دعا العبادي القوات الأمنية إلى ضبط الأمن في مدينة كركوك الشمالية ومحافظات إقليم كردستان الثلاث على ضوء الاضطرابات التي شهدتها إثر اتهامات للحزبين الكرديين الحاكمين بالتلاعب في نتائج الانتخابات التي جرت أمس وتزويرها.

إيلاف: أصدر رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة العراقية حيدر العبادي أوامره إلى القوات الأمنية في كركوك ومحافظات الإقليم الثلاث، أربيل والسليمانية ودهوك، بضبط الأمن والتزام الحيادية في تعاملها مع ملف الانتخابات. ودعا المفوضية العليا المستقلة للانتخابات إلى اتخاذ الإجراءات السريعة بفحص الصناديق والأجهزة المطعون بها وإعلان النتائج على الرأي العام من أجل ضمان سلامة الانتخابات، كما قال مكتبه الإعلامي في بيان صحافي فجر الأحد تابعته "إيلاف".

وشهدت مدينة السليمانية في إقليم كردستان الليلة الماضية اضطرابات أمنية وهجومات على مقار أحزاب معارضة، كما جرى في كركوك محاصرة مبنى مفوضية الانتخابات احتجاجًا على عمليات تزوير قام بها الحزبان الكرديان الرئيسان الحاكمان في الإقليم.&

وأعلنت أربعة أحزاب في إقليم كردستان عدم اعترافها بالانتخابات النيابية، مطالبة بإعادتها في الإقليم والمناطق المتنازع عليها. وأكدت الأحزاب الكردية الأربعة المعارضة، وهي حركة التغيير والتحالف من أجل الديمقراطية والعدالة والجماعة الإسلامية والاتحاد الإسلامي، في بيان مشترك، أعلنت رفضها "لمجمل عملية الانتخابات لمجلس النواب العراقي وأكدت أنها لا تعترف بها".. مشددة على ضرورة إعادة الانتخابات، بسبب ما قالت إنها عمليات تزوير شابت الاقتراع في الإقليم.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأحزاب هي الأكبر في إقليم كردستان بعد الحزبين الرئيسيين هناك، وهما الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الإقليم مسعود بارزاني، وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة كوسرت رسول، الذي اختير لقيادة الحزب أخيرًا، بعد رحيل زعيمه السابق الرئيس العراقي السابق جلال طالباني.&

من جهته اتهم عضو برلمان إقليم كردستان عن حركة التغيير علي حمة صالح، الحزبين الديمقراطي والاتحاد الوطني بخرق النظام الإلكتروني الانتخابي في أربيل، مؤكدًا وجود وثائق تثبت تلك الاتهامات.

محتجون يحاصرون مبنى مفوضية الانتخابات في كركوك
وشهدت محافظة كركوك اضطرابات حاصر فيها محتجون مبنى مفوضية الانتخابات، ما دفع السلطات إلى فرض حظر للتجوال في المدينة.

وقررت اللجنة الأمنية في محافظة كركوك فرض حظر للتجوال في عموم مدينة كركوك من منتصف الليل وحتى السادسة من صباح اليوم الأحد، وذلك خلال اجتماع طارئ للجنة الأمنية في المحافظة برئاسة المحافظ راكان سعيد الجبوري، حيث تم اتخاذ هذا القرار إثر تظاهرات احتجاج شهدتها المدينة على خلفية تلاعب بالأجهزة الالكترونية من قبل حزبي الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني.

وأكد الجبوري في مؤتمر صحافي حدوث خلل في عملية الاقتراع العام في المحافظة، وطالب بإجراء العد والفرز يدويًا في بغداد قائلًا إنه من الضروري "نقل صناديق الاقتراع إلى المركز الوطني في بغداد، والاعتماد عليه في العد والفرز اليدوي، بما يضمن حقوق جميع المصوّتين في كركوك". وأضاف إن هناك حراكًا شعبيًا ضد نتائج الانتخابات، بعدما تبيّن وجود خلل في البرمجة الإلكترونية.

وأكد مصدر أمني في كركوك محاصرة مركز المصلى التابع لمفوضية الانتخابات في المدينة من قبل التركمان وقائمة الفتح على خلفية غياب نتائج تصويت العرب والتركمان من المركز وتفوق الأحزاب الكردية، برغم أن 90% من الناخبين المشاركين في الانتخابات وفقًا لشهود عيان هم من المكونين العربي والتركماني، وسط اتهامات لعناصر المفوضية داخل المركز بالتزوير، موضحًا أن غالبية المشرفين على مراكز الاقتراع في كركوك هي من الأكراد.

