فشلت الجولة التاسعة لاجتماعات أستانة حول سوريا، والتي جرت على مدار يومي 14 و15 من الشهر الجاري، فشلت في الوصول إلى أي جديد لغياب الطرف الأميركي وعدم وجود نتائج حاسمة، بل وترحيل المشاكل العالقة إلى لقاء مقبل في سوتشي بين الدول الضامنة، إضافة إلى بيان ختامي يحمل بين كلماته ما قد يختلف في تفسيره حتى الأطراف الموقعة عليه. وهو ما يثير مخاوف من استمرار المأساة السورية، وتمددها إلى إدلب، كما جرى سابقًا في الغوطة الشرقية وريف حمص وحماة، بحسب مراقبين ووكالات أنباء.

إيلاف: أكدت بشكل أو بآخر على ذلك تصريحات المبعوث الروسي الخاص والوفد المعارض المشارك، حيث كان رئيس الوفد في الموتمر الصحافي وكأنه يرجح أن تكون الجولة التاسعة هي نهاية أستاتة. وقال إن المعارضة رفضت الذهاب إلى مكان آخر، وكان المقصود بذلك اجتماع سوتشي للدول الضامنة المخطط له لاحقًا على مستوى عال.

تعثر جنيف
لم يتم أي اختراق في ملف المعتقلين، رغم تسريبات ما قبل الاجتماع أفادت بأن هناك تطورًا في آلية العمل على هذا الملف. وجاء البيان الختامي لأستانة ملتبسًا وهزيلًا، وخالف التوقعات في أن يحمل نجاحًا أو تغييرًا ما.

فقد شدد على وحدة سوريا رغم تقسيمها عمليًا، وحث على تنفيذ مذكرة خفض التصعيد الموقعة في العام الماضي، بينما كان التهجير مصير منطقتين من مناطق خفض التوتر والمنطقة الثالثة في الجنوب مرتبطة بتفاهمات روسية أميركية أردنية، لتبقى منطقة واحدة مركزها إدلب، ورغم الحماية التركية لها، إلا أن مستقبل المنطقة يبقى غامضًا.

ومع اكتمال نشر نقاط المراقبة التركية الاثني عشر سيحصل فاصل بين النظام والمعارضة من دون الحاجة إلى التئام الجولة التاسعة.

وقال مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا، وكبير المفاوضين الروس في أستانة، ألكسندر لافرينتييف، إن "مباحثات جنيف حول سوريا تتعثر، ويجب البحث عن بديل للخروج من الأزمة". وأشار في وقت سابق إلى أن عملية أستانة تسير وفق تعليمات قادة الدول الثلاث الضامنة لها.

قمة متوقعة في إيران
وكان لافرنتييف قال تعليقًا على عدم مشاركة الولايات المتحدة في الجولة التاسعة من مباحثات أستانة: "كانت أميركا دائمًا تشارك في أستانة، وهذه المرة تخلت عن دعم جهودنا الدولية لإيجاد الحل في سوريا، لذا نعرب عن حزننا، حيث نحاول إيجاد وسائل متعددة لإيجاد الحل، عبر التفاوض والحوار المفتوح".

ولفت إلى أن "كانت هناك قمة في سوتشي، وقمة في أنقرة، ويتم النظر في قمة في إيران". مؤكدًا "جدوى صيغة أستانة لزرع الاستقرار لا أحد يشك فيها، عدا الولايات المتحدة وحلفائها".

وقال "إن الأولويات الحالية في أستانة هي التحول إلى بحث الحل السياسي، ملامحه إعلان موعد جديد في يوليو المقبل لجولة جديدة ليست في أستانة، بل في سوتشي". وكانت الخارجية الكازخية، أكدت إبلاغ الولايات المتحدة الأميركية، بانسحابها من مفاوضات أستانة.

لا مكان آخر لنا
بينما قال أحمد طعمة رئيس وفد المعارضة العسكرية إلى أستانة: "قلنا للروس إذا أردتم أن تكونوا شركاء في الحل، يجب أن تسيروا بطريقة مختلفة، وأن تبذلوا جهودًا أكبر لإقناع الشعب أنكم تحبون السلام"، كما أعلن رفض المعارضة المشاركة في أي اجتماع في مكان آخر غير أستانة.

وقال في مؤتمر صحافي: "الدول الضامنة يمكن أن تذهب، نحن مكاننا أستانة، ولن نذهب إلى مكان آخر"، ويقصد مدينة سوتشي الروسية التي تستضيف الاجتماع المقبل.

وشهد المؤتمر الصحافي اتهامات من المعارضة لروسيا بإقدامها على ارتكاب "جرائم بحق الشعب السوري"، إضافة إلى عرض خرائط تظهر تورط النظام السوري مع تنظيم الدولة في بعض المناطق.