أسامة مهدي: عقد سفراء دول الجوار العراقي، تركيا وسوريا والسعودية والاردن والكويت، فيما تغيب السفير الايراني، اجتماعا في مدينة النجف مساء اليوم مع زعيم التيار الصدري رئيس تحالف سائرون الفائز في الانتخابات العراقية وبحثوا معه تطورات الوضع العراقي ومرحلة مابعد الانتخابات وتشكيل الحكومة الجديدة.

وعقب الاجتماع اعرب السفير الكويتي في العراق سالم الزمانان عن أمله برؤية ما يخدم الشعب العراقي خلال الفترة المقبلة.

وقال: "تبادلنا وجهات النظر واستمعنا الى آرائه السديدة حول الأوضاع على الساحة العراقية ، كما استمع منا لرؤيتنا السياسية بهذا الشأن" كما نقلت عنه الوكالة الوطنية العراقية للانباء.

وأضاف" نأمل ان نرى على ارض الواقع في الأيام المقبلة ما يخدم الشعب العراقي".

من جهته اكد السفير التركي في العراق فاتح يلدز دعم بلاده لتشكيل حكومة وطنية قوية تعمل على تقديم الخدمات للسعي العراقي مع بناء علاقات متينة مع دول جواره.

وقال يلدز بعد الاجتماع "يمثل الصدر شريحة كبيرة من الشعب العراقي ويتحمل مسؤولية تاريخية اليوم أمام هذا الحدث التاريخي وكان هناك توجه وإقبال كبير من العراقيين لسماحة السيد الصدر".

واضاف "ان الصدر في لقائه الأول مع سفراء دول جوار العراق اراد بحث العمل المشترك لمستقبل العراق".

واشار الى ان "الانتخابات تجرى في بلد تعزيز الديمقراطية ونتمنى ان تنعكس هذه التجربة على الوضع العام في العراق".

واوضح السفير ان الصدر أكد خلال اللقاء على ضرورة دعم دول الجوار للعراق من اجل تشكيل حكومة وطنية قوية تعمل على تقديم الخدمات للشعب العراقي وبناء علاقات متينة وقوية مع دول جواره، ونحن ندعم هذا التوجه".

اما السفير السوري صطام الدندح فقد عبر عن الارتياح بانتهاء التجربة الانتخابية في العراق مؤكدا دعم الحكومة السورية لتشكيل حكومة عراقية قوية تمثل جميع اطياف الشعب العراقي.

وقال الدندح "باركنا للسيد الصدر نجاح التجربة الديمقراطية في العراق الشقيق ونتمنى في الأيام القريبة ان تتشكل حكومة قوية تمثل أبناء الشعب العراقي وتنهض بالعراق في البناء وإعادة الاعمار".

‎وحول التدخلات الخارجية قال الدندح "نحن لا نرضى اي تدخل خارجي تحديدا بالساحتين العراقية والسورية ، فهنالك تدخل خارجي داعم للمجموعات الارهابية ونحن لا نقبل هكذا تدخلات خارجية ونقف على مسافة واحدة من جميع الكيانات السياسية، كما نقلت عنه الوكالة موضحا بالقول حول العلاقات الامنية بين العراق وسوريا "لدينا تنسيق كامل ومستمر مع العراق كما ظهر في التنسيق الاخير في الضربات الجوية ضد المجاميع الارهابية على حدود البلدين".

تقاطع سياسات الصدر مع طهران

فسر مراقبون غياب السفير الايراني ايرج مسجدي عن الاجتماع بأنه تأكيد للتقاطع بين الصدر وطهران وعدم رضاها عن سياساته حيث تسعى طهران الى ان يشكل حلفاؤها في بغداد الحكومة المقبلة لكن فوز الصدر فيها قد لايحقق لهم تطلعهم هذا.

وتشير تقارير الى ان ايران تسعى الى الحيلولة دون ان يقوم الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر بتشكيل الحكومة العراقية المقبلة.

اكد زعيم التيار الصدري رئيس تحالف سائرون الانتخابي الحائز على المرتبة الاولى في الانتخابات الاخيرة بحصوله على 54 مقعدا برلمانيا انه ماض في مشروع الاصلاح ولن يتنازل عنه.

وقال الصدر في تغريدة له على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي ان فوز تحالف سائرون قد ازعج الكثيرين".
واضاف قائلا "فوزنا أزعجَ الكثير، فأسألكم الفاتحة والدعاء، ‏ونحن ماضون بالإصلاح ولن نتنازل".

ورد على الصراع بين الكتل السياسية للحصول على مكاسب ومناصب وامتيازات من نتائج الانتخابات مشددا بالقول "لكن أقول لهم: خذوا المناصب والكراسي، وخلّولي الوطن. سلامة العراق واجبي".

وامس قال الصدر ان العراق مقبل على صفحة جديدة من البناء الموحد موضحا خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس تيار الحكمة زعيم تحالف الحكمة الانتخابي عمار الحكيم عقب مباحثاتهما في مقر الصدر بمدينة النجف (160 كم جنوب بغداد) الليلة الماضية انهما بحثا متطلبات مرحلة مابعد اعلان النتائج النهائية للانتخابات من اجل بناء العراق ورفع معاناة الشعب العراقي.

وقدم شكره لابناء الشعب العراقي الذين صوتوا في الانتخابات الحالية والذين ناصروا تحالفه الانتخابي وشاكرا حتى للذين عزفوا عن الانتخاب لأنهم لم يعطوا صوتهم للفاسدين وناصروا مشروع الإصلاح.

وأضاف الصدر قائلا "نحن مقبلون على مرحلة جديدة لبناء العراق بدولة تكنوقراط أبوية ديمقراطية نكون فيها جميعا تحت خيمة العراق.

وشارك في الانتخابات 44.52% من عدد الناخبين البالغ 24 مليون 300 الف عراقي اي حوالي 11 مليون ناخب من مجموع عدد سكان العراق البالغ 38 مليون نسمة.