يرجح أن يلتقي الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الملكة أليزابيث الثانية، أثناء زيارته الرسمية لبريطانيا، حسبما علمته بي بي سي.

ويقول محرر شؤون أمريكا الشمالية، جون سوبل، إنهما سيلتقيان إما في قصر باكنغهام في لندن أو في قصر وندسور.

ومن المقرر أن يزور الرئيس الأمريكي بريطانيا يوم 13 يوليو/ تموز، بعدما ألغى زيارته بسبب مخاوف من أن يواجه احتجاجات شعبية حاشدة.

وأعلنت الحكومة عن "زيارة" عمل" للرئيس الأمريكي، خلافا لما أعلن عنه سابقا، هو "زيارة دولة" يقوم بها ترامب لبريطانيا.

وقالت الحكومة إن ترامب سيجري محادثات مع رئيسة الحكومة، تيريزا ماي، وإنها ستعلن عن "تفاصيل أخرى في وقتها".

ويأتي موعد 13 يوليو/ تموز بعد قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في بروكسل، التي يحضرها الرئيس الأمريكي.

وكان من المتوقع أن يتفق الطرفان الأمريكي والبريطاني على إعلان تاريخ الزيارة، ولكن يبدو أن المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، أفلتت منها المعلومة.

وعبر السفير البريطاني في الولايات المتحدة، السير كيم داروش، عن "سعادته" بزيارة ترامب لبريطانيا.

وكان ترامب ألغى زيارة كانت ستقوده إلى لندن لتدشين مقر سفارة بلاده الجديد في منطقة فوكسهول، مطلع هذا العام، واصفا مشروع نقل السفارة إلى الموقع الجديد بأنه "صفقة سيئة".

ولكن منتقديه يرون أنه خشي من خروج احتجاجات شعبية على زيارته.

ورحب وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، بزيارة ترامب لبريطانيا، ووصف الخبر بأنه "رائع".

https://twitter.com/BorisJohnson/status/989546562073309184

ولكن عمدة لندن، صديق خان، الذي خلف جونسون في المنصب، فعبر بطريقة مختلفة عن موقفه من الزيارة. فقد سبق أن تراشق خان وترامب بالكلام بشأن هجمات لندن وبشأن قرار ترامب حظر دخول المسلمين للولايات المتحدة.

وكتب خان على حسابه بموقع تويتر إن "الرئيس الأمريكي سيجد في زيارته أن مدينة لندن اختارت "الوحدة على الانقسام".

https://twitter.com/SadiqKhan/status/989552253852889088

ويرى البعض أنه على ترامب أن يتجنب لندن في زيارته حتى لا يواجه الاحتجاجات المحتملة.

وعبر نحو 33 ألف شخص على موقع فيسبوك عن استعدادهم للتظاهر ضد زيارة الرئيس الأمريكي، استجابة لنداء أطلقه الصحفي اليساري، أوين جونز.

ويرى السفير البريطاني السابق في الولايات المتحدة، السير كريستوفر ماير، أن تنظيم الزيارة يمكن أن يتم دون أن "يواجه ترامب الاحتجاجات ودون أن يسمع صوت المحتجين".

ودعت منظمات ومراكز بحث محافظة الرئيس الأمريكي إلى التركيز على"أصوله"، وزيارة اسكتلندا حيث ولدت أمه.

"احراج"

ويقول بن هاريس كويني، مدير مركز البحث باو إن زيارة الرئيس ترامب لمدينة لندن من المحتمل أن "تثير احتجاجات وجرائم واضطرابات، ولا نريد أن تسبب ذلك في إحراج بريطانيا والرئيس".

وأضاف: "الكثيرون في بريطانيا يتمنون أن يحظى الرئيس ترامب بحفاوة الاستقبال، ولكن هذا للأسف لن يحدث في لندن".

وقال نائب زعيم الحزب الديمقراطي الليبرالي، جو سيمون، إن "تخفيض مستوى الزيارة، لا ينبغي أن يواجه باحتجاجات أقل".

وقالت مديرة منظمة العفو الدولية في بريطانيا، كيت آلن، "عندما يصل دونالد ترامب إلى هذه البلاد، لابد أن يسمع أصواتنا وأصوات الآلاف من الداعمين لنا".

وأكدت وزيرة الداخلية في حكومة الظل، دايان آبوت، لبرنامج على قناة بي بي سي أنها لن تشارك في الاحتجاجات، ولكنها تدعم حق الآخرين في التعبير عن احتجاجاهم، مضيفة أن "تصرفات ترامب وتصريحاته، جعلت الكثيرين في هذه البلاد يشعرون بالخوف".

أما وزير الثقافة، مات هانكوت، فقال في البرنامج نفسه، إن العلاقات بين بريطانيا والولايات المتحدة "أقوى من أي شخص"، وعلينا أن "نؤثر في أقوى اقتصاد على وجه الأرض".

وأضاف أن "الولايات المتحدة طردت أكبر عدد من الدبلوماسيين الروس في قضية هجوم سالسبوري، مقارنة بأي دولة أخرى. لقد كانوا دعما قويا لنا عندما احتجنا إلى الدعم في مواجهة الاعتداء الروسي".

وكانت تيريزا ماي أول زعيم أجنبي يزور ترامب في البيت الأبيض بعد تنصيبه في يناير/ كانون الأول 2017.

ونقلت له دعوة من الملكة لزيارة دولة إلى بريطانيا. وقد قبل ترامب الدعوة، دون أن يعلن الطرفان عن موعدها، وسط تكهنات بإلغائها.

ويجري الآن التحضير لزيارة عمل تم الاتفاق عليها بعدما التقى ترامب تيريزا ماي في مؤتمر دافوس الاقتصادي في يناير/ كانون الأول.