لندن: يواجه علم الفيزياء أزمة ذات أبعاد فلكية بعد أن اكتشف العلماء ان الكون يتمدد بسرعة تزيد 9 في المئة على حساباتهم السابقة. 

وتأتي الحسابات الجديدة لمعدل تمدد الكون المعروف باسم ثابت هابل من مرصد "غايا" الفضائي التابع لوكالة الفضاء الاوروبية التي اطلقته في مهمة فريدة من نوعها هي إجراء أوسع مسح ثلاثي الأبعاد لمجرة درب التبانة. 

ولكن الحسابات الجديدة لمعدل تمدد الكون تتعارض بشكل صارخ مع ثابت هابل الذي يستند الى رصد الضوء القديم الذي انبعث بعد فترة قصيرة على الانفجار الكبير. ويعني هذا باختصار ان الكون يتمدد بسرعة أكبر مما ينبغي.

إشكالية فيزيائية

وتترتب على هذا الفارق إشكالية فيزيائية لأن ثابت هابل يعتبر بين العلماء أهم رقم في علم دراسة الكون. 

وقال البروفيسور آدم ريس من معهد علم التكلسوب الفضائي في بالتيمور بولاية ماريلاند الاميركية الذي قاد الحسابات الجديدة ان حقيقة تمدد الكون من أقوى الطرق لتحديد تكوينه وعمره ومصيره "وان ثابت هابل يحدد مقدار ذلك كله في عدد". 

وكلما يكون النجم بعيداً أو المجرة بعيدة في الكون المتمدد كان تلاشيه أو تلاشيها أسرع. ويحسب ثابت هابل الذي اقترحه ادوين هابل في عشرينات القرن الماضي سرعة هذا التلاشي. 

وكانت جائزة نوبل للفيزياء عام 2011 مُنحت الى ريس بالاشتراك مع عالمين آخرين لتقديمهم أدلة على ان الكون يتمدد بوتيرة متسارعة وهو عضو فريق يعمل على تطوير طرق فائقة الدقة لحساب هذه المسافات. 

وتقدر البيانات الجديدة من المرصد الفضائي غايا ان ثابت هابل يبلغ 73 أي ان المجرات تبتعد عنا بسرعة تزيد 73 كلم في الثانية لكل ميغابارثانية اضافية من المسافة بيننا وبينها (الميغابارثانية تساوي نحو 3.3 سنة ضوئية). 

ولكن حسابات منفصلة لثابت هابل على اساس الاشعاع القديم للخلفية الميكروية الكونية تتيح للعلماء أن يقيسوا سرعة تمدد الكون بعد 300 الف سنة على الانفجار الكبير. 

وأوضح الدكتور ريس "ان الخلفية الميكروية الكونية هي أبعد ضوء عنا نستطيع رؤيته وان هذا الضوء ينطلق في الفضاء منذ 13.7 مليار سنة ويقول لنا بأي سرعة يتمدد الكون حين كان رضيعاً". 

أزمة في علم الكون

ويستخدم العلماء المعادل الكوني لنمو طفل للتنبؤ بسرعة تمدد الكون اليوم. ويكون ثابت هابل بهذه الطريقة 67. وكان العلماء يأملون بأن يتقلص الفارق مع ازدياد حساباتهم دقة ولكن الفارق اتسع بدلا من أن يتقلص والحسابات الجديدة تقدر احتمالات تقلص الفارق بنسبة 1 الى 7000. 

وقال ريس انه "إذا استمر هذا فاننا ربما نتعامل مع ما نسميه فيزياء جديدة للكون". 

وفيما يستمر النقاش حول أسباب هذا الفارق قال علماء ان الأزمة في علم الكون كما سماها مؤتمر الجمعية الفيزيائية الاميركية الأخير، يمكن أن تُحل بحسابات جديدة لثابت هابل تستند الى رصد موجات الجاذبية. ويأمل العلماء بالتوصل الى هذا الحل في غضون السنوات الخمس المقبلة. 

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الغارديان". الأصل منشور على الرابط التالي:

https://www.theguardian.com/science/2018/may/10/the-answer-to-life-the-universe-and-everything-might-be-73-or-67