بلغراد: أعلن الرئيس الصربي الكسندر فوتشيتش الإثنين ان كوسوفو لا تزال "العقبة" الرئيسية امام انضمام بلاده الى الاتحاد الأوروبي، وحض بريشتينا على تقديم تنازلات.

وقال فوتشيتش القومي الذي تحول الى مؤيد لأوروبا في مقابلة مع فرانس برس "المشكلة الكبيرة الوحيدة التي اراها كعقبة حقيقية في مسارنا الأوروبي هي قضية كوسوفو".

وصربيا التي تتطلع للانضمام الى الاتحاد الأوروبي عام 2025 في نفس الوقت مع مونتينيغرو ترفض بشكل قاطع الاعتراف باستقلال كوسوفو الذي أعلنته الاخيرة عام 2008، ولا تزال صربيا حتى الآن تعتبر هذه الدولة مقاطعتها الجنوبية.

وتسعى صربيا وكوسوفو للانضمام الى الاتحاد الاوروبي لكن بروكسل اعلنتها بوضوح ان هذا لن يحدث حتى يقوم الطرفان بتطبيع علاقاتهما عبر اتفاق ملزم قانونيا.

وقال فوتشيتش "في النهاية كل شيء يتعلق بكوسوفو"، مشيرا الى ان على اوروبا والغرب ايصال رسالة قوية الى بريشتينا بأنه "يتعين عليها تقديم بعض التنازلات ايضا". 

ووقع الطرفان اتفاقا عام 2011 بعد مفاوضات برعاية الاتحاد الاوروبي من اجل تحسين معيشة مواطنيهم قبل ان يصل الحوار بينهما الى طريق مسدود. 

وبدا فوتشيتش الحوار مع بريشتينا منذ ان كان نائبا لرئيس الوزراء عام 2012 ثم رئيسا للوزراء بعد عامين ورئيسا العام الماضي.

لكنه راى ان ألبان كوسوفو غير جاهزين لتقديم أي تنازلات.

وقال في هذا السياق "انهم يعتقدون ان الأمر حان كي تعترف صربيا بالاستقلال الكامل لكوسوفو وهذا كل شيء، وانهم ليسوا بحاجة الى القيام بأي شيء من اجل الصرب وصربيا وكل ما يتوجب عليهم هو الانتظار".

واضاف الرئيس الصربي "لست جاهزا للحديث بتعابير ملموسة لكن عليهم القيام ببعض التنازلات بكل ما لهذه الكلمة من معنى. اذا كانوا جاهزين لذلك يمكن التوصل الى شيء ما، واذا لم يكونوا فان هذا خبر سيء للجميع". 

-"صندوق باندورا"-
وكان وزير خارجية صربيا ايفيتسا داتشيتش قد اقترح سابقا مبادلة منطقة صربيا الجنوبية التي يسكنها ألبان بمنطقة شمال كوسوفو حيث يشكل الصرب غالبية، دون ان يتبنى فوتشيتش هذا الاقتراح بشكل علني. 

الا ان المجتمع الدولي اعتبر هذه الفكرة خطيرة، لكن فوتشيتش قال لفرانس برس "الشيء الأخطر هو ان يكون لدينا أزمة جامدة لأنه في يوم من الايام قد يأتي أحد ليحركها".

واضاف "اسمع الغرب يقول بأن هذا هو أسوأ الحلول لأنه سيفتح صندوق باندورا، لكن الدول الغربية فتحت هذا الصندوق قبل عشر سنوات عبر الاعتراف بكوسوفو دولة مستقلة".

وتعترف 110 دول بينها الولايات المتحدة باستقلال كوسوفو، الا ان روسيا حليفة صربيا ترفض الاعتراف بها.

والاتحاد الاوروبي منقسم حيال القضية مع رفض اسبانيا واليونان ورومانيا وسلوفاكيا وقبرص الاعتراف باستقلال كوسوفو. 

وسيلتقي الخميس في بلغاريا قادة الاتحاد الاوروبي مع نظرائهم في البلقان من اجل تعزيز العلاقات ومواجهة النفوذ الروسي المتزايد في المنطقة مع وعود بضم هذه الدول الى التكتل. 

وبدأ صبر صربيا وألبانيا والبوسنة وكوسوفو ومقدونيا ومونتينيغرو ينفد مع تجميد الاتحاد الاوروبي عمليات التوسعة قبل اربع سنوات.

وبالاضافة الى ايجاد حل لقضية كوسوفو، فان الاتحاد الأوروبي يطلب من صربيا ايضا الاصطفاف مع سياسة دوله الخارجية حتى فيما يتعلق بحليفتها روسيا.

لكن فوتشتيش الذي قال انه لن يتبع سياسة التكتل بفرض عقوبات على موسكو لا يبدو قلقا ازاء هذا الموضوع.

وقال في هذا الصدد "علينا الامتثال لسياسة الاتحاد الأوروبي قبل ان ننضم اليه، وفي أفضل السيناريوهات بالنسبة الينا فان هذا سيكون في غضون سبع سنوات، آمل ان يكون الوضع في العالم مختلفا بحلول هذا الوقت".