لندن: ما يشترك به الإنسان والحلزون أكثر مما يبدو في الظاهر. على سبيل المثال، الخلايا العصبية في الحلزونيات البحرية تنقل الإشارات الكهربائية كما تنقلها الخلايا العصبية في دماغ الإنسان. 

من هنا، تأتي أهمية الإنجاز الذي حققه باحثون في جامعة كاليفورنيا في لوس انجليس بنقل ذكريات بين حلزونيات بحرية. وتكمن الأهمية في أن هذا الإنجاز ربما يمهد الطريق أمام عمليات مماثلة في البشر. 

تذكرت

أوضح الباحثون في دراستهم أنهم دربوا حلزونيات في مجموعة على الاستجابة لمحفز هو في هذه الحالة صدمة توجَّه إلى الذنب من دون أن تؤدي الحلزون. وأطلقت الصدمة ردة فعل انعكاسيًا دفاعيًا كما يفعل الإنسان حين يسحب يده بسرعة من موقد ساخن. 

في البداية، كانت الحلزونيات تتكور على نفسها لثوان. ومن خلال توجيه صدمات متكررة دربها الباحثون على التكور فترة أطول وصلت إلى زهاء 50 ثانية. 

الخطوة التالية كانت أخذ بعض الحمض النووي الريبوزي من النسيج العصبي للحلزونيات المدربة وحقنه في رقاب الحلزونيات غير المدربة للوصول إلى دورتها الدموية. وعندما تعرضت الحلزونيات التي لم تُحقن بالحمض النووي الريبوزي إلى صدمات فإنها لم تتكور إلا لبضع ثوانٍ، كما تفعل جميع الحلزونيات غير المدربة. 

لكن ردة فعل الحلزونيات المحقونة بالحمض النووي الريبوزي المأخوذ من حلزونيات مدربة الانعكاسي على الصدمة تكورها 40 ثانية وكأنها تذكرت كيف تستجيب للمحفز على الرغم من انها لم تصادفه من قبل. كما جرب الباحثون الطرائق نفسها على خلايا عصبية لحلزونيات في المختبر. 

أنواع مختلفة

يعتقد بعض الباحثين أن الذكريات تُخزن في نقاط التشابك بين الخلايا العصبية، ويرى بعض آخر أن الذكريات تُحفظ في نويات الخلايا العصبية. قال الباحث ديفيد غلانزمان الذي أعد الدراسة لبي بي سي إنه لو كانت الذكريات تُحفظ في نقاط التشابك العصبي لما نجحت التجربة. 

لعلاج الأمراض المرتبطة بالذاكرة في البشر يجب أن نعرف كيف تُحفظ الذكريات في الدماغ أولًا. يقول فريق الباحثين في جامعة كاليفورنيا إن دراستهم ربما تتيح في المستقبل "تعديل الذكريات أو تعزيزها أو إخمادها". يمكن أن يؤدي هذا إلى طرائق جديدة تمكن الأشخاص المصابين بمرض ألزهايمر في مرحلته المبكرة من استعادة بعض ما فقدوه من ذاكرتهم، أو إيجاد علاجات جديدة لاضطراب ما بعد الصدمة. 

لكن، يجب أن نتذكر أن هذه حلزونيات بحرية، وأن نتائج الدراسة لا تنهي الجدل حول المكان الذي تُحفظ فيه الذكريات، وهي لا تعني أننا نستطيع أن نخزن ذكريات تفصيلية في رؤوس البشر. 

هناك أنواع عديدة من الحمض النووي الريبوزي، ويعتزم فريق الباحثين إجراء مزيد من الدراسات لتحديد الأنواع التي تؤثر مباشرة في الذاكرة. 

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن موقع "فيوتشريزم". الأصل منشور على الرابط:

https://futurism.com/memory-snail-human-brain/