إيلاف من بيروت: انتخب لدورة واحدة في العام 2005، وهو المرشح الرئيسي للتيار الوطني الحر عن المقعد الماروني في دائرة زحلة لكافة الانتخابات النيابية المقبلة، كاد أن يصبح وزيرًا أكثر من مرة لكن الطلب الكبير على المقاعد المارونية الوزارية، كان دائما يحول دون ذلك في اللحظات الأخيرة. لا تربطه قرابة عائلية برئيس الجمهورية ميشال عون، لكنه رافقه في مسيرته منذ كان قائدًا للجيش، وهو ابن أسرة من منطقة زحلة اللبنانية، لها علاقاتها الإيجابية مع الجميع.

التقت "إيلاف" النائب اللبناني المنتخب سليم عون وسألته عن مجريات العملية الانتخابية في لبنان، وعن علاقات "التيار الوطني الحر" وتحالفاته المستقبلية داخل البرلمان والحكومة اللبنانيّة.

وفي ما يلي نص الحوار:

*ما هو تقييمك للعملية الانتخابية الأخيرة وما هي الخريطة السياسية الجديدة التي أفرزتها تلك الانتخابات؟

-الخريطة السياسية الجديدة التي أفرزتها الانتخابات النيابية، تبقى في أحجام التكتلات، وأظهرت تلك الانتخابات احتراما لرأي الشعب اللبناني. كنا نفضل أن تكون المشاركة أكبر رغم أن ذلك لم يكن ليغير في النتائج، ولكنه كان سيعطى قوة أكثر لصحة التمثيل في لبنان.

*هل أنت راض عن مقاعد التيار الوطني الحر في البرلمان الجديد؟

- نعم بالتأكيد، ومن يقول إن التيار الوطني الحر لم ينتصر في هذه الانتخابات فليخبرني ماذا يعني الانتصار بالنسبة له، ومع 29 نائب للتيار الوطني الحر، نكون حققنا انتصارًا كبيرًا.

*ما هو المشروع الذي تحمله اليوم في عملك ضمن البرلمان اللبناني؟

-هناك الكثير من المشاريع الانمائية لمنطقة زحلة، وقد أعلنتها في حملتي الانتخابية، ويدعمني رئيس الجمهورية ميشال عون لتحقيقها، وطموحنا إنجاز أكبر عدد ممكن من تلك المشاريع التي تعود بالمنفعة على الجميع، كما أن هناك انجازات تشمل كل البقاع.

بري

*هل سيسمي التيار الوطني الحر نبيه بري رئيسًا للمجلس النيابي؟

- لكل فرد في "التيار الوطني الحر" رأيه الخاص في هذا الشأن، وننتظر اجتماع التيار لنأخذ القرار، إذ سنلتقي لنحدّد كافة الآراء في مجمل المواضيع، خاصة وأن الموضوع يتضمن عملية متكاملة من رئاسة المجلس، ونيابة الرئاسة، واللجان ومكتب المجلس، وتشكيل الحكومة، وكلها مواضيع لا يمكن تجزئتها. سنبحثها في سلة واحدة.

*هل تعتبر أن مقاعد التيار الوطني الحر في البرلمان اللبناني أمنت للعهد القوة التي يريدها؟

-بالتأكيد، قوة الكتلة تضاف إلى كتل أخرى تؤمّن القوة للعهد، نحن مع كتل أخرى ندعم العهد، ونضع كل جهودنا في ذلك، وفي تاريخ الجمهوريات اللبنانية لم نشهد كتلة مباشرة بهذا الحجم تدعم العهد كما هو الحال اليوم.

"القوات اللبنانية"

*هل صحيح أن مقاعد القوات اللبنانية أخذت حصتها من حصص "التيار الوطني الحر" في البرلمان اللبناني؟

-قلتها سابقًا، لماذا نبحث دائمًا عن الفارق بيننا وبين "القوات اللبنانية"، لماذا لا نفكر بالجمع، فلدينا أهداف مشتركة، وجمهورنا مشترك، وما يجمعنا بهم أكثر بكثير من ما يفرقنا، وعلينا أن ننطلق من فكرة تجميع القوة، فقوتنا مجتمعة مع القوات اللبنانية تشكل ثلث المجلس النيابي، ومن هنا يجب النظر إلى هذه الجوانب، بعدما كنا على هامش الوطن والعمل السياسي سابقا، مبعدون منسيون منفيون ومقصيون ، ومضطهدون.

