أقر مجلس الشيوخ الأمريكي تعيين أول امرأة في منصب رئيس وكالة المخابرات المركزية (سي اي ايه)، وذلك بالرغم من دورها في برنامج الاستجواب الذي أعقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول في عام 2001.

وصوّت 54 عضوا لصالح إقرار تعيين جينا هاسبل مقابل معارضة 45، وذلك بعد شقاق حزبي بشأن استخدام السي اي ايه أساليب الاستجواب في عهد الرئيس السابق جورج بوش، والتي كان منها الإيهام بالغرق.

وأشرفت هاسبل (61 عاما)، المسؤولة المخضرمة بوكالة المخابرات، على ما يُعرف باسم "الموقع الأسود" في تايلاند في أعقاب هجمات سبتمبر/ أيلول 2001.

ويأتي تعيينها بعد انتقال رئيس الوكالة السابق مايك بومبيو لشغل منصب وزير الخارجية الأمريكي.

وفي وقت سابق، أعلن عضو مجلس الشيوخ الجمهوري جون ماكين - الذي تعرض للتعذيب خلال سجنه لأكثر من خمس سنوات أثناء الحرب الفيتنامية - معارضته لترشيح الرئيس، دونالد ترامب، هاسبل لشغل المنصب.

وفي الوقت نفسه، تجاوز ستة أعضاء بالمجلس عن الحزب الديمقراطي خطوط حزبهم بالتصويت لصالح إقرار تعيين هاسبل.

ومن هؤلاء مارك وورنر العضو عن ولاية فرجينيا، والذي قال إن هاسبل قالت له إنه ما كان على الوكالة إحياء العمل بأساليب الاستجواب تلك.

وتعهدت هاسبل بعدم استخدام مثل هذه الأساليب مرة أخرى حتى لو طلب الرئيس ذلك.

وصوّت عضوان عن الحزب الجمهوري ضد تعيين هاسبل، وهو ما يعني أنها ما كانت ستحظى بالمنصب بدون دعم الديمقراطيين.

وأمضت هاسبل، التي عملت في السي اي ايه طيلة 33 عاما، معظم مسيرتها المهنية كعميلة سرية.

وفي عام 2002، اختارتها الوكالة لإدارة "موقع أسود" في تايلاند شهد استخدام أساليب استجواب اعتبرها تقرير لمجلس الشيوخ بمثابة تعذيب.

وتعرض 119 شخصا على الأقل للتعذيب من قبل الولايات المتحدة بعد هجمات سبتمبر/ أيلول 2001 التي استهدفت مركز التجارة العالمي ومقر وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون)، بحسب تقرير لمجلس الشيوخ صدر في عام 2014.

وتقول جماعات ناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان إن هاسبل تركت تايلاند للإشراف على ممارسات تعذيب أمريكية أخرى، لكن من غير الواضح طبيعة الدور الذي لعبته، حيث أن السي اي ايه أدرجت عملها في إطار السرية.

وفي السابق، دعا ترامب إلى استئناف السلطات الأمريكية الإيهام بالغرق في استجواب المشتبه في صلتهم بالإرهاب.