لندن: في أول زيارة له إلى مدينة أربيل العراقية الشمالية منذ اجراء استفتاء الانفصال في اقليم كردستان في سبتمبر الماضي، فقد أكد رئيس الوزراء حيدر العبادي أن كل الخلافات قابلة للحل بين كل أطراف البلد الواحد ضمن إطار القانون والدستور، وشدد على ان العراق لن ينهض الا بوحدة العرب والأكراد الذين قال إنهم مواطنون من الدرجة الاولى. 

وشدد العبادي الذي يقوم بجولة انتخابية في مدن الموصل وأربيل والسليمانية ترويجًا لائتلافه الانتخابي "النصر" في اربيل اليوم، بحضور ضعيف في القاعة التي ألقى بها كلمته، "الاخوة العربية الكردية دائمة ونحن متمسكون بوحدتنا واخوتنا ومؤمنون بأن العراق وطن واحد لجميع ابنائه ولن يكون الا كذلك ". وعبر عن "اعتزازه بالتنوع الديني والقومي والمذهبي واعتبره مصدر قوة وثراء "مبينا: انا لا أفرق بين مواطن واخر وهذا نهجنا واخلاقنا وسياستنا الثابتة.

واشار إلى انه في "لحظة هجوم داعش العراق، تركنا خلافاتنا جانبا ووقفت البيشمركة والجيش العراقي صفًا واحدا حتى تحقيق النصر وفي عمليات التحرير توحدنا وانتصرنا وهذا من اهم المكاسب والانجازات الوطنية والتاريخية ". وحيا قوات البيشمركة الكردية التي قال انها ناضلت ضد الحكم الدكتاتوري السابق وضد الارهاب وداعش، فتحية للجرحى ولأرواح الشهداء كما نقلت عنه الوكالة الوطنية العراقية. 

 

العبادي يتحدث في مهرجانه الانتخابي في أربيل

 

وشدد العبادي على ان "دولة الظلم لن تدوم لذلك عقدنا العزم على محاربة الفساد من اجل عراق مستقر وامن وينعم بالرفاه ولن نسمح بمافيا الفساد ان تبتلع الدولة، لذا صوت الناخب مهم للمساهمة بمكافحة الفساد من خلال التصويت للمشروع الذي يتبنى هذا المنهج، وائتلاف النصر يضع ذلك في اولوياته".

واشار إلى انه يتطلع إلى "تأسيس احزاب سياسية تطرح مشروعاً وطنياً واطروحة عراقية جديده لبناء عراق قوي لكل العراقيين، فالعراق اليوم افضل بكثير مما مضى في وضعه الداخلي وامنه واستقراره وعلاقاته الخارجية ونريد له ان يتقدم اكثر والعراق فيه خير يكفي للجميع اذا احسنا ادارة الثروة وحافظنا عليها... وامامنا مستقبل كبير للاعمار والبناء وجلب الاستثمارات". وشدد على أن "كل الخلافات قابلة للحل بين الاخوة في الوطن الواحد وفي ظل الدستور والنظام الديمقراطي "، في اشارة إلى الملفات العالقة بين حكومتي بغداد وأربيل.

وحول مشروع قائمته الانتخابية، اوضح العبادي قائلا "ان مشروعنا هو بناء كتله سياسية عابرة للطائفية والقومية لذلك تتواجد قائمة النصر في ثماني عشرة محافظة لاننا نمتلك رؤية في ادارة البلد، وقد تكون ازمة المناطق المتنازع عليها انموذجا لتلك الادارة العقلانية من اجل الحفاظ على الدم العراقي ".

وأضاف أن العلاقات بين الأكراد والعرب قوية، مؤكداً بأنه لا يوجد فرق بين المواطن العربي والمواطن الكردي. وقال: "علينا العمل على كسر هذه المحاصصة السياسية وبناء عراق جديد، فلا فرق بين المواطن الكردي او المواطن العربي، فلا يمكننا ان نتخيل المدن العراقية بطائفة واحدة أو عرق واحد، لان جميع المدن العراقية مختلطة". وعبر عن الامل في المزيد من التعاون من حكومة إقليم كردستان.

