قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، إن "هناك فرصة حقيقية للاتفاق" عندما يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بزعيم كوريا الشمالية كيم يونغ-أون.

وأكد بومبيو في لقاء مع شبكة إية بي سي نيوز، إن كوريا الشمالية يجب أن تأخذ "خطوات حاسمة" للتخلي عن برنامج الأسلحة النووية.

والتقى بومبيو زعيم كوريا الشمالية سرا في بيونغيانغ، مطلع هذا الشهر، عندما كان يشغل منصب مدير المخابرات المركزية (سي آى اية).

مدير سي آي إيه اجتمع سرا مع زعيم كوريا الشمالية

وكشف وزير الخارجية الأمريكي أن ترامب طلب منه بحث قضية إيجاد آلية يمكن التحقق من خلالها من جدية بيونغيانغ في نزع أسلحتها النووية، كما أثار أيضا قضية المواطنين الأمريكيين المحتجزين لدى كوريا الشمالية.

وشهد يوم الجمعة الماضي، قمة تاريخية بين رئيسي كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية، وجرى الاتفاق على إخلاء شبة الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية.

كوريا الشمالية "تغلق موقع تجاربها النووية في مايو"

مقامرة القرن: هل خدع زعيم كوريا الشمالية ترامب ومون؟

تطبيق النموذج الليبي

وعلق دونالد ترامب، على هذا التطور السبت الماضي، قائلا إنه سوف يلتقي زعيم كوريا الشمالية "خلال الثلاثة أو الأربعة أسابيع المقبلة"، وسيبحث معه إخلاء شبة الجزيرة من الأسلحة النووية.

ومن جانبه أوضح جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي، أنه يمكن الاستعانة بالنموذج الليبي في التعامل مع الحالة الكورية الشمالية.

وقال لشبكة فوكس نيوز، إن الاتفاق الذي تم مع ليبيا للتخلص من برنامج أسلحة الدمار الشامل يمكن أن يكون نموذجا للتعامل مع برنامج كوريا الشمالية.

وكان الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، قد اتفق عام 2003 مع القوى الغربية على التخلص من برنامجه مقابل رفع العقوبات التي كانت مفروضة على بلاده.

لكن بولتون أوضح أن "هناك اختلافا واضحا بين الحالتين. فالبرنامج الليبي كان صغيرا جدا، لكن هذا كان بوضوح الاتفاق الذي توصلنا له".

يأتي هذا فيما وافقت كوريا الشمالية على إغلاق موقع تجاربها النووية في مايو/آيار المقبل، بحسب ما أعلنه مكتب رئيس كوريا الجنوبية.

وقال متحدث باسم مكتب الرئيس الجنوبي إن إغلاق موقع بانجاي-ري للتجارب النووية في كوريا الشمالية، سيتم بصورة علنية وبحضور خبراء أجانب من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة.

وقال علماء إن الموقع المزمع إغلاقه ربما يكون قد انهار جزئيا في سبتمبر/أيلول الماضي.

لماذا أوقفت كوريا الشمالية تجاربها النووية؟

ماذا قالت كوريا الجنوبية؟

أعلن المتحدث باسم الرئاسة الكورية الجنوبية يون يونغ-تشان، أن زعيم كوريا الشمالية أشار إلى أنه "سيعمل على إغلاق موقع التجارب النووية في مايو/أيار".

وقال يونغ-تشان إن كيم يونغ-أون تعهد أيضا :"بدعوة خبراء من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة لمراقبة العملية ونقل ما يحدث للعالم بشفافية".

كما وافقت بيونغيانغ على تغيير التوقيت الخاص بها، والذي يختلف حاليا نصف ساعة عن توقيت سيول، ليتفق التوقيتان ويصبحا توقيتا واحدا.

ماذا نعرف عن موقع التجارب النووية؟

يُعتقد أن المقر الرئيسي للتجارب النووية الكورية الشمالية يقع في منطقة جبلية شمال شرقي البلاد.

وتجري التجارب داخل شبكة معقدة من الأنفاق محفورة تحت جبل "ماونت مانتاب" بالقرب من موقع "بانجاي-ري".

أجرت بيونغيانغ ست تجارب نووية منذ عام 2006، كان آخرها في سبتمبر/أيلول 2017.

ضربت الموقع سلسلة من الصدمات بعد التجربة الأخيرة، والتي يعتقد خبراء الزلازل أنها تسببت في انهيار المكان جزئيا داخل الجبل.

قادة كوريا الشمالية والجنوبية
Getty Images
زعيمت الكوريتين اتفقا على تخفيف التوتر وإنهاء الحرب رسميا

وقد نفى زعيم كوريا الشمالية هذه التقارير وأكد ان الموقع يعمل، بحسب وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية.

ونقل متحدث رسمي كوري جنوبي عن الزعيم الشمالي قوله :"البعض يقول إننا سنغلق المواقع التي لم تعد تعمل، لكنكم سوف ترون أنها في حالة جيدة."

وتأتي المعلومات عن مواقع كوريا الشمالية النووية بصورة أساسية من صور الأقمار الصناعية ومراقبة حركة المعدات في الموقع.

ما الذي تم الاتفاق عليه أيضا خلال قمة قادة الكوريتين؟

أعلن زعيما البلدين مواصلة المباحثات مع الولايات المتحدة والصين لإنهاء الحرب الكورية رسميا، حيث انتهت بتوقيع هدنة بين البلدين في عام 1953، دون التوصل لاتفاق سلام نهائي.

أما التعهد بنزع السلاح النووي لا يشير صراحة إلى وقف كوريا الشمالية لأنشطتها النووية، بل إلى هدف أن تكون "شبه الجزيرة الكورية خالية من الأسلحة النووية".

وأشار البيان إلى أن تنفيذ هذا التعهد سيتم على مراحل، دون الإشارة إلى المزيد من التفاصيل.

ويتشكك العديد من المحللين في حماس كوريا الشمالية إزاء المشاركة.

وتم التخلي عن الاتفاقيات السابقة بين الكوريتين بعد استئناف بيونغيانغ اختباراتها النووية والصاروخية، كما انتخبت كوريا الجنوبية المزيد من الرؤساء المتشددين.

واتفق زعيما البلدين أيضا على العمل لمنع تكرار "مرحلة التاريخ المؤسف" والتي أدت إلى فشل أي تقدم.

وتضمن الاتفاق أيضا:

إنهاء "الأنشطة العدائية" بين البلدين.

تغيير المنطقة "منزوعة السلاح" التي تقسم البلاد لتكون "منطقة سلام"، من خلال وقف بث الدعاية.

خفض سباق التسلح في المنطقة اعتمادا على تخفيف التوتر العسكري.

الدفع بمسار رباعي في المفاوضات يشمل أيضا الصين والولايات المتحدة.

تنظيم فعاليات لجمع شمل العائلات المقسمة بين الجانبين منذ الحرب الكورية.

توصيل وتطوير الطرق والسكك الحديدية بين الجانبين.

زيادة المشاركة في الفعاليات الرياضية بين البلدين ومنها الألعاب الأسيوية، هذا العام.