في رسالة قوية إلى مناهضيها في مجلس العموم، بعد قضية تركيل المهاجرين، عيّنت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي، ابن عائلة باكستانية مهاجرة في منصب وزير الداخلية مكان وزيرة الداخلية القوية أمبر رود التي استقالت لتضليلها البرلمان عن الفضيحة. 

إيلاف: جاء التعديل الوزاري المحدود على حكومة تيريزا ماي بتعيين ساجد جاويد وزيرًا للداخلية، وهو من أقوى المناصب العليا في الدولة البريطانية، بعد استقالة وزيرة الداخلية، التي اعترفت بأنها "ضللت أعضاء البرلمان بصورة غير متعمدة" بشأن خطط الحكومة لترحيل أعداد من المهاجرين غير الشرعيين.

وتعرّضت رود، التي كان من المزمع أن تدلي بتصريح أمام مجلس العموم يوم الاثنين، لضغوط بشأن فضيحة المهاجرين من دول الكومنولث، والتي تعرف بفضيحة "ويندراش".

ضربة قوية
تشكل استقالة رود بمثابة ضربة قوية إلى رئيسة الحكومة و"ربما تضعف موقفها، وقال تقرير إن الوزيرة رود بادرت لتقديم استقالتها مستبقة أي "إذلال" قد تتعرّض له من البرلمان أو الشارع البريطاني. وبموجب التعديل ستتولى وزير التنمية الدولية بيني مورداونت مهام السيدة رود كوزيرة للمساواة.

قالت رود في كتاب استقالتها: "أشعر بأنه من الضروري القيام بذلك، لأنني ضللت لجنة اختيار الشؤون الداخلية عن غير قصد".
يشار إلى أن وزير الداخلية البريطاني الجديد هو عضو مجلس العموم عن حزب المحافظين عن دائرة "برومسغروف" في مقاطعة "ورسيستيرشاير" منذ العام 2010. 

وقالت تقارير إن عرض منصب وزير الداخلية على جاويد في عطلة نهاية الأسبوع مع تصاعد الضغوط المطالبة باستقالة أمبر رود على خلفية فضيحة ترحيل المهاجرين، وهو كان صرح في مقابلة صحافية تعليقًا على الفضيحة: "كان من الممكن أن يكون الترحيل لي أو لأمي أو لوالدي".

نبذة مهنية
يذكر أن جاويد المولود في روتشيلد في مقاطعة لانكشير لأبوين مهاجرين من باكستان، في 5 ديسمبر 1969، وسبق أن عمل جافيد وزيرًا للدولة للمجتمعات والحكومات المحلية في الفترة من 2016 إلى 2018، ووزير دولة للأعمال والابتكار والمهارات ورئيسًا لمجلس التجارة من 2015 إلى 2016، ووزير دولة للثقافة والإعلام والرياضة من عام 2014 إلى 2015، ووزير المساواة في عام 2014، والأمين المالي للخزانة ووزير المدينة من عام 2013 إلى عام 2014.

تلقى جويد تعليمه من عام 1981 إلى عام 1986 في مدرسة داونند، ثم درس في كلية فيلتون التقنية من العام 1986 إلى العام 1988، وأخيرًا جامعة إكستر من عام 1988 إلى عام 1991. وفي إكستر درس الاقتصاد والسياسة وأصبح عضوًا في حزب المحافظين.

ويشار إلى أنه حينما كان جاويد في العشرين من عمره، شارك لأول مرة في مؤتمر حزب المحالفظين، وحينها ناهض قرار حكومة الراحلة تاتشر للانضمام إلى آلية سعر الصرف الأوروبية، ووصفه بأنه "خطأ قاتل".

بنوك
وكان جاويد انضم في سن الخامسة والعشرين إلى بنك تشيس مانهاتن في مدينة نيويورك مباشرة بعد الجامعة، وكان يعمل في الغالب في أميركا الجنوبية حتى أصبح نائبًا لرئيس البنك، لكنه عاد إلى لندن في عام 1997، وانضم لاحقًا إلى دويتشه بنك كمدير في عام 2000. وفي عام 2004، أصبح مديرًا منتدبًا في دويتشه بنك، وبعد عام واحد، أصبح الرئيس العالمي لهيكلة الأسواق الناشئة. 

وفي العام 2007، انتقل جاويد إلى سنغافورة للعمل كرئيس لإدارة الائتمان في دويتشه بنك، وعيّن عضوًا في مجلس إدارة دويتشه بنك إنترناشيونال ليمتد.

وفي العام 2009، غادر جاويد دويتشه بنك لمواصلة مهماته السياسية، وكانت أرباحه في دويتشه بنك حوالى 3 مليون جنيه إسترليني في السنة عند مغادرته. 

في الختام، فإن الوزير جاويد هو أمين مؤسسة لندن للسنوات المبكرة، وكان حاكمًا لمدرسة نورماند كروفت المجتمعية، وهو قاد حملة استكشافية إلى قمة جبل كليمنجارو، أعلى جبل في أفريقيا، لإظهار دعمه لمساعدة المسنين.