حث وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على عدم الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، قائلا: "في هذا المنعطف الدقيق من الخطأ أن تذهب بعيدا".

ويزور جونسون واشنطن حاليا، بهدف إقناع الرئيس الأمريكي بالبقاء جزءا من الاتفاق الدولي.

وتضمن الاتفاق موافقة إيران على كبح أنشطتها النووية، مقابل تخفيف العقوبات الغربية التي كانت مفروضة على اقتصادها.

وأمام بريطانيا وحلفائها الغربيين مهلة، حتى الثاني عشر من مايو/ أيار الجاري، لإقناع ترامب بالإبقاء على الاتفاق.

وانتقد ترامب الاتفاق مرارا، واصفا إياه بأنه "سخيف".

وتعمل بريطانيا وفرنسا وألمانيا خلف الكواليس منذ أسابيع، من أجل الحفاظ على الاتفاق، الذي تم التوصل إليه في عهد إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، ووقع عليه أيضا كل من روسيا والصين.

"لا تكسر القيود"

وكتب جونسون، في مقال بصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، محذرا من أن "إيران وحدها التي ستكسب" من التخلص من القيود على برنامجها النووي.

وأضاف: "الاتفاق به نقاط ضعف بالتأكيد، لكني مقتنع بأنه يمكن علاجها".

وقال جونسون إن الاتفاق وضع قيودا على برنامج إيران النووي، وإن "هذه القيود مفعلة، ولا أرى أية مزايا محتملة للتخلص منها".

وتابع: "النهج الأكثر حكمة هو تشديد هذه القيود، وليس كسرها".

حسن روحاني
AFP
توعد روحاني واشنطن بـ"ندم تاريخي" إذا انسحبت من الاتفاق النووي مع بلاده

وخلال زيارته لواشنطن، سيلتقي جونسون مع مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي، ومستشار الأمن القومي جون بولتون، وعددا من أعضاء لجنة السياسة الخارجية بالكونغرس الأمريكي.

ولن يلتقي جونسون مع ترامب خلال الزيارة، لكن من المتوقع أن يظهر ضيفا على برنامج "فوكس آند فريندز" الإخباري الصباحي، الذي يشاهده الرئيس ترامب بشغف.

وخلال الأسابيع الأخيرة، حاولت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الضغط على ترامب، من أجل إثنائه عن الانسحاب من الاتفاق النووي.

كما حذرته الأمم المتحدة من الانسحاب أيضا.

لكن ترامب هدد بالانسحاب من الاتفاق، ما لم يوافق الموقعون على "إصلاح الأخطاء الكارثية في الاتفاق". ويعتقد ترامب أن شروط الاتفاق متساهلة للغاية.

وفي اتصال هاتفي مع رئيسة الوزراء البريطانية، تريزا ماي، السبت "أكد ترامب التزامه بضمان عدم امتلاك إيران أسلحة نووية".

وحذر الرئيس الإيراني، حسن روحاني، من جانبه الولايات المتحدة من أنها ستواجه "ندما تاريخيا"، إذا انسحبت من الاتفاق.

وتأتي محادثات بوريس جونسون مع المسؤولين الأمريكيين، بعد أن كشفت إسرائيل عن "ملفات نووية سرية"، متهمة إيران بتنفيذ برنامج سري للتسلح النووي، قيل إنه جرى تجميده منذ 15 عاما.

من جانبها، اتهمت إيران رئيس الوزراء الإسرائيلي بالكذب. وقال وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، إن الوثائق التي عرضتها إسرائيل هي نسخة محرفة من اتهامات قديمة، جرى التعامل معها من جانب الوكالة الدولية للطاقة النووية.

وقال السفير البريطاني لدى واشنطن، السير كيم داروتش، إن الاتفاق النووي "جيد"، لكن هناك جهودا مستمرة، من أجل "إيجاد بعض اللغة، وإنتاج بعض التحركات، التي تلبي مخاوف الرئيس ترامب".

وقال السفير داروتش: "اعتقد أننا نحرز تقدما. لم نصل بعد. لا يزال أمامنا أيام قلائل، لنرى ما إذا كنا نستطيع أن نجد مخرجا".

وأضاف أن بريطانيا وشركائها الأوربيين يبحثون أيضا في كيفية نجاح اتفاق، حتى بدون الولايات المتحدة.