أكد زعيم تحالف سائرون الفائز في الانتخابات العراقية مقتدى الصدر أنه لن يتخندق طائفيا وذلك في أعقاب مباحثات حول تشكيل الحكومة الجديدة أجراها في بغداد مع زعامات سياسية ناقشوا فيها متطلبات تشكيل الحكومة الجديدة.. بينما حذر تحالف العبادي من الاصطفافات الطائفية في حين شددت القوى السنية على ضرورة انبثاق حكومة قوية.

إيلاف من لندن: بحث مقتدى الصدر في بغداد الليلة الماضية مع زعيم ائتلاف الوطنية أياد علاوي ورئيس تحالف الحكمة عمار الحكيم ومع سعد عاصم الجنابي رئيس حزب التجمع الجمهوري العراقي كلا على انفراد متطلبات مرحلة مابعد الاعلان عن نتائج الانتخابات. 

علاوي والصدر للاسراع بتشكيل الحكومة الجديدة

وخلال اجتماع الصدر مع علاوي فقد ناقشا تطورات العملية السياسية وضرورة الابتعاد عن الاصطفافات والتخندقات كما قال مكتب الصدر في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف" مشيرًا إلى أنّهما شددا على "أهمية العمل بمبدأ الوطنية الحقيقية والابتعاد عن كل أنواع الاصطفافات والتخندقات". 

وأضاف أنّه تم أيضا "التركيز على سد الثغرات التي تكتنف العملية السياسية والإسراع بتشكيل الحكومة لتقوم بمسؤولياتها". وأكد الصدر "على أولويات الشعب العراقي في محاربة الطائفية والفساد وتثبيت أسس العدالة الاجتماعية والتنعم بخيراته وموارده". يذكر أن ائتلاف علاوي جاء سادسا في تسلسل القوائم الانتخابية بحصوله على 21 مقعدا برلمانيا. 

وفي أعقاب الاجتماع قالت تقارير محلية لم تؤكد بعد ان علاوي اشترط على الصدر للتحالف معه ان يكون رئيس الحكومة المقبل خارج حزب الدعوة واذا كان حيدر العبادي مرشح لتحالفات فائزة فأن عليه ان يعلن مغادرته لحزب الدعوة ليكون متحالفا معها. 

الصدر والحكيم: تشكيل الحكومة قرار عراقي

وفي مباحثاته الثانية خلال 24 ساعة فقد بحث الصدر مع رئيس التحالف الشيعي زعيم تحالف الحكمة الانتخابي استكمال المشاورات بشأن التحالفات السياسية وتشكيل الكتلة النيابية الأكبر التي ستكلف بتشكيل الحكومة الجديدة.

وأشار مكتب الصدر في بيان تابعته "إيلاف" إلى أنّه ضمن سلسلة العمل الدؤوب والمتواصل زار الصدر الحكيم حيث ناقشا آخر التطورات السياسية حول المرحلة المقبلة والركائز الأساسية التي ستنبثق منها الحكومة المقبلة حيث أكد الصدر على الأولويات الوطنية والبرامج الخدمية لتكون خارطة الطريق لمجمل التفاهمات "كما حاز موضوع تصحيح مسار العملية السياسية باهمية من قبله وبما يتوافق مع تطلعات الشعب العراقي الرافض للطائفية والفساد".

وقد أكد الطرفان "على اهمية ان يكون القرار العراقي وفق المصلحة العراقية وضرورة استمرار وتكثيف اللقاءات بين مختلف الزعامات والقوى السياسية العراقية وصولا إلى تشكيل الاغلبية الوطنية".

الصدر: لن اتخندق طائفيا

وعقب هذه الاجتماعات فقد أكد الصدر انه لن يتجه إلى التخندق الطائفي وانما تشكيل تحالف عراقي شامل خلال المرحلة المقبلة.

وقال الصدر في تغريدة على حسابه الشخصي بشبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" وتابعتها "إيلاف" "انا مقتدى.. شيعي في العلا.. سني الصدى.. مسيحي الشذى.. صابئي الرؤى.. ايزيدي الولا.. إسلامي المنتهى.. مدني النهى.. عربي القنى.. كردي السنا.. اشوري الدنى.. تركماني المنى.. كلداني الفنا.. شبكي الذرى.. (عراقي انا).. فلا تتوقعوا مني أي تخندق طائفي يعيد لنا الردى ويجدد العدى.. بل نحو تحالف عراقي شامل وتلك هي البشرى ولن نتنازل عن ذلك طول المدى".

ائتلاف العبادي يحذر من خطورة الاصطفافات الطائفية

ومن جهته حذر ائتلاف النصر الانتخابي بزعامة رئيس الوزراء حيدر العبادي التحالفات الانتخابية الفائزة من خطورة العودة إلى ما اسماها الاصطفافات الطائفية لحكم العراق.

وقال المتحدث باسم الائتلاف حسين العادلي انه "بعد تجاوز الانقسام الطائفي والقومي في دفاعنا المقدس ضد داعش، وبعد ان نجحنا بخوض الانتخابات بقوائم وطنية عابرة لتخوم التخندق الطائفي نرى اليوم بعض الساسة يحاولون اعادة بناء الجبهات الطائفية كاساس لبناء تحالفات وجبهات سياسية تتقاسم السلطة لتعيد العراق لمربع محاصصة المكونات للدولة".

