في 24 فبراير الماضي أعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بحثه عن صناع الأمل في عالمنا العربي لسنة 2018 للعام الثاني على التوالي.

إيلاف من دبي: غرد عبر حساب الشيخ محمد بن راشد الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" حينها قائلًا: "مطلوب للعمل معنا في 2018،" موضحًا الشروط والمؤهلات والخبرات المطلوبة في المرشحين، والذين سيمنحون مزايا ومكافآت بقيمة مليون درهم.

وأمس كشف الشيخ محمد بن راشد أن صانع الأمل الأبرز في الوطن العربي سيتوّج في احتفالية حاشدة تستضيفها دبي في 14 مايو المقبل، ضمن الدورة الثانية من "صناع الأمل"، المبادرة الأكبر من نوعها عربيًا لتكريم أصحاب البذل والعطاء، نظير جهودهم الإنسانية ومبادراتهم المجتمعية، التي يسعون من خلالها إلى تغيير واقع مجتمعاتهم إلى الأفضل.

صناعة للحياة
وكتب مغرّدًا على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" إن "صناعة الأمل صناعة للحياة واستئناف للحضارة، وصناعة الأمل في عالمنا العربي هي المهمة الأكثر أهمية والمشروع الأكثر أولوية.. نسعى إلى إلهام ملايين الشباب للمساهمة الإيجابية في بناء مجتمعاتهم".

وتأتي خطوة محمد بن راشد في البحث عن صناع الأمل ضمن مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية.

87 ألف متنافس
ويشهد الحفل الختامي للمبادرة، الذي يقام في مدينة دبي للاستوديوهات، تكريم صناع الأمل العرب الذين بلغوا التصفيات النهائية، وذلك من بين أكثر من 87 ألف صانع أمل سجلوا في دورة صناع الأمل خلال هذا العام 2018، ويتنافسون على اللقب، حيث يأتي هذا التكريم بمثابة تكريم مضاعف لجهودهم المتميزة، ولمنحهم المزيد من التحفيز والمساندة.

تحضر الحفل نخبة من الشخصيات الثقافية والإعلامية والإنسانية المؤثرة في الوطن العربي، كما تشارك فيه مجموعة من الفنانين، وسط حضور جمع غفير من الجمهور، من داخل دولة الإمارات وخارجها، وبإمكان الراغبين في حضور حفل تتويج صانع الأمل الحصول على تذاكر مجانية من خلال التسجيل في موقع المبادرة: www.ArabHopeMakers.com.

تصفيات نهائية
كانت لجنة تحكيم مبادرة «صناع الأمل» اختارت 15 صانع أمل مرشحًا للمرحلة النهائية من المنافسات على لقب "صناع الأمل" بناء على التأثير المتميز الذي يحققه أصحاب هذه المبادرات في مجتمعاتهم، وهو تأثير مدعوم بالوقائع والأدلة والأرقام، بحيث تنجح المبادرة المتأهلة في التصدي لمشكلة بعينها، وإيجاد حلول مبتكرة لها، وتطويع الموارد المتاحة لديهم لتحقيق الأهداف المرجوة، والعمل على التواصل مع مكونات المجتمع المحلي، أفرادًا ومؤسسات، لإشراكهم ضمن مسعى يقوم على تشجيع ثقافة التطوع والتعاضد المجتمعي.

وقد وصل المرشحون الـ15 الذين تم اختيارهم إلى دبي لعرض مبادراتهم الإنسانية والمجتمعية بالتفصيل أمام لجنة التحكيم التي تضم طيفًا متنوعًا من التخصصات والكفاءات، وتعمل على تقويم كل ترشيح، بحسب معايير محددة، تشمل موضوع المبادرة والتحديات المرتبطة بها، ودورها في صنع تغيير حقيقي وملموس، وقابليتها للوصول إلى الشريحة المستهدفة.

