موسكو: يجري تنصيب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لولاية رابعة تاريخية الاثنين ما يمدد حكمه المستمر منذ نحو عقدين ست سنوات إضافية اثر فوزه غير المفاجئ في الانتخابات الرئاسية التي نظمت في مارس. لكن في ظل عدم وجود خليفة أو منافس سياسي له، فما هي السيناريوهات المتوقعة عندما تنتهي ولايته في 2024؟

صراع من أجل النفوذ 
لن يتمكن بوتين من الترشح لولاية خامسة ما لم يتم إدخال إصلاحات دستورية، حيث يمنع القانون الروسي الحكم لأكثر من ولايتين متتاليتين. 

وقد يقرر بوتين الذي سيكون في الـ72 من عمره في 2024، مغادرة الكرملين بعد 24 عاما في السلطة مفسحا المجال لتولي خليفة له. وتهيمن حاليا الصراعات الداخلية بين أطراف متنافسة من التكنوقراط و"السيلوفيكي" (أتباع الأجهزة الأمنية والجيش) على المشهد السياسي في روسيا. 

وقال المحلل السياسي نيكولاي بيتروف "هناك صراع على النفوذ أصلًا. لا أحد سينتظر مكتوف اليدين، ستسعى كل جهة إلى الترويج لمصالحها". 

وفي مقابلة أجرتها معه قناة "ان بي سي" الأميركية في مارس، قال بوتين إنه يفكر في خليفته المحتمل منذ العام 2000. وأكد "لا ضرر في التفكير في هذه المسألة، لكن القرار سيكون في نهاية المطاف للشعب الروسي". 

لكن بفضل سعيه الى ضمان عدم وجود منافس له، لم يظهر أي سياسي بعد يتمتع بالشعبية الكافية التي تخوله خلافة رئيس الكرملين فيما يستبعد كثير من المحللين أن يغادر بوتين السلطة في غضون ست سنوات. 

تبادل للأدوار
بإمكان بوتين مواصلة حكم روسيا بعد العام 2024 عبر البقاء في السلطة في منصب مختلف. وفي هذا السياق، باستطاعة رجل روسيا القوي تكرار ما فعله في 2008 عندما دفع ديمتري مدفيديف إلى الواجهة كرئيس ليصبح هو رئيسا للوزراء قبل أن يعود إلى سدة الكرملين في 2012. 

وقال بيتروف "قد يحضر بوتين النظام لعملية نقل للسلطة، ليس من بوتين لرئيس آخر، بل من بوتين إلى بوتين في منصب آخر". 

إلا أن ذكريات الاحتجاجات الواسعة التي شهدتها موسكو عندما تبادلا المنصب مجددا، وعاد بوتين إلى الكرملين قد تثني الرئيس الروسي عن هذا الخيار. 

يقف عمر بوتين كذلك عقبة في طريق هذا السيناريو حيث سيكون في الـ78 من عمره عندما يصبح بإمكانه الترشح بموجب الدستور لولاية جديدة في 2030. 

وقال رئيس مركز ابحاث "مجموعة خبراء السياسة" في موسكو كونستانتين كالاشيف إن الرئيس يدرك أنه سيكون على خلفه ادخال إصلاحات اقتصادية لا تلقى شعبية، وهو يريد أن "يذكر في التاريخ باعتباره الرجل الذي لم يخسر شيئا".

يحتاج الحماية
ولدى بوتين كذلك خيار اتباع خطى نظيره الصيني شي جينبينغ عبر إلغاء الحد الأقصى للولايات الرئاسية، ما يسمح له بالبقاء رئيسا مدى الحياة.

وقال المحلل السياسي المستقل ديمتري أوريشكن "لا أعتقد أنه سيرفض السلطة في 2024 حتى ولو كان يشعر بأنه اكتفى، اذ أن التعب يبدو واضحا عليه من الآن". أضاف "لا يمكنه المغادرة لأنه يعتقد أن أحدا لن يحميه"، مشيرا إلى أن بوتين بنى منظومة يعتمد كل ما فيها على رأس الهرم. لكن بوتين استبعد حتى الآن حكم روسيا مدى الحياة. 

وقال لشبكة "ان بي سي" في مقابلة مارس "لم أغير الدستور قط، خاصة خدمة لمصلحتي ولا نية لدي للقيام بأمر كهذا الآن". 

ورأى أورشكين أن بوتين لا يرغب بأن يتذكره الناس كالرئيس الذي عدل الدستور وأنه في حال سيبقى رئيسا مدى الحياة فإنه يريد أن يتم ذلك بطريقة "أكثر أناقة" مما جرى في الصين.