سيدني: بدأ اللبنانيون في أستراليا الأحد الإدلاء بأصواتهم في أول انتخابات برلمانية ينظمها لبنان منذ تسع سنوات، مع إقبال آلاف المغتربين على التصويت لأول مرة في تاريخ البلاد.

وأعلنت السفارة اللبنانية في كانبيرا أن حوالى 12 ألفًا من أفراد الجالية اللبنانية تسجلوا للإدلاء بأصواتهم قبل أسبوع من الانتخابات في لبنان في السادس من مايو.

وقال نزيه خير (44 عامًا) العضو في "الجمعية الإسلامية اللبنانية" في سيدني متحدثًا لوكالة فرانس برس في مركز اقتراع قريب من جامع لاكيمبا الكبير "اليوم يوم خاص، إنه يوم الديموقراطية. الجميع هنا سعيد كما ترون".

أضاف "لم تجر انتخابات منذ 2009، أي منذ أكثر من تسع سنوات، وإنها المرة الأولى في أستراليا، لذلك نحن مسرورون إلى هذا الحد بالمشاركة في الانتخابات في لبنان، ونأمل أن يحصل الجميع على ما يريده".

ويشارك اللبنانيون في بلاد الاغتراب للمرة الاولى في تاريخ البلاد في عملية انتخابية، في خطوة تعتبرها السلطة من إنجازات قانون الانتخاب الجديد. وتجري الانتخابات في لبنان وفق قانون انتخاب جديد يعتمد اللوائح المغلقة والنظام النسبي بعد اتباع النظام الأكثري منذ عقود.

ويقدر عديد الجالية اللبنانية في أستراليا بـ230 ألفًا، بمن فيهم المولودون في لبنان وعائلاتهم، كما تتصدر أستراليا قائمة البلدان لناحية عدد اللبنانيين الذين سجلوا أسماءهم.

من جهته قال داني جعجع (48 عامًا) "من الجيد أن نشعر بأننا مشاركون في صنع القرار في لبنان، ونشعر أن بإمكاننا إحداث فرق". لكنه شكا أيضًا من إجراءات التصويت. وقال "يحضر العديدون إلى هنا، ولا يجدون أسماءهم (على اللوائح) فيشعرون بالاستياء والغضب".

انطلقت عملية الاقتراع الجمعة في دول في الشرق الأوسط، حيث سجل 12611 لبنانيًا أسماءهم، على أن ينتخب المغتربون المسجلون في بقية أنحاء العالم، والبالغ عددهم 70289، الأحد.

وسجل 82900 لبناني في 39 دولة أسماءهم للمشاركة في الانتخابات من أكثر من مليون يحملون الجنسية اللبنانية ويحق لثلثيهم الانتخاب، علمًا أن عدد اللبنانيين المتحدرين من أصول لبنانية في الخارج يقدر، وفق خبراء، بما بين 8 و12 مليونًا، لكنهم بمعظمهم لا يقومون بالإجراءات الادارية لاستصدار أوراق هوياتهم اللبنانية.

ولطالما شكلت مشاركة اللبنانيين في الخارج مطلباً رئيسًا للزعماء المسيحيين الذين يحرصون على إبقاء المسيحيين لاعبًا مؤثرًا في المعادلة السياسية في لبنان، بعد حركة الهجرة الكبيرة خصوصًا في القرن التاسع عشر وأثناء الحرب الأهلية (1975-1990)، ومع تراجع عدد المسيحيين في الداخل.

ويقوم النظام السياسي في لبنان، البلد الصغير ذي الإمكانات الهشة، على توازن دقيق بين المسيحيين والمسلمين الذين يتقاسمون مناصب السلطة ومقاعد البرلمان. ويمكن للبنانيين في الخارج، وفق وزارة الخارجية، الاقتراع في 232 قلمًا موزعين على 116 مركزًا، معظمها في السفارات والبعثات الدبلوماسية اللبنانية.

يتولى دبلوماسيون لبنانيون وموظفون تم إيفادهم خصيصًا، الإشراف على العملية الانتخابية، على أن تُنقل الأصوات بعد فرزها وفق الدوائر إلى بيروت، وتُحفظ في البنك المركزي، إلى حين موعد الانتخابات في 6 مايو لتحتسب في عملية الفرز النهائية. غير أن اقتراع المغتربين يثير تساؤلات إزاء شفافية آلية نقل الأصوات من الخارج.