«إيلاف» من نيويورك: رمى روبرت مولر، المحقق الخاص الخاص في عملية التدخل الروسي بالانتخابات الرئاسية الأميركية الكرة في ملعب دونالد ترمب بعد الكشف عن فحوى الأسئلة التي قدمها لفريق الرئيس الأميركي القانوني.

وفي انتظار موعد تحديد المقابلة أو الإجابة على الأسئلة المكتوبة، يمكن القول ان مولر اذن ببدء مرحلة جديدة من التحقيقات حيث تركزت الأسئلة التي نشرتها نيويورك تايمز على ملفات تتعلق بمستشار الامن القومي السابق، مايكل فلين، وطرد مدير مكتب التحقيقات الفدرالي جيمس كومي، والانتقادات التي وجهه الى وزير العدل جيف سيشنز، بالإضافة الى لقاء برج ترمب الشهير، ما يوحي ان المحقق الخاص يركز على قضيتين، عرقة العدالة بالدرجة الأولى، والتدخل الروسي.

ملف فلين

مولر وفي الشق المتعلق بمايكل فلين، وجه أسئلة تتعلق بالمعلومات التي قد يمتلكها ترمب بخصوص الاتصال الهاتفي الذي جرى بين مستشار الامن القومي السابق، والسفير الروسي سيرغي كيسلياك، وما تم التداول به حول موضوع العقوبات على روسيا، وهل كان فلين يتكلم بالنيابة عن ترمب، كما يريد المحقق الخاص معرفة رد فعل الرئيس على تقارير إخبارية نشرها ديفيد اغناتيوس بين كانون الثاني وشباط من العام 2016 وتناولت اتصال فلين بكيسلياك، وهل كان الرئيس يخشى ان يكون مستشاره السابق قد خرق القانون فعمل على حمايته.

ولا تقف أسئلة مولر في موضوع فلين عند محاداثاته مع كيسلياك، بل تشمل أيضا المعلومات التي بحوزة ترمب عن اجتماعه من المدعي العام بالوكالة سالي ياتيس، وظروف اتخاذ قرار طرده من البيت الأبيض في 13 فبراير، والجهود التي بذلت للتواصل معه بعد خروجه لعرض حصانة او عفو عنه.

التركيز على طرد جيمس كومي

تشكل قضية عرقلة العدالة القاسم المشترك بين مايكل فلين وجيمس كومي. المحقق الخاص اكثر من الأسئلة المتعلقة بمدير مكتب التحقيقات الفدرالي السابق لمعرفة ما اذا كان قرار الطرد جاء على خلفية عدم تلبية طلبات ترمب (غض النظر عن التحقيق مع فلين) ام بسبب التقصير في واجبات بموضوع بريد هيلاري كلينتون، وتركزت أسئلة مولر في هذا السياق على نظرة الرئيس الى كومي خلال فترة الانتقالية، ورأيه في الإحاطة الإعلامية التي قدمها في السادس من كانون الثاني 2016 حول التدخل الروسي ومسائل استخباراتية أخرى، وكذلك الهدف من وراء العشاء الخاص في السابع والعشرين من الشهر نفسه والأمور التي تم التداول بها، واللقاء الثنائي في الرابع عشر من فبراير بعد يوم من طرد فلين.

شهادة كومي في العشرين من مارس/اذار حول التدخل الروسي والتحقيقات التي اجراها مكتبه، وردة فعل ترمب عليها كانت حاضرة في الأسئلة الموجهة الى الفريق القانوني للرئيس الأميركي، وأيضا الاتصالات الهاتفية بينه وبين مدير (الاف بي أي في) في 30 اذار، والحادي عشر من نيسان، وقرار طرده والأشخاص الذين لعبوا دورا في إخراجه من منصبه، وكذلك ماذا قصد الرئيس من خلال اخباره دبلوماسيين روس ان طرد كومي أزال الضغط عنه، كما استعاد مولر موضوع التسجيلات التي هدده بها ترمب، وشهادة كومي امام الكونغرس في حزيران 2017، والهجمات المتعددة التي يتعرض له ونائبه اندرو ماكابي من قبل الرئيس.

سيشنز وتحييد نفسه

جيف سيشنز وزير عدل ترمب يحضر في اسئلة مولر الذي يريد معرفة رأي الرئيس الأميركي بموضوع تحييد وزير العدل نفسه عن التحقيقات الروسية، والجهود التي بذلها كي يعود عن هذا القرار، وردة فعله على تعيين رود روزنستاين نائب سيشنز محققا خاصا للاشراف على التحقيقات الروسية، والمعلومات حول استقالة الوزير من منصبه، والهجمات التي تعرض لها من ترمب نفسه.

روسيا وبرج ترمب

اجتماع برج ترمب الشهير في التاسع من حزيران 2016 والذي ضم دونالد ترمب جونيور، وبول مانافورت، وجاريد كوشنر والمحامية الروسية ناتاليا فيسلنيتسكايا، اخذ حيزا كبيرا من أسئلة مولر، فالمحقق الخاص يريد معرفة ما اذا كان ترمب على علم بهذا الاجتماع ولهذه الغاية وجه اليه سؤالا صريحا، متى علمت بهذا الاجتماع؟، بالإضافة الى رحلته الى روسيا عام 2013 ولقاءاته هناك، والمناقشات التي حدثت خلال الحملة بما يتعلق بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وموضوع العقوبات الأميركية المفروضة على موسكو، وملف تسليح أوكرانيا، والمعلومات المتعلقة بقرصنة الروس لوسائل التواصل الاجتماعي، والجهود المبذولة للحصول على مساعدة روسيا لحملة الرئيس الانتخابية، وأيضا التواصل بين صديقه روجر ستون وجوليان اسانج، بالإضافة الى الكلام الذي اثير حول انشاء قناة اتصال سرية بين الفريق الانتقالي والكرملين.