اهتمت صحف عربية بلقاء الزعيمين الكوريين الشمالي والجنوبي، وأبدى عدد من الكتاب تفاؤلاً حذراً حيال نتائج القمة.

وتعهد زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، ونظيره، مون جيه إن، بوضع نهاية رسمية للحرب الكورية ونزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية في أعقاب قمة استثنائية بين البلدين لأول مرة منذ 65 عاماً.

وعقدت القمة في المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين يوم الجمعة 27 أبريل/نيسان.

"إنجاز عظيم"

في صحيفة الوطن المصرية وصف عماد الدين أديب لقاء الزعيمين الكوريين بـ"قمة إذابة الجليد" مضيفاً أن "عقد الاجتماع في حد ذاته يعتبر إنجازاً عظيماً وخطوة تقارب هائلة يمكن البناء عليها في استعادة الثقة بين البلدين الشقيقين".

وأشارت صحيفة العرب اللندنية في افتتاحيتها إلى أن فكرة "اتحاد كوريا الشمالية مع شطرها الجنوبي، حتى وإن لم يكن هذا الاتحاد وحدة جغرافية، بل سياسية واستراتيجية على المديين القصير والمتوسط، فذلك يعني قوة بين طرفين، الأول يمتلك إرادة سياسية حديدية وسلاحا نوويا وجيشا متماسكا والثاني له قوة اقتصادية وتكنولوجية عالمية... بالإضافة إلى تكنولوجيتها النووية المتقدمة".

وفي صحيفة الشروق المصرية رأى ماجد حبتة أن هناك "تاريخ جديد يكتب الآن"، وتساءل :"هل إعلان بيونغيانغ إيقاف التجارب النووية، يعني أن هناك خطوات فعلية أو جدية نحو تخليها عن البرنامج النووي؟"

واستطرد قائلا: "الأرجح هو أن تكون تصريحات الزعيم الكوري الشمالي مجرد عودة إلى تكتيك قديم، اعتاد سابقاه، أبوه وجدّه، أن يربكا به الولايات المتحدة، بطرح مبادرات لا تنتهي إلى شيء".

أما هاني عسل فلم يبد تفاؤلاً كبيراً حيال موقف الولايات المتحدة من القمة في مقاله بصحيفة الأهرام المصرية حيث تساءل: "هل تتحمل واشنطن فكرة انتهاء 'فزاعة' كوريا الشمالية التي كانت تربح من ورائها الكثير من النفوذ ومليارات صفقات التسليح والتدريب من سول وطوكيو؟ بل وهل يتقبل 'حيتان' آسيا ظهور مارد اقتصادي جديد في أقصى شرق القارة في حالة توحد 'النمر' الكوري الجنوبي القوي اقتصادياً، و'الوحش' الكوري الشمالي الرهيب عسكرياً؟"

ورحبت صحيفة رأي اليوم اللندنية بالقمة حيث رأت أن "ميل زعيميّ البلدين إلى المصالحة وإنهاء حالة الحرب، والجنوح للسلام تطور مهم يبعث على التَّفاؤل". إلا أنها بدورها دعت إلى "عدم التّسرع، والمبالَغة في تضخيم حجم هذهِ القمة ونتائِجها... فالطريق ما زال طويلا جدّا، ومَليء بالألغام الأمريكيّة على وَجه الخصوص، لأنّ أمريكا التي استثمرت مئات المِليارات من الدولارات في كوريا الجنوبية منذ حرب عام 1950 ستستسلم بِسهولة وترمي الفوطة".

رسالة إلى قطر وإيران

في صحيفة أخبار الخليج البحرينية، دعا محميد المحميد "عالمنا العربي ومنطقتنا الخليجية تحديداً... إلى قراءة التطور الكوري بشكل موضوعي ومسؤول، وخاصة من النظام القطري.. والمطلوب منه أن يستدرك الأمر ويتخذ قراره اللازم، ويجنب بلاده وشعبه المستقبل المظلم، تماما كما فعل النظام الكوري الشمالي".

كما دعا الكاتب "النظام القطري إلى أن يحذو حذو النظام الكوري الشمالي، إن كان راغباً في تجنب السقوط في الهاوية والقاع أكثر، وأن ينتشل نفسه وشعبه، ولا يغتر بالماكينات الإعلامية والأنظمة الداعمة له، لأنها في النهاية أنظمة ذات أطماع توسعية، لا تريد الخير لقطر ولا لدول المنطقة، ويهمها كثيرا أن تشذ قطر عن جيرانها وأشقائها، وتبتعد عن حضنها الخليجي وبيتها العربي".

في سياق متصل، أشاد علي نون في صحيفة المستقبل اللبنانية بالزعيم الكوري الشمالي الذي "وضع حجراً ثقيلاً على ضريح جدّه المؤسّس وحزبه ونظامه.. وفي مكانٍ موازٍ، وضع حجر الأساس لتاريخ يذهب إلى المستقبل ولا يبقى في الماضي." وتساءل نون "هل تتكرّر 'المعجزة' الكورية وتصل الرسالة إلى إيران؟!"