القدس: يشكل نقل السفارة الاميركية من تل ابيب الى القدس الاثنين الحدث الابرز في اسرائيل، لكنه لن يكون الاول ولا الاخير، بل سيليه نقل سفارات اخرى.

يتزامن نقل السفارة مع الذكرى السبعين "لقيام دولة اسرائيل" وتهجير أكثر من 760 ألف فلسطيني في حرب 1948. وفي البداية، ستكون السفارة في مبنى القنصلية الاميركية في القدس، الى حين تخطيط وبناء موقع دائم للسفارة، بحسب وزارة الخارجية الاميركية.

في الماضي كان هناك عدد من السفارات في القدس، وخاصة لدول افريقية ودول من اميركا اللاتينية. وبعد حرب السادس من اكتوبر عام 1973 قطعت ساحل العاج وزائير (جمهورية الكونغو الديموقراطية حاليا) وكينيا الروابط الدبلوماسية مع اسرائيل واغلقت ابواب سفاراتها في القدس، ثم قامت باعادة العلاقات لاحقا لكنها نقلت سفاراتها الى تل ابيب.

وسنت اسرائيل في عام 1980 قانونا ضمت فيه القدس الشرقية، واعلنتها عاصمتها "الابدية الموحدة" في خطوة لا يعترف بها المجتمع الدولي ولا منظمة الأمم المتحدة. وتعترف الامم المتحدة بالقدس الشرقية كارض محتلة تخضع لبنود معاهدة جنيف الرابعة، وترفض بذلك الاعتراف "السيادة الاسرائيلية" عليها.

واعلن مجلس الامن التابع للأمم المتحدة ان هذا التحرك غير قانوني، واتخذ قرارا يدعو "تلك الدول التي انشات بعثات دبلوماسية في القدس لسحب مثل هذه البعثات". وامتثلت دول عدة لقرار مجلس الامن منها هولندا وهايتي ودول عدة من اميركا اللاتينية .

عادت كوستاريكا والسلفادور الى القدس عام 1984، ولكنهما نقلتا مقارهما مرة اخرى الى تل ابيب عام 2006. وكان ترمب أعلن في السادس من ديسمبر اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقل سفارتها اليها، في قرار لقي ترحيبا اسرائيليا وادانة دولية.

اوقات اكثر ظلمة
حذا البعض حذو ترمب واعلنت غواتيمالا عن نقل سفارتها. وقال الرئيس الغواتيمالي جيمي موراليس ان سفارة بلاده ستنتقل الى القدس في 16 مايو . وقالت وزارة الخارجية في باراغواي في الاسبوع الماضي انه سيتم نقل السفارة ايضا الى القدس. وأكدت وزارة الخارجية الاسرائيلية في بيان ان رئيس باراغواي هوراسيو كارتيس سيحضر حفل الافتتاح في نهاية الشهر.

وطلب الرئيس الروماني كلاوس يوهانس في 27 ابريل استقالة رئيسة الوزراء فيوريكا دانشيلا التي وافقت على نقل محتمل للسفارة الرومانية من تل ابيب الى القدس. ولو تم نقل السفارة الرومانية، ستكون رومانيا اول عضو في الاتحاد الأوروبي يقوم بذلك.

واعتبر يوهانيس ان نقل السفارة الى القدس مخالف للقانون الدولي، وعبّر عن معارضته لمسعى الحكومة، مؤكدا انه لم يتم ابلاغه مسبقا بهذا القرار.

وأعلنت وزارة الخارجية التشيكية في 25 ابريل عن اعادة فتح قنصليتها الفخرية في القدس في مايو، في حين قال الرئيس التشيكي ميلوش زيمان إنه يود أن يرى انتقال سفارة بلاده إلى القدس. ولم تعلن الحكومة سوى إعادة فتح قنصليتها الفخرية في القدس وتأسيسها مركزا ثقافيا تشيكيا. 

من جهة أخرى ذكرت وسائل الاعلام الفلسطينية ان رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي اكد للرئيس الفلسطيني محمود عباس ان بلاده لن تنقل سفارتها من تل ابيب الى القدس.

وبعيد اعلان ترمب نقل السفارة حذرت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني من ان "اعلان الرئيس ترمب حول القدس يثير قلقا شديدا. انه ياتي في اطار هش جدا ويمكن ان يعيدنا الى اوقات اكثر ظلمة من التي نعيشها الان" داعية كل الاطراف الى "التحلي بالحكمة وعدم التصعيد".

اضافت موغيريني ان "موقف الاتحاد الاوروبي واضح وموحد"، مؤكدة ان "الحل الواقعي الوحيد للنزاع بين اسرائيل وفلسطين يرتكز إلى اساس دولتين مع القدس عاصمة لدولة اسرائيل ودولة فلسطين".

وزار رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بعد ايام عدة من اعلان ترمب بروكسل مقر الاتحاد الاوروبي والتقى وزراء خارجية الدول الاعضاء الـ28 في الاتحاد على "فطور غير رسمي".

وقال لهم "اعتقد ان جميع الدول الاوروبية او معظمها ستنقل سفاراتها الى القدس مستقبلا، لكنه جوبه برد "بان دول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي لن تخطو هذه الخطوة".