تحديات ملحّة
تضمنت مشاركات الدورة الثانية من "صناع الأمل" مبادرات متنوعة غطت طيفًا واسعًا من القطاعات والتحديات المجتمعية الملحّة في العالم العربي، حيث انتزعت المبادرات الخاصة بخدمة المجتمع المحلي النسبة الأكبر من الترشيحات بواقع 36 في المئة من إجمالي عدد المشاركات. 

فيما حلت المبادرات والمشاريع في مجال التعليم ثانيًا، بنسبة 12 في المائة، وجاءت المبادرات الصحية والطبية في المركز الثالث بنسبة 6 في المئة من إجمالي الترشيحات. وشملت مبادرات "صناع الأمل" اهتمامات عدة، مثل تمكين المرأة وتمكين الشباب والفن والثقافة والبيئة وغيرها.

مليون زائر
وشهدت الدورة السنوية الثانية من مبادرة صناع الأمل تفاعلًا كبيرًا من الشارع العربي، خاصة عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث تخطى زوار الموقع الإلكتروني للمبادرة مليون زيارة منذ الإعلان عن بدء ترشيحات هذه الدورة في 25 فبراير الماضي.

شكل الفضاء الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي منصة تفاعلية سريعة أتاحت المجال واسعًا أمام الملايين من المتابعين للتعرف إلى مبادرات "صناع الأمل" من شتى أنحاء الوطن العربي، كما حرص عدد كبير من رواد شبكات التواصل الاجتماعي والناشطين والمؤثرين وشخصيات فنية وثقافية ورياضية على تناقل قصص صناع الأمل، والدعوة إلى المشاركة في المبادرة إلى جانب الإعلان عن دعمهم للعديد من أصحاب المبادرات المختلفة.

نشر الأمل وصناعة الفرق
وكان الشيخ محمد قد أطلق في فبراير من العام الماضي 2017 مبادرة "صنّاع الأمل"، كأكبر مبادرة عربية تهدف إلى تكريم البرامج والمشاريع والمبادرات الإنسانية والمجتمعية التي يسعى أصحابها من خلالها إلى مساعدة الناس من دون مقابل، ونشر الأمل وترسيخ قيم الخير والعطاء، وتعزيز الإيجابية والتفاؤل، وتحسين نوعية الحياة في مجتمعاتهم، وصناعة الفرق في حياة الناس.

ما هي صنّاع الأمل؟
تهدف المبادرة بشكل رئيس إلى إلقاء الضوء على ومضات الأمل المنتشرة في عالمنا العربي، والتي لمع من خلالها رجال ونساء من مختلف الأعمار عملوا بروح متفانية وقلوب نقية من أجل خدمة مجتمعاتهم ورفعة أوطانهم. 

وإيمانًا وتقديرًا للجهود الإنسانية والخيِّرية المبذولة، سوف تقوم المبادرة بتكريم هؤلاء العاملين وذلك من خلال دعمهم ماديًا ومعنويًا وإبراز دورهم الفعّال للمجتمع كي يواصلوا مسيرتهم المعطاءة التي تسهم في بناء مجتمع ينعم بالرقي والازدهار في مختلف المجالات، كالصحة والتعليم والعمل الشبابي والعمل التطوعي والإعلام الجديد.

كيفية المشاركة
يمكن المشاركة في المبادرة كصانع أمل من خلال تعبئة نموذج التسجيل، تصف فيها المبادرة الخاصة بك، مع توفير المعلومات المساندة، وإرفاق صور وفيديوهات وموقع الكتروني للمبادرة.

كما يمكنك ترشيح صانع أمل من خلال تعبئة نموذج الترشيح، ووصف المبادرة، وكتابة معلومات المرشح أو المرشحين. يفضل أن يتم تدعيم طلبات الترشيح بأي ملفات مساندة من صور وفيديو لتحسن من فرص التأهل للمراحل المتقدمة.

