رغم ترشح 86 سيدة إلى مجلس النواب اللبناني، فقد وصلت 6 سيدات فقط، بينهن عائدتان و4 وجوه جديدة، فما الذي يجب العمل عليه من أجل إيصال سيدات لبنان أكثر إلى مراكز القرار؟.

إيلاف من بيروت: في دورة 2018 دخلت ست نساء إلى البرلمان اللبناني، وهن يشكلن نحو 5% من عدد النواب الـ128، تنتمي خمس منهن إلى أحزاب سياسيّة، فيما نجحت امرأة واحدة مستقلة كانت ترشحت على لوائح المجتمع المدني.

وقد عادت إلى البرلمان ستريدا جعجع وبهية الحريري مع أربعة وجوه جديدة، وهن ديما جمالي النائب المنتخب عن مدينة طرابلس (تيار المستقبل) ورولا جارودي أيضًا من تيار المستقبل. أما الوجه النسائي الخامس فهو الوزيرة عناية عز الدين، التي نجحت عن أحد المقاعد الشيعية في الجنوب على لوائح حركة أمل التي تنتمي إليها، وبذلك تصبح عز الدين أول امرأة شيعيّة تدخل البرلمان اللبناني بعد أربعين عامًا من دخولها المكتب السياسي لحركة أمل، وبعد عام ونصف عام من تعيينها وزيرة في الحكومة الحالية حيث تسلمت حقيبة الشؤون الإدارية.

تبقى المستقلة الوحيدة هي بولا يعقوبيان التي ترشحت مع تحالف "كلنا وطني" في دائرة بيروت الأولى. فهل يكفي وصول 6 نساء إلى البرلمان اللبناني بعد ترشح 86 سيدة؟. 

تؤكد الوزيرة السابقة منى عفيش في حديثها لـ"إيلاف" أن العدد لا يزال ضئيلًا جدًا مقارنة بالبلدان المجاورة، ويجب معرفة الأسباب التي حالت دون وصول المرأة إلى مركز القرار، هل يعود ذلك إلى عدم التوعية الصحيحة، أو القانون الانتخابي الذي لم يلحظ الكوتا النسائية، هناك أمور كثيرة يجب العمل عليها في المستقبل لإيصال عدد أكبر من النساء إلى البرلمان اللبناني.

الكوتا النسائية
ما مدى أهمية اعتماد الكوتا النسائية في الانتخابات النيابية من أجل حث النساء على الوصول أكثر إلى مراكز القرار؟، تجيب عفيش أن الكوتا النسائية بحد ذاتها يجب أن تعتمد وفقًا لإعلان بكين بنسبة لا تقل عن 30%، هذا مهم جدًا للمرأة، والكوتا ليست فقط في الترشح، بل في حجز مقاعد مخصصة لها في البرلمان اللبناني، الكوتا قد توصل نساء، وتشكل لهن حافزًا للوصول أكثر، وهي تؤمّن المقاعد الثابتة لهن، على أن تكون الكوتا موقتة، بعدها تعي الأحزاب أهمية وجود المرأة في البرلمان اللبناني، ويعتاد الجميع على فكرة وجود النساء في مجلس النواب اللبناني.

قضايا النساء
كيف يجب أن تعمل السيدات المنتخبات من أجل دعم أكبر لقضايا النساء في لبنان؟. تجيب عفيش أن هناك قوانين ومشاريع قوانين كثيرة تتعلق بنساء لبنان في مجلس النواب اللبناني، ونتمنى على السيدات المنتخبات أن يعتمدن المشاريع وأن يضعن المجتمع النسائي بفحوى عملهن المستقبلي، وسندعم وصول المرأة من خلال مشاريع كثيرة في مجلس النواب، من خلال مشاريع القوانين التي تتعلق بالعنف ضد المرأة، وجنسية الأولاد للمرأة المتزوجة بأجنبي، وتحسين القانون الانتخابي لكي يعتمد النسبية على أصولها.

الذهنية الذكورية
كيف العمل أكثر في لبنان لتغيير الذهنية الذكورية السائدة والمجيء بعدد أكبر من النساء في مجلس النواب اللبناني؟. تؤكد عفيش أن الكوتا النسائية تؤكد مكانة المرأة، والرجل يعرف أن المرأة العاملة خارج القرار السياسي برعت في مجالات عدة.. في النقابات والقضاء والمصارف والمراكز الأمنية.

يجب أن يعتاد الرجل على أن المرأة إلى جانبه وتشاركه كل الأعمال كمواطنة. ويجب تعديل القوانين المتعلقة بالعنف ضد المرأة حتى لا ينظر الرجل إلى المرأة نظرة دونية.

وردًا على سؤال كوزيرة سابقة وناشطة في حقوق المرأة كيف تتوجهين إلى النساء لحثهن أكثر على العمل السياسي؟، تجيب عفيش "على المرأة عدم التخاذل، حتى لو لم تحصد مقاعد نيابية كثيرة، فقد برهنت المرأة أنها جديرة بالوصول إلى مراكز القرار، وعلى الأحزاب أن تدعم السيدات الجديرات بالوصول إلى مراكز القرار، والمرأة يجب ألا تتخاذل، وأن تستمر في نشاطها من أجل الوصول إلى الغايات المنشودة.