الرباط: يبدو أن منع عبد الإله ابن كيران، الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية المغربي، من تأطير لقاءات يعقدها حزبه وهيئاته سواء على المستوى المركزي أو الجهوي، أصبح أمرًا مفروضًا بعد الهجوم الحاد الذي شنه على عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، في مؤتمر شبيبة الحزب، والذي كاد يفجر الغالبية الحكومية التي يرأسها سعد الدين العثماني.

وبعدما كان مقررا أن يؤطر ابن كيران الجلسة العامة للمؤتمر الجهوي لشبيبة حزب العدالة والتنمية بمراكش، مساء اليوم الأحد، أعلن بشكل مفاجئ عن قرار "تأجيل الجلسة العامة للمؤتمر إلى موعد سيعلن عنه لاحقا".

وحرصت شبيبة الحزب، ذي المرجعية الإسلامية، على التأكيد أن قرار التأجيل جاء بناء على طلب من الأمين العام السابق للحزب، دون تقديم المزيد من التفاصيل.

وفي اتصال لـ "إيلاف المغرب" بأحد قيادات شبيبة حزب العدالة والتنمية، الذي لم يرغب في ذكر اسمه، أكد أن "ابن كيران اتصل بالشبيبة في وقت متأخر من ليلة السبت/الأحد، يخبرهم بأنه لن يحضر لأسباب خاصة يحتفظ بها لنفسه".

وأفاد المصدر ذاته بأن المؤتمر المؤتمر الجهوي لشبيبة حزب العدالة والتنمية بجهة مراكش - آسفي، تجري فعالياته كما كان محددا لها، مبرزا أن الجلسة العامة التي كانت مقررة بحضور ابن كيران، سيتم تحديد موعد لاحق لها بتنسيق مع رئيس الحكومة السابق.

 

 

وحول ما إذا كانت هناك ضغوط من الأمانة العامة للحزب وراء هذا التغيير، أوضح المصدر ذاته، أنه "لم يصلنا أي منع أو تدخل من الأمانة العامة، ولا يمكننا إلا تلبية رغبة الأستاذ ابن كيران في التأجيل ، وسنحدد لقاء مع الناس بنفس الشكل الذي كنا نتصوره".

وتشير المعطيات التي حصلت عليها "إيلاف المغرب" الى إجراء الجلسة العامة للمؤتمر الجهوي لشبيبة حزب العدالة والتنمية بجهة مراكش - آسفي، بعد مدة من عقده، ستكون غير ذات معنى، لكن مصادر من الشبيبة أكدت تمسكها وحقها في تنظيم النشاط الذي يمكن أن يكون "مهرجانا خطابيا عاديا يؤطره ابن كيران بحضور ساكنة المدينة".

 

إعلان الشبيبة إرجاء اللقاء

وتأتي هذه الواقعة لتزكي التوجه العام داخل حزب العدالة والتنمية وقيادته الجديدة، بتهميش رئيس الحكومة السابق وإبعاده عن تأطير اللقاءات الحزبية والتنظيمية، تفاديا لأي حرج يمكن أن يشكله هجومه على خصوم الحزب وحلفائه للعثماني وحكومته.

وكان الحزب قد أنهى تجديد هياكله على مستوى الجهات (المناطق) الاثنى عشر بالمملكة، بعقد مؤتمراتها دون استدعاء ابن كيران لتأطير أي واحد منها، الأمر الذي رأى فيه مراقبون بأن قرار منع وإبعاد ابن كيران "اتخذه أعضاء الأمانة العامة دون أن يتم إعلانه بشكل رسمي"، وهو ما ردت عليه قواعد الحزب بانتخاب الأسماء المؤيدة لابن كيران لرئاسة غالبية الجهات.