«إيلاف» من القاهرة: أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إنه رفض عرضًا من الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي، تقديم جزء من شبه جزيرة سيناء، لتوطين الفلسطينيين فيه، مشيرًا إلى أن العرض يقضي بإقامة دولة فلسطينية بحدود مؤقتة ومنها جزء من سيناء.

وأضاف عباس في كلمته أمام مؤتمر المجلس الوطني الفلسطيني، أن حماس قبلت بفكرة الدولة المؤقتة والتي فيها سيتم تأجيل قضية القدس المحتلة وأزمة عودة اللاجئين. واعتبر أن ذلك إنهاء للقضية الفلسطينية.

وتابع: "حماس وافقت على هذه الفكرة (دولة فلسطينية مؤقتة)، وفي أيام السيد محمد مرسي العياط كانت مطروحة على أساس يعطونا شقفة (قطعة) من سيناء حتى يدخل شعبنا هناك ويعيش هناك، تحت اسم موضوع إيجورا آيلاند".

واعتبر الرئيس الفلسطيني أن "هذا مشروع تصفوي للقضية الفلسطينية، وقلت هذا الحديث بصراحة للرئيس (الأسبق) مرسي، هو الآن في السجن لكنه قالي هذا الكلام: احنا موافقين. قلتله: هادي تصفية للقضية".

وقال إنه لن يقبل ما يسمى بصفقة القرن ولن يوافق أيضًا على أن تكون الولايات المتحدة الأمريكية وحدها وسيطًا في عملية السلام.

وذكر عباس أنه "لا سلام دون القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، وأنه لا دولة في غزة ولا دولة دونها". واستطرد: "لن نقبل بصفقة القرن ولن نقبل أن تكون أمريكا وحدها وسيطا في عملية السلام، مضيفا أن "صفقة القرن هي صفعة لإنهاء السلام كونها أخرجت قضيتي القدس واللاجئين والاستيطان من المفاوضات".

وأكد أبو مازن أن "كل ما يشاع عن مواقف سعودية سلبية حول القضية الفلسطينية غير صحيح، وقمة الظهران كانت قمة القدس". وقال: "قبل أسبوعين، عقدت القمة العربية العادية في الظهران بعد أحاديث طويلة وإشاعات كثيرة أن القمة لن تعقد، ونحن نسمع وننتظر، لم نصدق الكلام، بصراحة وليس مجاملة للسعودية ليس هذا موقفها التاريخي معنا، ذهبنا إلى القمة، جاء موعد حديث الملك سلمان، قال قبل أن أعطي الكلمة للرئيس عباس أقول: إن هذه القمة اسمها قمة القدس، وسنتبرع للأوقاف ونحن سياسيا مع الفلسطينيين، تفضل يا أبو مازن احكي، ولم يبق لي شيء أحكيه، أخذنا كل ما نريد بما في ذلك المبادرة التي قدمناها في الأمم المتحدة، وضعت وسميت في النص كما هي".

وقال الخبير العسكري، اللواء فؤاد حسين، إن مشروع إقامة وطن بديل للفلسطينيين في سيناء كان مطروحًا بقوة في عهد الرئيس الإخواني محمد مرسي، مشيرًا إلى أن أميركا وإسرائيل حاولتا تنفيذ هذا المخطط خلال فترة حكم الإخوان، لكن الشعب المصري أجهضه بثورته في 30 يونيو وإسقاط حكم الجماعة.

وأضاف لـ"إيلاف" صاحب المشروع هو الجنرال الإسرائيلي إيجورا آيلاند، الذي يعمل في مركز بيجن - السادات للدراسات الاستراتيجية، مشيرًا إلى أن المشروع يقوم على ضرورة إشراك الدول العربية في حل القضية الفلسطينية، ولاسيما مصر.

ولفت إلى أن المشروع يقوم على توسعة قطاع غزة باتجاه سيناء، على مساحة تصل إلى 720 كيلو متر مربع، من سيناء، تمتد من مدينة رفح المصرية وحتى حدود مدينة العريش، لمسافة بعمق 30 كيلو متر، على أن تحصل مصر على مساحة مماثلة في صحراء النقب من إسرائيل.

وذكر أن المشروع يقضي أيضًا بتنازل الفلسطينيون عن 12 بالمائة من مساحة الضفة الغربية لإسرائيل، مشيرًا إلى أن هذا المقترح قديم وسبق أن رفضه الرئيس الأسبق حسني مبارك، وأجهضه الرئيس عبد الفتاح السيسي، عندما كان وزيرًا للدفاع، وأعلن أن هذه المساحة من سيناء تخضع للجيش المصري، وصنفها منطقة عسكرية، وليس لأي مسؤول الحق في التصرف فيها منفردًا.

وتأتي تصريحات الرئيس الفلسطيني تاكيدًا لتصريحات سابقة أطلقها منذ 4 سنوات خلال لقائه مع إعلاميين مصريين أثناء زيارة له لمصر، وقال فيها إنه رفض عرضاً إسرائيلياً لاستلام 1000 كيلومتر في سيناء في عهد الرئيس محمد مرسي.

وأضاف حينها أن مشروع سيناء كان مطروحاً للتشاور بين حركة حماس وإسرائيل لاقتطاع 1000 كيلومتر من أراضي سيناء لتوسيع غزة في عهد مرسي، لكنه رفض المشروع قائلاً: "لن نأخذ أي سنتيمتر واحد من أرض مصر".

وذكر أبو مازن أن الرئيس محمد مرسي عاتبه على رفض العرض، وقال له باللهجة المصرية العامية: "وإنت مالك إنت هتاخد أرض وتوسع غزة". موضحاً أن وزير الدفاع المصري آنذاك أصدر قراراً بأن أراضي سيناء أمن قومي ووطني وأغلق هذا المشروع.