معايير الترشيح
تكون مرحلة الترشيح النهائية في مبادرة صنّاع الأمل على شكل مقابلة شخصية مع أفضل 12 صانع أمل بلغوا هذه المرحلة المتقدمة، بحيث يتم اختيار أفضل 5 مشاركات من هذه المجموعة بناء على المعايير الآتية:

أن تكون قصة صانع الأمل ملهمة وصادقة ومؤثرة في المجتمع المحيط، مع إرفاق الوثائق اللازمة (صور ومقاطع فيديو) لدعم مشاركتك، وأن يكون أثر مبادرة صانع الأمل محسوسًا، حتى لو كان صغيرًا، كما يجب أن تتوافق جهود صانع الأمل مع القوانين في بلد إقامته، ويجب أن تكون مشاركة صانع الأمل متوافقة مع الشروط والأحكام، وأن يكون صانع الأمل مقيمًا في دولة عربية ولا يُشترط أن يحمل جنسية تلك الدولة، وأن يتقن مهارات البذل والعطاء وخدمة الناس من دون مقابل.

كما يشترط بصانع الأمل أن يتمتع بخبرة لا تقل عن مبادرة مجتمعية واحدة في العمل والعطاء التطوعي أو أي من الأعمال الإنسانية أو الخيرية أو التخصصية التي تسهم في إسعاد الناس، وأن يكون مشهودًا له في مجتمعه بحسن السيرة وجمال السلوك الإنساني، وأن يكون إيجابيًا ومؤمنًا بطاقات من حوله من أبناء الوطن العربي. أما شرط العمر فيجب أن يتراوح بين 5 سنوات و95 عامًا، وباب التقديم مفتوح لكل مواطني العالم العربي.

اختيار الفائزين
بعد انتهاء مرحلة استقبال المشاركات، تقوم لجنة صنّاع الأمل بانتقاء أفضل 12 مشاركة للتأهل إلى مرحلة الترشيح (المقابلات الشخصية). وتحتفظ لجنة صنّاع الأمل بحق اختيار أي مرشحين يتأهلون إلى مرحلة الترشيح لإجراء المقابلات الشخصية.

بعد انتهاء المقابلات الشخصية، سيتم اختيار أفضل خمس مشاركات من قبل لجنة ترشيح مختصة وذلك للبدء في مرحلة إنتاج الفيديو للمشاركين الخمسة. وستقوم لجنة الترشيح بالمقابلات إما شخصيًا أو عبر الهاتف أو عن طريق استخدام أي أداة تواصل عن بعد، كبرنامج سكايب أو غير، وذلك لراحة المشاركين.

تعرض المشاركات الخمسة بعد أن تتم عملية إنتاج الفيديو لكل منها على موقع المبادرة www.ArabHopeMakers.com.
سيتم إعلان الفائز الأول بلقب "صانع الأمل"، وذلك بناء على تقويم لجنة التحكيم. وتحتفظ لجنة صنّاع الأمل بحق سحب الجائزة من الفائز الأول في حال اكتشاف إعطاء معلومات خاطئة من قبل المشارك، أو اكتشاف سوء استخدام المشارك للتكنولوجيا لكسب المزيد من الأصوات أو أي دليل قد يعرّض مصداقية الأصوات للخطر. وفي هذه الحالة يحق للجنة صنّاع الأمل اختيار فائز بديل.

الجوائز
يحصل الفائز بالمركز الأول على مليون درهم إماراتي، ويحصل على لقب "صانع أمل"، ويتم تكريمه من قبل مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، فيما يتم تكريم الفائزين بالمراكز الأربعة التالية من قبل مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية.

صناع الأمل 1.. ومفاجأة محمد بن راشد
في مايو 2017 فاجأ الشيخ محمد بن راشد الوطن العربي بتتويج خمسة صناع أمل بلقب "صانع الأمل الأول"، مؤكدًا أنهم كلهم أوائل، وكلهم يستحقون اللقب، وما يقدمونه من أجل خير الإنسانية يجعلهم جميعًا منارات للعطاء يهتدي الناس بها. 

وقدم مكافأة مالية بقيمة مليون درهم إماراتي إلى كل منهم، لتبلغ قيمة جائزة "صناع الأمل" خمسة ملايين درهم إماراتي، وتكون جائزة العطاء الأغلى من نوعها في العالم.

