غزة: اصيب نحو اربعمئة فلسطيني بالرصاص والغاز المسيل للدموع في قطاع غزة في يوم الجمعة السادس من "مسيرة العودة" التي شهدت تجمع آلاف الفلسطينيين قرب الحد الفاصل مع اسرائيل، بحسب ما افادت وزارة الصحة في غزة.

وقال اشرف القدرة الناطق باسم الوزارة في بيان "بلغ اجمالي الاصابات 431 بينهم 229 بالرصاص الحي او المعدني او الغاز نقلوا الى المستشفيات ثلاثة منهم في حالة خطيرة" فيما عولج الاخرون في المكان.

ووسط اعمدة دخان كثيف من حرق اطارات سيارات تجمع آلاف الاشخاص مجددا شرق مدينة غزة على طول الحد الفاصل مع اسرائيل، بحسب مراسلي فرانس برس.

وكما حدث في ايام الجمعة السابقة نظمت ايضا تظاهرات في قطاع غزة ونقاط حدودية اخرى.

لكن اعداد المتظاهرين كانت اقل من الاسابيع الماضية وفقا لمراسلي فرانس برس.

وعزا عامر شريتح عضو اللجنة الاعلامية تراجع اعداد المتظاهرين الى "اتجاه الرياح الشرقية التي تؤدي بالغاز (المسيل للدموع) ودخان (الاطارات) باتجاه المشاركين اضافة الى ان اللجنة العليا المشرفة لا تريد ارهاق المواطنين مع بدء امتحانات نهاية العام في المدارس والجامعات".

وشوهد في الاجواء عدد قليل من الطائرات الورقية محمل بعضها زجاجات حارقة، لكن طائرات اسرائيلية يتم التحكم فيها عن بعد كانت تلاحقها لاسقاطها.

وذكر شهود ان متظاهرين اسقطوا اثنتين من هذه الطائرات الاسرائيلية في جنوب قطاع غزة. 

وقالت شفا ابو قادوس (28 عاما) التي تتحدر عائلتها من يافا انها تأتي كل جمعة للمشاركة في الاحتجاجات.

واضافت "سنعود الى ديارنا اليوم او غدا (...) لست خائفة، الموت واحد".

ويتجمع فلسطينيون من قطاع غزة منذ 30 آذار/مارس (يوم الارض) بالالاف قرب الحدود مع اسرائيل خصوصا يوم الجمعة للمطالبة بحقهم في العودة الى اراضيهم التي طردوا منها او غادروها عند تاسيس اسرائيل في 1948.

وتهدف "مسيرة العودة" ايضا الى التنديد بالحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ اكثر من عشر سنوات.

وقال القيادي في حماس اسماعيل رضوان الذي وصل الى منطقة تبعد نحو أربعمئة مترا عن الحدود الاسرائيلية شرق مدينة غزة "ماضون في مسيرة العودة وكسر الحصار الاسرائيلي، الاحتلال ليس له الا ان يرحل عن أرضنا".

وتوقع رضوان "مشاركة كبيرة من أبناء شعبنا في مسيرة 14 أيار/مايو"، تاريخ ذكرى "النكبة"، معتبرا أنه "يوم مفصلي لا شك سيكون محطة مهمة مع الاحتلال الصهيوني".

وأضاف "ما بعد 14 مايو ليس كما قبله".

ويبقى معظم المتظاهرين على مسافة من الحاجز الحدودي مع اسرائيل الذي يحرسه جنود مدججون بالسلاح. ويتحدى بعضهم الخطر ويقترب من الحاجز لرمي الحجارة ومقذوفات باتجاه الجنود او يحاولون العبور عنوة.

ومنذ 30 آذار/مارس 2018 قتل 49 فلسطينيا برصاص الجيش الاسرائيلي واصيب المئات. ولم يصب اي اسرائيلي في المقابل.

وطلب الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة اجراء تحقيق مستقل في استخدام مفرط للقوة من الجيش الاسرائيلي.

ويقول الجيش ان المتظاهرين تحركهم حماس التي تحكم القطاع وان جنوده لا يطلقون الرصاص الحي الا عند الضرورة وبعد استنفاد الاساليب غير المميتة في الدفاع عن النفس وعن المدنيين الاسرائيليين في الجوار.