وحذر "بعض القوى الفائزة بالانتخابات من المساع الهادفة للعودة إلى الاصطفاف الطائفي بتشكيل الحكومة ومجمل سلطات البلاد". ودعا الشعب والقوى الوطنية إلى الوقوف بالضد من اي محاولة تعيد انتاج دولة المكونات على حساب دولة المواطنة والمؤسسات. 

وأشار إلى أنّ ائتلاف النصر كان وما زال وسيبقى مشروعا وطنيا يقف بالضد من اي محاولة محاصصاتية مكوناتية تقسم البلاد على اساس من مصالح وهويات المكونات على حساب مصالح وهوية العراق الموحدة.

يشار إلى أن ائتلاف النصر حل ثالثا في نتائج الانتخابات العراقية الاخيرة بحصوله على 42 مقعدا برلمانيا. 

القوى السنية ترى حاجة لحكومة قوية 

خلال اجتماع للقوى والشخصيات السياسية التي شاركت في الانتخابات الاخيرة فقد أكد نائب رئيس الجمهورية رئيس تحالف القرار العراقي أسامة النجيفي حاجة المواطن إلى حكومة قوية تعالج الأزمات والعقبات وتحقق الانجازات.

 

النجيفي متحدثا عن متطلبات مرحلة تشكيل الحكومة الجديدة خلال اجتماع مع قيادات عراقية

 

 وطالب النجفي خلال الاجتماع الذي شاركت فيه قيادات سنية وعدد كبير من الوزراء والنواب الفائزين في الانتخابات وقيادات سياسية ومرشحون لم يحالفهم الحظ من ست محافظات المجتمعين "بوحدة الكلمة والصف وحمل هموم وتطلعات جماهيرهم والتعبير عنها بصدق وجدية" بحسب ما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف" مضيفا ان الفرصة قائمة لتحقيق الأهداف التي تهم المواطنين جميعا كعودة النازحين والمهجرين واعمار المدن والقصبات وانجاز برنامج حكومي عبر شراكة حقيقية معنية بتوافق وطني واسع.

وأكد النجيفي على ضرورة وعي ومعالجة العزوف الجماهيري عن المشاركة في الانتخابات وفهم مدلولاته وحاجة المواطن إلى حكومة قوية تعالج الأزمات والعقبات وتحقق الانجازات للشعب.

وناقش المجتمعون متطلبات مرحلة ما بعد الانتخابات وانعكاسها على الوضع السياسي ودرسوا التحالفات المقترحة والحوارات الجارية من أجل تشكيل الحكومة الجديدة وناقشوا أهمية البرامج في التحالفات القادمة والتي على أساسها سيتم التعاون مع الشركاء من الكتل الفائزة في الانتخابات وتم التأكيد على أهمية الرؤية الوطنية الموحدة للجميع.وبعد مناقشة مستفيضة اتفق المجتمعون على مواصلة الاجتماعات والالتزام برؤية تعبر عن حاجة الجماهير وتطلعاتها نحو غد مضمون. 

يشار إلى أن تحالف القرار السني قد حصل على 13 مقعدا برلمان في الانتخابات الاخيرة.

وفد من حزب بارزاني في بغداد اليوم لمفاوضات مع التحالفات الفائزة

يصل إلى بغداد اليوم الثلاثاء وفد من الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة مسعود بارزاني للتفاوض مع الكتل الفائزة في الانتخابات حول تشكيل الحكومة الجديدة.

وقال عضو المكتب السياسي في الحزب هوشيار زيباري لشبكة رووداو الإعلامية الكردية إن الديمقراطي الكردستاني ان الوفد الذي يترأسه سكرتير المكتب السياسي في الحزب فاضل ميراني سيجري محادثات مع القوائم والكتل المتصدرة في نتائج الانتخابات.

ويضم الوفد كلاً من عضو قيادة الحزب الديمقراطي خسرو كوران ومسؤول الفرع الخامس للحزب في بغداد شوان محمد طه.

وقبيل توجه الوفد إلى بغداد فقد اجتمع رئيس الحزب مسعود بارزاني مع جميع مرشحي قائمة الحزب حيث استعرض الأوضاع السياسية ومرحلة ما قبل الاستفتاء على الانفصال والأحداث التي تلته مشيرا إلى أنّ قائمة الديمقراطي الكردستاني وبالرغم من كل الصعوبات والعراقيل حصدت النجاح على مستوى كردستان والعراق والخارج بفضل إرداة جماهير الحزب.

وأضاف إن الديمقراطي الكردستاني خرج بنجاح من كل مواجهة وامتحان وطلب نواب الحزب في بغداد أن يغلبوا دائماً مصلحة شعبهم ويبتعدوا عن الغرور حين النجاح واليأس في أوقات الانكسارات.

ودعا بارزاني إلى مراعاة أسس الشراكة والتوافق والتوازن بين المكونات في العملية السياسية العراقية وأن تعمل جميع الأطراف وفق هذه الأسس كما طالب الأطراف الكردية بالمشاركة في العملية السياسية في بغداد بوحدة صف وكلمة. 

يشار إلى أن الحزب الديمقراطي الكردستاني قد حل خامسا في تسلسل القوائم الانتخابية الفائزة بحصوله على 24 مقعداً في مجلس النواب العراقي، خلال الانتخابات التشريعية التي أجريت في 12 من الشهر الحالي.