بعد اقتراعهم في 6 دول عربية، واستكمال الأمر غدًا في أميركا وأستراليا وأفريقيا وأوروبا، للمرة الأولى يشارك المغتربون اللبنانيون في صنع الحياة السياسية في لبنان على أمل إشراكهم كمرشحين في المستقبل.

إيلاف من بيروت: جرت أمس أولى محطات الاستحقاق الانتخابي على مستوى اللبنانيين المنتشرين في 6 دول عربية، حيث شهدت عمليات اقتراع المغتربين إقبالًا كثيفًا بلغ أكثر من 62.1% في الإمارات العربية المتحدة (3243 ناخبًا)، و62.4% في المملكة العربية السعودية (1989 ناخبًا)، و76.5% في قطر (1402 من الناخبين)، و69.1% في الكويت (1298 ناخبًا)، و74.6% في سلطنة عُمان (221 ناخبًا)، و51% في مصر (131 ناخبًا).

على أن تستكمل المرحلة الأولى من الانتخابات النيابية للمغتربين غدًا في بلدان أميركا الشمالية والجنوبية وأستراليا وأفريقيا وأوروبا، حيث ينتظر أكثر من 66 ألف لبناني مسجل الاقتراع في هذه الانتخابات للمرة الأولى.

عن إقتراع المغتربين اللبنانيين الذي يجري للمرة الأولى، ومدى إيجابيته على الحياة السياسية في لبنان، يؤكد النائب خالد زهرمان لـ"إيلاف" أن الأمر يشكل خطوة أولى على طريق تطبيق القانون من خلال وجود ممثلين حقيقيين من المغتربين في مجلس النواب، وهذه المرة المغتربون يقترعون للنواب بحسب مناطقهم، ويبقى الأمل في المستقبل أن يكون هناك ممثلون عن المغتربين من المرشحين يمثلونهم، ويحملون هواجسهم، ومطالبهم، لأن لبنان المغترب لديه دوره الفاعل في الإقتصاد اللبناني على كل المستويات، ويبقى اقتراع المغتربين خطوة جيدة، وتشير إلى أن الانتخابات أصبحت واقعًا مع وجود الشكوك سابقًا بعدم إجراء الانتخابات في لبنان، وما جرى أمس من اقتراع المغتربين يشير إلى أن الإنتخابات حكمًا واقعة.

الشفافية
عن شكوك البعض بمدى شفافية اقتراع المغتربين يلفت زهرمان إلى أن المآخذ هي من ضمن عملية الإقتراع ونقل الصناديق والفرز، وهي هواجس تبقى موجودة عند الكثير من الناس، وما جرى يبقى جيدًا، مع تعاون حاصل بين وزارة الداخلية والخارجية لمحاولة ضبط هذه العملية قدر المستطاع.

فالسلك القنصلي والدبلوماسي في دول الإغتراب أشرف وسيشرف غدًا على هذا الموضوع، ونقل الصناديق إلى بيروت ليتم فرزها تتم أيضًا مراقبته، وكخطوة أولى لاقتراع المغتربين، فهي تشكل نقلة نوعية في الحياة السياسية اللبنانية، مع التدابير التي اتخذت لضبط مجمل الأمور.

أهمية المشاركة
عن مدى أهمية مشاركة المغتربين في الحياة السياسية اللبنانية، يشير زهرمان إلى أن الإغتراب يبقى عنصرًا أساسيًا ومهمًا، ففي الحرب الأهلية، ولولا الطاقة الإغترابية المهمة، لما كان صمد لبنان، فالمغتربون يضخون في الإقتصاد اللبناني مليارات من الدولارات، وهذا يشكل دعمًا للإقتصاد اللبناني، وعلينا ألا ننسى أن لبنان مرّ بمراحل إقتصادية صعبة جدًا، فعنصر الإغتراب مهم جدًا، ويبقى صوت لبنان في الخارج، ويجب ألا ننسى أن كل مغترب لبناني يمكن أن يكون سفيرًا لبلده، ويدافع عن حقوقه ومواقفه.

ويشير زهرمان إلى أن التسجيل من المغتربين في الإقتراع للانتخابات اللبنانية لم يكن بحجم يغطي كل المغتربين في الخارج، لكنه جيد كبداية، ولدينا 82 ألف مسجلون، ونسبة الإقتراع جيدة، في البلدان العربية.

الترشح
متى نصل إلى مرشحين مغتربين، وليس فقط مقترعين مغتربين؟، يجيب زهرمان "هذا هدفنا في الأساس في المرحلة المقبل، يجب أن يكون هناك مرشحون من جسم الإغتراب، وهم يمثلون المغتربين".

ويلفت زهرمان إلى أن الممثلين في الإغتراب سوف يشكلون غنى على المستوى السياسي والإقتصادي وعلى مستوى النظرة للأمور، ويجب ألا ننسى أن المغترب الذي يحتك بالمجتمعات الخارجية لديه نظرة مختلفة حول كيفية إدارة البلد، ومواقف مختلفة عن السياسة الموجودة حاليًا في لبنان.

أما حول كيفية العمل أكثر في إشراك المغترب في هموم لبنان السياسية والإقتصادية؟، فيجيب زهرمان أن هناك مسؤولية كبيرة على وزارة الخارجية في هذا الموضوع، ومن المفروض أن تكون هناك وزارة مستقلة لوزارة المغتربين، مع وجود طاقات كبيرة من المغتربين، وأن يكون لها دورها على المستوى السياسي والإقتصادي.