لندن: أعلن باحثون في جامعة ييل الاميركية انهم نجحوا في إحياء أدمغة أكثر من 100 خنزير بعد ذبحها واكتشفوا ان الخلايا كانت لم تزل سليمة. 

أُبقيت الأدمغة حية 36 ساعة فيما قال العلماء ان العملية التي يمكن ان تنجح مع جميع الفصائل الأخرى، تفتح طريقاً جديداً لدراسة اعضاء الجسم السليمة منفردة في المختبر. 

ولكن أخطر ما قاله العلماء هو ان بالامكان إعادة الوعي الى الدماغ الذي يبعثون فيه الحياة من جديد، وان هذه التجارب تمهد لامكانية إبقاء أدمغة بشرية حية خارج الجسم. 

وحذر استاذ الأخلاق والفلسفة في جامعة نوتنغهام ترينت البريطانية البروفيسور بنجيامي كرتس من أن هذا يمكن أن يؤدي الى "جهنم حية" تعذب البشر خلال حياتهم في هذا العالم. 

وقال البروفيسور كرتس انه حتى إذا أُبقي دماغ الانسان واعياً بعد موت الجسم سيكون عليه ان يقضي مستقبله المنظور دماغاً في حوض، بحيث يكون صاحبه حبيس عقله دون ان يستطيع استخدام الحواس التي تتيح له التعايش والتفاعل مع العالم. واضاف كرتس "أن سيناريو أفضل الاحتمالات هو انك ستقضي حياتك من دون رفيق سوى افكارك وحدها". 

واشار الأكاديمي البريطاني الى انه حتى بوجود جسم عامل فان الخلود سيكون وجوداً مملا، ومن دون أي اتصال بالواقع الخارجي وان ذلك قد يكون "جهنم حية". واضاف ان انتهاء الانسان الى دماغ حي لكنه منفصل عن الجسم "قد يكون مصيراً اسوأ حتى من الموت". 

اوضح العلماء خلال اجتماع عقدته وكالة معاهد الصحة الوطنية التابعة لوزارة الصحة الاميركية انهم أعادوا الحياة الى خلايا "ميتة" في أدمغة الخنازير باستخدام منظومة من المضخات والمدافئ وأكياس من الدم الاصطناعي بدرجة حرارة الجسم. 

وقال عالم الأعصاب البروفيسور نيناد سيستان في الاجتماع الذي حضره مسؤولو الوكالة وباحثون متخصصون بالأخلاق ان هذه الطريقة يمكن أن تنجح مع أي من الفصائل الأخرى بما في ذلك رئيسيات مثل البشر. 

واعرب الباحثون عن الأمل ببناء أطلس شامل للروابط بين خلايا الدماغ البشري. وقال البروفيسور سيستان ان بالامكان إبقاء الدماغ حياً الى أجل غير مسمى ويمكن اتخاذ خطوات لإعادة الوعي اليه. وحذر من أن احداً يمكن ان يأخذ التكنولوجيا ويطورها في محاولة لإعادة كائن بشري. 

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الديلي تلغراف". الأصل منشور على الرابط التالي:

https://www.telegraph.co.uk/science/2018/05/06/yale-experiment-reanimate-dead-brains-promises-living-humans/