أولت صحف عربية، وخاصة اللبنانية، اهتماماً خاصاً بالانتخابات النيابية التي تُجْرَى في لبنان اليوم لأول مرة منذ ما يقرب من عشرة أعوام، وذلك بعد أن تم تمديد ولاية البرلمان مرتين في ضوء عدم الاستقرار في الجارة سوريا.

وبينما أشادت أصوات في الصحف بهذه الانتخابات، أبدت أخرى تشاؤما بشأن الفترة التالية للاقتراع.

وتجرى الانتخابات النيابية في لبنان على 128 مقعداً بعد تعديل النظام الانتخابي، إذ خُفِّض عدد الدوائر وسُمح للمغتربين بالتصويت للمرة الأولى.

"سيندم اللبنانيون"

في جريدة "العرب" اللندنية، يحذر خيرالله خيرالله ممّا سيترتب على نتائج الانتخابات وفق قانون الانتخاب الجديد، الذي يرى أنه أتى على "قياس" جماعة حزب الله ليدخل لبنان إلى "مرحلة الوصاية الإيرانية المعلنة".

يقول الكاتب "سيندم اللبنانيون كثيراً بعد ظهور نتائج الانتخابات. سيندمون أوّلاً على السماح بتمرير قانون انتخابيّ عجيب غريب، أقلّ ما يمكن أن يوصف به، أنّه وضع على قياس 'حزب الله' الذي حوّل الطائفة الشيعية إلى طائفة منغلقة على نفسها".

ويرى أن جماعة حزب الله اختزلت الشيعة في لبنان "بفكرة السلاح غير الشرعي الذي يمتصّ موازنة الدولة اللبنانية ويدمّر مؤسساتها ويقيم في البلد اقتصاداً ريعياً يعتمد على موارد مشبوهة وعلى ما يتوفر من إيران".

وفي موقع "ميدل إيست" الإلكتروني، يرى خليل حسين أن الانتخابات اللبنانية تحيط بها "الكثير من السلبيات... سواء بطبيعة قانون النسبية الجديد أو التحالفات أو الروح السياسية التي تحملها".

ويضيف أنه بغض النظر "عما يحكى من معارك سياسية سيخوضها المجلس لاحقاً في ملف الرئاسات والتكليف وتشكيل الحكومة، تبقى الإيجابية الوحيدة هي إجراء الانتخابات بحد ذاتها بعد التمديد للمجلس الحالي، وهي ظاهرة تسمح بتداول السلطة ولو بصورة مبتورة".

"شد حبال"

أما صحيفة "الديار" اللبنانية فقد وصفت الاستحقاق الانتخابي بأنه "أفضل انتخابات نيابية تجري منذ الاستقلال في جو من الديموقراطية والأمن والحرية".

وفي صحيفة "اللواء" اللبنانية، تقول رلي موفّق "استحقاقات دستورية متتالية ستكون بانتظار لبنان بعد أن تُطوى صفحة الانتخابات النيابية... بدءاً بانتخاب رئيس البرلمان ومروراً بالاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة العتيد وصولاً إلى تشكيل الحكومة وإعداد بيانها الوزاري ونيلها الثقة".

وترى الكاتبة أن هذا المسار "سيعتريه 'شدّ حبال' بدأت ملامحه تظهر، على الرغم من الاقتناع السائد بأن مرحلة ما بعد الانتخابات هي جزء من التسوية واستكمال لها".

وفي السياق ذاته، تتحدث روزانا بومنصف في جريدة "النهار" اللبنانية عن "تعقيدات اليوم التالي للانتخابات".

تقول الكاتبة "يبدو صحيحا أن مرحلة ما قبل الانتخابات والخطاب المرتفع السقوف سيطويها يوم الانتخاب ونتائجه. وفي خضم التعبئة الانتخابية برزت مؤشرات لعناوين المرحلة المقبلة أو لطرح تساؤلات عن ماهيتها".

وفي صحيفة "الجمهورية" اللبنانية، يقول طارق ترشيشي إن "الوعود الكثيرة التي أطلقتها القوى السياسية، ولا سيما النافذة، مباشرة أو عبر مرشحيها، خلال الحملات الانتخابية، ستكون تحت المجهر في المرحلة المقبلة، فهي وعود طاوَلت ملفات كبيرة بعضها مَرحلي والبعض الآخر مصيري واستراتيجي وفي مجالات عدة".

ويتابع الكاتب "غالِب الظنّ انّ ملف الفساد سيكون الملف الأبرز الذي سيطرح على بساط البحث، خصوصاً انّ البلاد بلغت مرحلة دقيقة تستوجِب البدء بمعالجة جادّة لهذا الفساد الذي سيزيد الاوضاع الاقتصادية والمالية تدهوراً، في ضوء وصول حجم الدين الى ما يربو على 80 مليار دولار وتزايد حجم خدمته سنوياً".