دمشق: أعلن الإعلام السوري الرسمي الأحد التوصل إلى اتفاق إجلاء في مخيّم اليرموك للاجئين الفلسطينيين الواقع في جنوب دمشق، والذي ينتشر فيه تنظيم داعش.

لم يتسنّ على الفور التأكد مما إذا كان تنظيم داعش معنيًا بهذا الاتفاق. ولم تأت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" على ذكر التنظيم بالاسم، بل اكتفت بالإشارة إلى "مجموعات إرهابية".

يأتي هذا الإعلان في وقت تُواصل قوات النظام السوري منذ أكثر من أسبوع شن عملية عسكرية كبرى تستهدف مخيم اليرموك وأحياء مجاورة سعيًا إلى بسط سيطرتها على دمشق وضواحيها. واستنادا إلى سانا، فإنّ الاتفاق يبدأ العمل به الإثنين، وينص على "خروج إرهابيي مخيم اليرموك جنوب دمشق إلى إدلب".

وفي وقت لاحق، قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إنّ "الاتفاق لا يشمل داعش، لكن يشمل جيبًا في مخيم اليرموك، حيث توجد هيئة تحرير الشام وفصائل إسلامية".

في المقابل، ستسمح فصائل المعارضة في محافظة إدلب بـ"تحرير المحاصرين في بلدتي كفريا والفوعة، والبالغ عددهم نحو خمسة آلاف على مرحلتين"، بحسب سانا. وأضافت سانا أنّ "الاتفاق يقضي أيضًا بتحرير مخطوفي بلدة اشتبرق على مرحلتين، وعددهم 85 من النساء والشيوخ والأطفال".

أزقة ضيقة
وتقصف قوات النظام منذ 11 يومًا مخيم اليرموك والأحياء المجاورة التي يسيطر عليها تنظيم داعش في جنوب دمشق.

والأحد، سمع مراسل وكالة فرانس برس خلال جولة نظمتها وزارة الإعلام السورية في المناطق التي سيطر عليها الجيش السوري أخيرًا في غرب اليرموك دوي الغارات العنيفة والقصف المدفعي، كما شاهد سحب دخان تتصاعد من أطراف مخيم اليرموك جراء الغارات.

ويُعتبر مخيم اليرموك ومحيطه أوسع منطقة حضرية يسيطر عليها التنظيم في سوريا والعراق، بعدما خسر غالبية الأراضي التي كانت تحت سيطرته في البلدين. وسيطر مقاتلو تنظيم داعش على أجزاء من اليرموك والحجر الأسود منذ العام 2015، فيما سيطروا على حي القدم في هجوم مفاجئ في الشهر الماضي. 

وقال مصدر عسكري لفرانس برس إنّ المعارك ضد تنظيم داعش في جنوب دمشق تختلف كثيرا عن عملية استعادة الغوطة الشرقية. وأوضح أن "المباني قريبة من بعضها والأزقة ضيقة" في جنوب دمشق، لذا لا يمكن استخدام الدبابات والاسلحة الثقيلة.

وأفاد المرصد بأنّ 85 من عناصر النظام و74 مقاتلًا من تنظيم داعش لقوا حتفهم خلال عشرة أيام من المعارك في جنوب دمشق. 

معارك في شرق البلاد
من جهة ثانية، اندلعت معارك الاحد في شرق سوريا بين النظام وقوات سوريا الديموقراطية، تحالف عربي كردي تدعمه واشنطن، في مواجهة نادرة بين الطرفين، رغم وقوع بعض الحوادث الدامية في الأشهر الماضية.

وأفاد المرصد بأن المعارك التي تجري في محافظة دير الزور الغنية بالنفط، والتي سبق أن سيطر عليها تنظيم داعش، أسفرت عن تسعة قتلى في صفوف القوات الموالية للنظام وستة قتلى في صفوف قوات سوريا الديموقراطية. وشهدت هذه المحافظة تنافسا بين قوات النظام المدعومة من روسيا وقوات سوريا الديموقراطية.

وتسيطر قوات النظام حاليا على مدينة دير الزور وكامل الضفة الغربية لنهر الفرات، في حين تنتشر قوات سوريا الديموقراطية على ضفته الشرقية.

وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية أن "وحدات من قواتنا المسلحة تمكنت من تحرير أربع قرى شرق نهر الفرات هي (الجنينة ـ الجيعة ـ شمرة الحصان ـ حويقة المعيشية) التي كانت تحت سيطرة ما تسمى قوات سورية الديموقراطية". لكنّ المرصد ذكر مساء ان قوات سوريا الديموقراطية تمكنت من استعادة ثلاث من هذه القرى.

واكد التحالف الدولي الذي يدعم قوات سوريا الديموقراطية ان القوات الموالية للنظام شنت "هجوما"، موضحا انه عمل على "تهدئة الوضع"، بحسب بيان ردا على اسئلة لفرانس برس من دون توضيحات اضافية.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس ان "هدف النظام هو حماية مدينة دير الزور عبر صد مقاتلي قوات سوريا الديموقراطية الموجودين على الضفة قبالة المدينة". اضاف عبد الرحمن انه سجلت في السابق اشتباكات بين الجانبين، الا انها المرة الاولى التي يشن فيها النظام عملية لاستعادة مناطق تسيطر عليها قوات سوريا الديموقراطية.

وفي فبراير، قتل نحو مئة من المقاتلين الموالين للنظام في ضربات للتحالف الدولي في منطقة دير الزور. واكدت واشنطن ان هذه الغارات كانت لصد هجوم لقوات موالية للنظام استهدفت مقرا لقوات سوريا الديموقراطية. وفي سبتمبر 2017 اتهمت قوات سوريا الديموقراطية روسيا بقصف موقع لها ما اسفر عن مقتل احد مقاتليها واصابة اخرين.