من جهتها حذرت الجبهة التركمانية أمس من إشعال الوضع في كركوك في حال رفض اعتماد الفرز اليدوي، داعية مجلس المفوضين إلى إصدار قراره بالحفاظ على النظام العام. وقال رئيس الجبهة التركمانية أرشد الصالحي &في بيان إن "رفض اعتماد الفرز اليدوي في نتائج انتخابات كركوك سيشعل الوضع الأمني"، مطالبًا بـ"اعتماد الفرز اليدوي داخل كركوك بدلًا من الإلكتروني". وأشار الصالحي إلى أن "ما حصل في نتائج العد والفرز في ثانوية الحويجة أوضح مثال على وجود تلاعب في أجهزة التصويت".

وأكد الصالحي أن الأحزاب السياسية العربية والتركمانية منحت مفوضية الانتخابات في بغداد "مهلة 24 ساعة" للبدء بالعد والفرز اليدوي لكشف النتائج "الحقيقية" للانتخابات. وقال إن "الرئاسات الثلات تدخلت، واستجابت للشكاوى المقدمة من الكتل السياسية والقوائم الانتخابية في محافظة كركوك حول نتائج الانتخابات".. موضحًا أن "المفوضية سترسل لجنة تقصي الحقائق تصل إلى كركوك".

وأشار الصالحي إلى أن الكتل السياسية في كركوك تمهل مجلس المفوضية 24 ساعة لاستصدار قرار للبدء بالعد والفرز اليدوي لكشف النتائج الحقيقية للانتخابات.&

صدامات في السليمانية
وفي مدينة السليمانية قال النائب عن كتلة التغيير الكردية المعارضة هوشيار ‏عبدالله إن قوة من الاتحاد الوطني الكردستاني هاجمت المقر العام لحركة التغيير في ‏المدينة.‏&
&&
وأشار في مؤتمر صحافي إلى أن قوة مسلحة بقيادة أحد المتنفذين في الاتحاد الوطني ‏الكردستاني قامت بشن هجوم على المقر العام لحركة التغيير في "تلة زركتة" وأمطرته ‏بوابل من الرصاص الحي. وأوضح أن هذا الاعتداء السافر حصل بعدما فضح الحركة للتزوير الذي قام ‏به الاتحاد الوطني وتلاعبه بأصوات الناخبين خلال العد والفرز الالكتروني.

وطالب عبدالله مفوضية الانتخابات باللجوء إلى العد والفرز اليدوي في إقليم كردستان، متهمًا الحزبين الحاكمين في الإقليم الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني بالقيام بتلاعب خطير بأصوات الناخبين.

وأضاف "عندما فتحت مجموعة من الصناديق في محافظة السليمانية على سبيل المثال كان هناك تقدم لحركة التغيير، ولكن نتيجة العد والفرز الإلكتروني حصل العكس، وتقدم الاتحاد الوطني".

وأشار مصدر من داخل السليمانية أيضًا إلى أنه وبالتزامن مع هجوم قوة مسلحة من الاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة قائد مكافحة الإرهاب في السليمانية لاهور شيخ جنكي على مقر حركة التغيير الرئيس في المدينة تعرّض مقر التحالف من أجل الديمقراطية بزعامة برهم صالح إلى هجوم أسفر عن الاستيلاء على قناة تلفزة خندان المملوكة للتحالف، كما قالت وسائل إعلام محلية.

جاء هذا التصعيد، عقب الإعلان عن نتائج أولية للانتخابات البرلمانية في بعض مراكز الاقتراع في مدينة السليمانية بإقليم كوردستان، والتي لاقت تشكيكًا من قبل معظم الأحزاب الكردية.

ويُتهم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني في السليمانية من قبل معظم الأحزاب والأطراف السياسية الكردستانية بالتزوير والتلاعب بنتائج الانتخابات في المدينة.

إثر ذلك دعا رئيس وزراء إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني إلى وقف فوري لإطلاق النار على مقار الأحزاب في السليمانية ومراعاة الأمن والاستقرار لأهالي المدينة.

وقال في بيان "نأسف كثيرًا لتدهور الوضع الأمني في مدينة السليمانية، ونطالب بوقف فوري لإطلاق النار على مقار الأحزاب في السليمانية، وتولي القوات الأمنية مسؤولياتها، وحماية مقار ومراكز الأطراف في المدينة".

وطالب الجميع بالتزام الهدوء واتباع السبل القانونية لتقديم شكاويها إلى المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، بخصوص أية شكوك تتعلق بنتائج الانتخابات ومراعاة الأمن والاستقرار الاجتماعيين لأهالي السليمانية.

وكان العراق شهد أمس انتخابات برلمانية عامة في أول انتخابات بعد تحرير أراضيه من سيطرة تنظيم داعش، وهي الرابعة منذ سقوط النظام السابق عام 2003.