كان ذلك في الحفل الذي أقيم في مدينة دبي للاستوديوهات لتكريم صناع الأمل وتتويج الفائز الأول على مستوى الوطن العربي من بين أكثر من 65 ألف صانع أمل تقدموا للمشاركة في مبادرة "صناع الأمل"، المبادرة الأكبر من نوعها عربيًا لتكريم أصحاب العطاء في الوطن العربي.

وكان الجمهور ولجنة التحكيم قد استعرضوا المشاريع والمبادرات الإنسانية للمرشحين الخمسة من صناع الأمل الذين بلغوا النهائيات، وهم المغربية نوال الصوفي، المقيمة في إيطاليا، التي كرّست نفسها لإنقاذ اللاجئين الفارين إلى أوروبا عبر قوارب الموت، حيث ساهمت في إنقاذ أكثر من 200 ألف لاجئ، وهشام الذهبي، من العراق الذي تبنى قضية أطفال الشوارع في العراق فآواهم في بيت خصصه لرعايتهم، مقدمًا إليهم الرعاية النفسية والصحية والتربوية والتعليمية، ومعالي العسعوسي، من الكويت، التي هاجرت إلى اليمن قبل عشر سنوات لتنفذ العديد من المبادرات الإنسانية هناك، وماجدة جبران، أو ماما ماجي من مصر، التي كرست نفسها لخدمة فقراء مصر، و"الخوذ البيضاء"، منظمة الدفاع المدني السوري، الذين يعملون لإنقاذ ضحايا القصف في سوريا.

بعد اختيار نوال الصوفي، حسب تصويت كل من الجمهور في القاعة وأعضاء لجنة التحكيم، أعلن الشيخ محمد بن راشد تكريم المرشحين الخمسة، بمنح كل صناع الأمل الخمسة مكافأة بقيمة مليون درهم لكل منهم، دعمًا منه لمشاريع المرشحين ومبادراتهم ومساعيهم كي يكون العالم أجمل وأفضل.

وتم استقبال صناع الأمل الخمسة الذين بلغوا التصفيات النهائية لمواجهة الجمهور ولجنة التحكيم للمرة الأخيرة قبل التصويت على المرشح الذي يستحق لقب صانع الأمل الأول في الوطن العربي. حاور الإعلامي أحمد الشقيري المرشحين الخمسة، ضمن لجنة التحكيم التي ضمت إلى جانب الشقيري الوزيرة الإماراتية نورة الكعبي، وعلي جابر مدير عام مجموعة "إم بي سي" وعميد كلية محمد بن راشد للإعلام.

تصفيات
هذا وكانت الترشيحات للقب صانع الأمل قد خضعت لتصفيات عدة، مرت خلالها عبر لجان تحكيم فرعية ضمن آلية تقييم اعتمدت معايير خاصة، أهمها أصالة المبادرة وحجم ما يستثمره فيها صاحبها من جهد واهتمام، وحجم التأثير الذي تملكه المبادرة على الأطراف المعنية أو المستفيدة، ومدى تفاعل المجتمع المحلي معها، وإمكانية تطويرها وتوسيع نطاق الاستفادة منها. 

وبلغت التصفيات النهائية 20 قصة، تمثل مختلف أطياف الأمل العربي، حيث تمت دعوة أصحابها إلى دبي في إبريل الماضي لمناقشتهم والتعرف إلى تجاربهم ومبادراتهم بصورة أكبر، قبل أن تختار لجنة التحكيم المرشحين الخمسة الذين بلغوا التصفيات النهائية.

5 قصص
وتم عرض قصص المرشحين الخمسة، قبل التصويت لهم، من خلال فيديوهات مؤثرة تلخص تجاربهم وبذور الأمل التي غرسوها في مجتمعاتهم، حيث استدرّت حكاياتهم لحظات عاطفية مؤثرة، تفاعل معها عدد كبير من الجمهور بالبكاء، وقد مستهم المعاناة والألم والفرح بالأمل الذي يسعى صناع الأمل إلى تحقيقه.