«إيلاف» من لندن: كشف مرصد عراقي لحقوق الانسان عن تعرض الناخبين من النازحين العراقيين لضغوط كبيرة من قبل بعض المرشحين لكسب أصواتهم مؤكدا انهم يعيشون ضغوطاً نفسية كبيرة بسبب توافد المرشحين على مخيماتهم داعيا اللجان الرقابية اى منع المرشحين أو مراقبي الكيانات السياسية من ترغيب أو ترهيب النازحين في يوم التصويت بغية تغيير قناعاتهم في إختيار من يُريديون.

وقال المرصد العراقي لحقوق الإنسان إن الناخبين الذين سيُدلون بأصواتهم في الإنتخابات التشريعية المقررة السبت المقبل من داخل مخيمات النزوح يبلغ عددهم 450 ألف ناخب وهؤلاء يتعرضون لضغوط كبيرة من قبل بعض المرشحين من أجل كسب أصواتهم. واشار الى ان "النازحين الذين يحق لهم التصويت يعيشون منذ أسابيع ضغوطاً نفسية كبيرة بسبب إستمرار توافد المرشحين للإنتخابات على المخيمات التي يعيشون فيها، نتيجة الوعود التي أُطلقت لهم".

واضاف المرصد وهو هيئة عراقية مستقلة في تقرير تابعته "إيلاف" اليوم إن "291 ألف نازح حدثوا بياناتهم بايومترياً بينما الـ197 ألف الآخرين فإنهم سيعتمدون على بطاقاتهم التي إعتمدواها في إنتخابات عام 2014". وبحسب المرصد فإن نازحي الموصل في المخيمات يُشكلون النسبة الأعلى من النازحين الناخبين، حيث بلغ عددهم 181 ألف ناخب".

رقابة صارمة

واوضح المرصد إن بعض النازحين من محافظتي الأنبار وصلاح الدين (غرب البلاد) ويتواجدون حالياً في مدينة أربيل عاصمة اقليم كردستان الشمالي قالوا إنهم لن يُشاركوا في الإنتخابات المقبلة بسبب ما حدث لهم عام 2014 حين احتل تنظيم داعش لمحافظتيهم وخيبة املهم من السياسيين الذين لم يساعدونهم في اوضاعهم الصعبة هذه.

ويتواجد الـ450 ألف ناخب في 131 مخيماً توزعت على المحافظات العراقية وتقع أغلبها في المحافظات الوسطى والشمالية، بينما يعيش عدد منهم في منازل مستأجرة في بغداد ومُدن إقليم كردستان العراق بالإضافة إلى محافظتي كركوك وديالى شمال شرق العاصمة.

وابلغ مصدر في مفوضية الإنتخابات العراقية المرصد إن "المفوضية حجبت الآلاف من بطاقات الناخب لعدد من النازحين والعائدين لمناطقهم وهؤلاء إما إنتموا لتنظيم داعش أو فُقدوا أثناء المعارك". وأضاف "ان المفوضية ستُرسل فرقها وأجهزتها لمخيمات النزوح في المحافظات العراقية وستضع رقابة صارمة عليها بعد ورود أنباء عن وجود حالات إستغلال وضغوط من قبل أطراف سياسية".

لا رغبة بالمشاركة

ومن جهتهم قال 3 نازحين من عائلة واحدة نزحوا من محافظة صلاح الدين ويعيشون في مخيم ليلان في محافظة كركوك إنهم "لا يرغبون المشاركة في الإنتخابات التشريعية المقبلة بسبب ما تعرضوا لهم من ظُلم ونزوح ومعاناة".

قالوا أيضاً "من ننتخب؟. هؤلاء نفسهم هم من أوصلونا لهذا الحال وبسببهم تركنا كل شيء وسكنا في المخيمات التي لا ترحمنا هي الأخرى ولا المسؤولين عنها".

نازح آخر يعيش في مخيم العلم بمحافظة صلاح الدين وهو في عقده الثالث قال للمرصد إنه لم يُحدد موقفه حتى الآن من الإنتخابات قائلا "لا أعرف ماذا أفعل أو أنتخب من، ليس لدي أي شعور تجاه ذلك".

واضاف "عشرات المسؤولين زارونا ووعدونا بإعادتنا لمنازلنا في قضاء بيجي لكن لا أحد منهم سيُنفذ وعده. طلبوا منا إنتخابهم من أجل مساعدتنا".

دعوة لضبط المرشحين

ودعا المرصد العراقي لحقوق الإنسان المفوضية العليا للإنتخابات الى ضبط المرشحين وفرض إجراءات صارمة عليهم من أجل عدم إستغلال معاناة النازحين في دعاياتهم الإنتخابية وأن لا تُمارس الضغوط عليهم من أجل الإنتخاب .

وطالب أيضاً "اللجان الرقابية التي ستشرف على الإنتخابات بعدم السماح للمرشحين أو مراقبي الكيانات السياسية بترغيب أو ترهيب النازحين في يوم التصويت بغية تغيير قناعاتهم في إختيار من يُريديون".

ولا يزال حوالي مليوني نازح في العراق وفقًا لمفوضية الانتخابات التي تشير إلى أنه من بين 8000 آلاف مكتب انتخاب سيفرز 166 مكتبًا منها إلى 70 مخيمًا موزعة على ثمان من أصل 18 محافظة في العراق حيث سيتمكن ما مجموعه 285564  نازحًا من التصويت لكن قلة قليلة أبدت رغبتها في المشاركة.