يبقى ابرزها ملف التحقيقات المتعلقة بالتدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية والتي يشرف عليها فريق المحقق الخاص روبرت مولر.

ومنذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالانتخابات عام 2016، لم يمر يوما واحدا في الولايات المتحدة إلا وكانت قضية التدخل الروسي حاضرة عبر وسائل الإعلام مع بروز اخبار جديدة متعلقة بهذا الملف.

المداهمة التي كشفت الكثير

شكلت مداهمة رجال مكتب التحقيقات الفدرالي لشقة ومكتب محامي ترمب الخاص، مايكل كوهين في مانهاتن بمدينة نيويورك منعطفا كبيرا في التحقيقات نظرا للدور الكبير الذي يلعبه الأخير الى جانب الرئيس الأميركي منذ فترة طويلة، فقد كشفت عن عدة أمور كانت مجهولة بالنسبة الى الرأي العام الأميركي.

هانيتي حديث الإعلام

ولعل ابرز تداعيات المداهمة، ظهرت في ورود اسم الإعلامي الشهير شون هانيتي في لائحة زبائن محامي ترمب مايكل كوهين، فأصبح هانيتي حديث الاعلام، خصوصا ان موضوعه ليس عابرا ولا يمكن اعتباره تفصيلا صغيرا نظرا للدور الكبير الذي يلعبه سواء عبر برنامج الإذاعي او عبر شبكة فوكس نيوز.

الخصم الشرس لفريق التحقيق

منذ صيف العام الماضي، رفع هانيتي من وتيرة انتقاداته لروبرت مولر وتحقيقاته، وكان له الدور الأكبر في تسليط الضوء على الانتماءات الحزبية لأعضاء فريق المحقق الخاص، وسبق له وان كشف عن قيام عدد من أعضاء فريق مولر بتقديم تبرعات مالية لسياسيين ديمقراطيين، ولم يوفر أي جهد في التصويب بقسوة على رجال الأف بي آي بعد مداهمة مانهاتن محذرا منها، قبل ان يُكشف النقاب بعد ذلك عن وجود تواصل بينه وبين مايكل كوهين.

تقرير يكشف المستور

حاول هانيتي تدارك الموقف بسرعة فأكد ان كوهين لا يمثله قانونيا، والتواصل معه كان فقط للاستفسار وسماع النصائح في موضوع العقارات، لتخرج بعد ذلك صحيفة الغارديان بتقرير يكشف استثمارات هانيتي الهائلة في سوق العقارات وشراء المنازل في ولايات أميركية عديدة في العقد الأخير بأسعار منخفضة، والحصول على تسهيلات كبيرة في الفترة الأخيرة من جانب وزارة الإسكان التي يقودها المرشح الجمهوري السابق، بن كارسون، وجدير بالذكر ان هانيتي دأب على الإشادة بالعمل الذي يقوم به كارسون في وزارته. 

تعطيل قدرته الاعلامية

ورغم ان هانيتي لم يرتكب أي مخالفة في عمله، غير ان ورود اسمه في الملف المتعلق بمايكل كوهين قد يرغمه أخلاقيا على تحييد نفسه عن تناول قضية مداهمة مكتب محامي ترمب الخاص في برامجه الاذاعية والتلفزيونية، ما يعني تعطل قدرته على انتقاد فريق مولر كما حدث سابقا.

وشغل كوهين الراي العام الأميركي في الأيام الماضية، مع خروج موجة من التوقعات اشارت الى احتمال انقلابه على الرئيس الأميركي للنفاذ من عقوبة السجن لسنوات طويلة، ولكن ترمب رفض هذه الفرضية بشكل قاطع مشيدا بمحاميه الخاص.

المحامية الروسية تسأل

في موضوع متعلق بالتدخل الروسي، كشفت المحامية الروسية ناتاليا فيسيلنتسكايا التي التقت بدونالد ترمب جونيور، وجاريد كوشنر، وبول مانافورت صيف عام 2016 في برج ترمب، ان المحقق الخاص لم يتواصل معها لسماع افادتها بخصوص الاجتماع الشهير الذي قالت ان الهدف من ورائه كان تقديم معلومات مضرة بالمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، وبحث العقوبات الأميركية ضد مسؤولين روس.

وبحسب وكالة اسوشيتيد برس فإن المحامية الروسية فيسيلنتسكايا، اعتبرت "ان عدم تواصل فريق التحقيق معها يعني بانه "لا يعمل على اكتشاف الحقيقة".