 وبهذا التقدم يمكن أن نجتمع لتوحيد جهودنا، مع خيارات سياسية قد لا نتفق عليها، لكن لننظر إلى كل الأمور التي تجمعنا، والقضية التي تجمعنا بالقوات اللبنانية مهمة جدًا، وما يفرقنا يبقى فقط في قضية المناصب، وبعض الخيارات السياسية التي تبقى خارجية، أما في الداخل اللبناني أرى أن النقاط التي تجمعنا بـ"القوات" كثيرة.

*بالحديث عن النقاط التي تجمعكم مع القوات اللبنانية هل سنشهد تحالفات جديدة في المجلس النيابي بين التيار الوطني الحر وفرقاء آخرين كالقوات اللبنانية مثلاً؟

-التحالفات الانتخابية قد لا تستمر بعد الانتخابات، فقد كانت ليؤمن كل فريق مكانه في البرلمان، وكل كتلة يجمعها بالآخرين مواضيع مشتركة، فقد نجتمع مع فريق في موضوع ما، ونلتقي مع فريق آخر في موضوعات مختلفة، وهذه اللعبة السياسية تبقى جيدة مع عدم وجود اصطفاف أعمى، والتحالفات تبقى على "القطعة".

الحكومة

*هل ستتأخر الحكومة اللبنانية في التشكيل برأيك؟

-ليس من المفترض أن تتأخر، ويبقى الاتكال على رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون الذي يملك القدرة والحكمة لإطلاق الحكومة.

ولدينا مصلحة أن ننطلق بسرعة، ويجب عدم المراهنة على خضوعنا من خلال حرق المراحل، لأن هذه العملية لا تنجح معنا، والتأخير يدفع ثمنه الجميع وليس العهد فقط.

من هنا نتمنى على الجميع عدم التلاعب لتحصيل مقاعد أكثر، فانطلاقة العهد مفيدة للجميع، ولندع حسن النية يتغلب على سوء النية، لأن لا أحد يستطيع أن يقف بوجه العهد أو بوجهنا.

والأمر لا يمثل تحديًا من قبلنا ، بل هو من باب لفت النظر لكي يربح الجميع.

*تعاونكم مع "تيار المستقبل" في الانتخابات النيابية هل سيترجم تعاونًا في البرلمان؟

- بالتأكيد، وطبيعي، لم يعد لدينا أي إشكال مع أي فريق، حيث لـ"التيار الوطني الحر" مروحة واسعة للتفاهمات واللقاءات، ولم يعد من المستغرب أن نتفق مع الجميع بحسب المواضيع.

وقد حققنا نقاط تلاق مع الجميع، ولم يكن لدينا مشكلة بأن نلتقي مع أحد، مشكلتنا كانت في جمع الآخرين في ما بينهم.

إسرائيل

*ماذا عن قول إسرائيل الأخير بأن الانتخابات النيابية في لبنان أبرزت أن لبنان يبقى مرادفًا لحزب الله؟

-هدف إسرائيل وأيضًا المجتمع الدولي تصفية حساباتهم مع حزب الله والقيام بلعبة داخلية في لبنان لإضعافه، وبالتالي إضعاف حزب الله برأيهم، لكنهم لن يستطيعوا.

ولبنان يداري ما يجري في المنطقة ويبتعد عنه، وهو ما لا يلائم وإسرائيل، فكل تقدم وقوة ومناعة للبنان لا يعجبها.

*مع أحداث غزة والمنطقة هل نحن مقبلون على صيف ساخن من خلال حرب متوقعة في المنطقة؟

- احتمال الحرب يبقى دائمًا متوقعًا في لبنان، ونحن في منطقة مشتعلة، وغلى الرغم من الأحداث الجارية في المنطقة لا يزال وضعنا الأمني جيدًا، وحتى لو حصلت الحرب على صعيد إقليمي نحن لا نزال محصنين، ولدينا العقل الكافي لنخرج بأقل ضرر ممكن، من خلال تحييد لبنان عن صراعات المنطقة، من خلال مواقفه الرسمي، ومواقف وكل فريق على حدة.