ألغت إسرائيل خطة لترحيل عشرات الآلاف من المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين.

وقالت الحكومة، في رد مكتوب للمحكمة العليا في البلاد، إن الإبعاد القسري للمهاجرين "لم يعد على جدول الأعمال".

إلا أن سلطات الهجرة الإسرائيلية قالت إنها ما زالت تبحث في طرق لترحيل المهاجرين طواعية.

وقد أصبح مصير 30 ألف مهاجر أفريقي غير شرعي في إسرائيل قضية مثيرة للجدل بشكل كبير في الآونة الأخيرة.

وكانت المحكمة العليا قد علقت في وقت سابق خطة لطرد المهاجرين الأفارقة، ومعظمهم من إريتريا والسودان، ما لم يقبلوا طواعية مبلغا نقديا وتذكرة طائرة إلى خارج البلاد.

وبعد ذلك ألغى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اتفاقا مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة لنقل آلاف المهاجرين الأفارقة إلى دول غربية.

وبموجب الاتفاق، كانت إسرائيل ستمنح "إقامة مؤقتة" لمهاجر في إسرائيل مقابل كل مهاجر يعاد توطينه في الخارج.

وقد كتب 18 عضوا ديمقراطيا في مجلس النواب الأمريكي إلى نتنياهو قائلين إنهم "مستاؤون" و"محبطون" لأنه رفض مبادرة الأمم المتحدة، مضيفين أنه بذلك ترك المهاجرين "في حالة من عدم اليقين، ودون أي خطوة تالية واضحة".

مظاهرة احتجاجية
AFP/Getty

من أين يأتي المهاجرون إلى إسرائيل؟

يأتي معظم المهاجرين الأفارقة من إريتريا، الدولة ذات الحزب الواحد التي يواجه قادتها اتهامات من محققين تابعين للأمم المتحدة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، والسودان الذي مزقته الحروب.

ويقول هؤلاء المهاجرون إنهم فروا من أخطار داخلية، وإن عودتهم ليست آمنة، غير أن إسرائيل تعتبر أن معظم طالبي اللجوء الأفارقة تضرروا لأسباب اقتصادية.

ودخل معظمهم من مصر منذ سنوات، قبل بناء سور جديد على طول الحدود الصحراوية بين البلدين. والذي أنهى تقريبا المعابر غير المشروعة على الحدود.

حالة جدل

وأثار القرار الذي اتخذته إسرائيل في يناير/كانون الثاني الماضي حالة جدل، وكان يقضي بإعطاء كل مهاجر مبلغا نقديا وتذكرة طائرة لمغادرة إسرائيل طواعية أو مواجهة الطرد القسري.

واعتبر بعض المعارضين في إسرائيل وخارجها من الجاليات اليهودية، بما في ذلك سفراء سابقون وناجون من الهولوكوست، الخطة منافية للأخلاق وتشوه صورة إسرائيل الدولية.

وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن الخطوة تنتهك القوانين المحلية والدولية، كما تسببت في اندلاع احتجاجات كبيرة في إسرائيل.

وقال نتنياهو إن معارضة الخطة "لا أساس لها ومحض سخف" وإن إسرائيل ستوطن "اللاجئين الحقيقيين".

وأشار نشطاء إلى أن عددا قليلا فقط من الإريتريين والسودانيين اعترفت بهم إسرائيل منذ أن تولت البلاد معالجة الطلبات بدلا من الأمم المتحدة عام 2009.