يواجه أستاذ قانون رُشّح لمنصب رئيس الوزراء الإيطالي مزاعم بفبركة حصوله على شهادات من جامعات شعيرة.

ويقول جوزيبي كونتي، 54 عاما، في سيرته الذاتية إنه "أبلى بامتياز في دراساته في القانون" بالولايات المتحدة من جامعة نيويورك.

لكن متحدثة باسم الجامعة قالت لصحيفة نيويورك تايمز إنه ليس هناك تسجيل يشير إلى دراسته في الجامعة.

وتنتظر "حركة النجوم الخمس" وشريكها المحتمل في الائتلاف الحكومي، الرابطة، تصديق الرئيس الإيطالي لتشكيل الحكومة.

وقالت المتحدثة باسم الجامعة، لبي بي سي، إن سجلاتها لم "تشر إلى أن كونتي كان في الجامعة كطالب أو تقلده أي منصب كعضو من أعضاء الجامعة".

وتابعت: "في الوقت الذي لا تشير فيه السجلات إلى وجود رسمي لكونتي في جامعة نيويورك، مُنح كونتي إذنا لإجراء بحث بالمكتبة القانوية التابعة للجامعة في الفترة من 2008 و2014".

وتُنشر سيرة كونتي علانية على الموقع الرسمي لمجلس النواب، الغرفة السفلى للبرلمان الإيطالي، وتعود إلى 17 سبتمبر/أيلول 2013.

ويقول كونتي إنه "أنهى دراساته واستكملها" في جامعة نيويورك لمدة شهر على الأقل كل صيف، في الفترة من 2008 و2012.

ويعارض أحد الأحزاب، التي اقترحت اسم كونتي في منصب رئيس الوزراء، مزاعم بأن سيرته الذاتية تحتوي على تناقضات.

وقالت في بيان: "لم يشر (كونتي) في سيرته الذاتية إلى مرحلة ما استكمل خلالها كونتي أي دورات أو درجات ماجستير في الجامعة" وإنه ذهب إلى هناك للارتقاء بمهاراته في اللغة الإنجليزية.

ويقول مراسل بي بي سي في روما، جيمس رينولدز، إن السيرة الذاتية الرسمية لجوزيبي كونتي، المؤلفة من 12 صفحة، تبدو كما لو كانت دكتوراة مصغرة في طولها.

وفي إيطاليا، غالبا ما تكون السيرة الذاتية فرصة لإدراج كل إنجازات الشخص التي حققها على مدار حياته، مهما كانت صغيرة.

الزعيمان الشعوبيان لويجي دي مايو وماتيو سالفيني
AFP
الزعيمان الشعوبيان لويجي دي مايو وماتيو سالفيني، رشحا في وقت سابق جوزيبي كونتي لمنصب رئيس الوزراء الإيطالي

كما تشير سيرته إلى أنه أجرى "بحثا علميا" في كلية غيرتون بجامعة كامبرديدج عام 2001.

وقالت متحدثة باسم الجامعة لبي بي سي إن الكلية قد لا تؤكد أو تنفي ما قاله في سيرته، مستشهدة بقوانين حماية البيانات.

ويقول كونتي أيضا إنه عمل على دراساته في القانون في معهد "كولتور إنستتوت" في فيينا بالنمسا.

والمعهد، الذي ورد في سيرة كونتي الذاتية بطريقة خاطئة، ليس سوى معهد للغات ولا يقدم على ما يبدو أي دورات قانونية.

وتشكل علامة الاستفهام حول سجل كونتي الأكاديمي واحدة من مجموعة شكوك بشأن ماضيه، وهي الشكوك التي برزت منذ ترشيحه.

ولا يحظى كونتي، الذي يدرِّس القانون الخاص بفلورنسا وروما، بأي شهرة في عالم السياسة. إلا أنه يمتلك أفكارا قوية عن كيفية إدارة إيطاليا.

واختير كونتي مرشحا لمنصب رئيس الوزراء بعدما رفض الناخبون منح الأغلبية إلى حزب بعينه عقب الانتخابات في الرابع من مارس/آذار.

وتوصل زعيما حزبين شعبويين، هما لويجي دي مايو وماتيو سالفيني، إلى اتفاق لتشكيل ائتلاف بعد أيام من المحادثات، ورشحا في وقت لاحق كونتي لمنصب رئيس الوزراء.

وينتظر مايو وسالفيني الآن الرئيس سيرجيو ماتاريللا للتصديق على اختيارهما.