وعن دخول القوات العراقية إلى مدينة كركوك الشمالية الغنية بالنفط في 16 اكتوبر الماضي، كشف العبادي بأنه قد وجه القوات في كركوك واطرافها بقوله "لا أريد اسالة أي دماء فالدم العراقي عزيز علينا". وبين أن "زمن التفريق بين المواطنين على اساس انتماءاتهم واختلافاتهم، قد ولى مع النظام السابق، ونحن اليوم ننشئ عراقاً جديداً عراقا خالياً من المآسي ومن السجون".

العبادي في السليمانية: الأكراد مواطنون من الدرجة الاولى

وكان العبادي قد وصل إلى اربيل اليوم قادمًا من السليمانية بعد حضوره احتفالا جماهيرا لائتلافه هناك، حيث اكد ان زمن الطغيان ولّى ولا يمكن اعادة الحكم الدكتاتوري.

 

العبادي في السليمانية يزور عائلة قائد عسكري بالبيشمركة استشهد في القتال مع داعش

 

وحيا العبادي اهالي مدينة السليمانية وصمودها ايام النظام الدكتاتوري.. وقال: "نحن هنا للاستماع لكل مشاكل السليمانية ونعمل على حلها لاننا ملتزمون بالدستور والأكراد هم مواطنون من الدرجة الاولى وهذا التنوع في المجتمع العراقي هو اساس صلب لتقدم العراقيين الذين هزموا داعش حين تلاحم العرب مع الكرد والجيش العراقي مع البيشمركة".

واضاف قائلا "اننا نعمل على ايجاد خط سياسي ديمقراطي جديد، وهو ان لا ننحاز لطرف او مكون على حساب الاخرين".. مبينًا "ان هذا الخط هو المشروع الوطني البعيد عن عرف الهويات الثانوية والايمان بمساندة الجميع في استقرار وبناء العراق، فأنموذج القتال المشترك جنباً إلى جنب بين الجيش والبيشمركة انموذج يمكن البناء عليه لتحقيق كل الاهداف للشعب العراقي".

وتعهد العبادي "بعراق يرعى حقوق الجميع واعادة الاعمار وتوفير فرص العمل لكل المواطنين والعمل على تعزيز التعايش السلمي بين مكوناته.. مشددًا على ان "العراق لن ينهض الا بوحدة العرب والأكراد وبقية مكوناته الاساسية على اساس دولة العدالة وانهاء أي محاولة تريد للعراق العودة إلى الدكتاتورية".

وكانت الحكومة المركزية في بغداد قد فرضت إجراءات عقابية ضد سلطات إقليم كردستان الشمالي على خلفية استفتاء الانفصال الذي اجرته في 25 سبتمبر الماضي، حيث تسبب الاستفتاء الذي لاقى معارضة دولية واسعة وخاصة من جيران العراق ورفضته حكومة بغداد واعتبرته غير دستوري في أزمة سياسية وعسكرية خطيرة بين الجانبين، استدعى الدفع بالقوات العسكرية الاتحادية للسيطرة على مدينة كركوك الشمالية الغنية بالنفط ومناطق خارجها، سيطر عليها الأكراد منذ سقوط النظام السابق عام 2003، حيث تم اخراج قوات البيشمركة الكردية منها وانهاء سيطرتها عليها.

كما فرضت السلطات العراقية اجراءات حصار على الاقليم بإغلاق مطاري السليمانية وأربيل الدوليين والسيطرة على المنافذ الحدودية مع تركيا وإيران وسوريا، التي كانت تابعة لسلطات الاقليم، اضافة إلى وقف أي حوار أو اتصال معها وتخفيض حصة الاقليم من الموازنة العامة للبلاد لعام 2018.