قالت منظمة العفو الدولية إن جنودا نيجيريين ارتكبوا جرائم اغتصاب بحق نساء وفتيات فروا من الاضطرابات بسبب جماعة بوكو حرام المسلحة.

وفصلت القوات النساء عن أزواجهن واغتصبوهن، وكان ذلك أحيانا مقابل حصولهن على الغذاء، في مخيمات اللاجئين، حسبما أضافت المنظمة الحقوقية.

وأوضحت العفو الدولية أن الآلاف تضوروا جوعا حتى الموت في مخيمات في شمال شرقي نيجيريا منذ عام 2015.

ونفى الجيش النيجيري الاتهامات ووصفها بأنها "كيدية وكاذبة".

وأضاف الجيش في بيان : "هذه التقارير المزيفة، التي تغير مسار الأعمال الطيبة التي يقوم بها جنودنا الذين يتسمون بالوطنية و إنكار الذات، يجب أن تتوقف".

وتحارب القوات النيجيرية مسلحين متمردين منذ عام 2009 في ولاية بورنو وولايات أخرى شمال شرقي البلاد.

وقُتل ما يربو على 30 ألف شخص في الصراع، وفر نحو 1.8 مليون شخص من منازلهم.

ويواجه الجيش اتهامات متكررة تتعلق بارتكاب أعمال وحشية، كما رفضت الولايات المتحدة خلال فترة رئاسة باراك أوباما، بيع أسلحة لنيجيريا، واستشهدت بما يساورها من قلق بشأن سجل الجيش في حقوق الإنسان.

بيد أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قررت المضي قدما في بيع طائرات عسكرية وأسلحة، وهو ما تعتبره نيجيريا خطوة حيوية لهزيمة المسلحين.

"أجبرني على دخول غرفة"

وسجلت منظمة العفو الدولية في تقريرها شهادة أدلت بها سيدة تبلغ من العمر 25 عاما اغتصبها جندي وهي حامل.

وقالت السيدة : "كان يعلم أني حامل في الشهر الخامس أو السادس. قال إنه شاهدني ثلاث مرات من قبل. ولم يعطني أي طعام، ودعاني وتجاهلته، لكن في اليوم الثالث أجبرني على دخول غرفة واغتصبني".

وقالت المنظمة إن الأمر كان "صادما للغاية تجاه أناس عانوا بالفعل بسبب بوكو حرام، وحُكم عليهم بمزيد من الانتهاكات البشعة على يد الجيش النيجيري".

وأضافت : "بدلا من حماية السلطات لهم، أُجبرت النساء والفتيات على الخضوع لاغتصابهن تجنبا للتضور جوعا".

وقالت العفو الدولية إن الجيش عندما استعاد السيطرة على أراض من بوكو حرام عام 2015، أمر المواطنين الذي يعيشون في القرى إلى الانتقال إلى مخيمات نائية، وفي بعض الحالات ارتكبت جرائم "قتل دون تمييز لمن بقوا في منازلهم".

فتيات تشيبوك النيجيرية
AFP
قالت المنظمة إن الكثير من المحتجزين هم ضحايا خطف أو زواج قسري من جانب بوكوحرام

وقالت المنظمة الحقوقية : "توفي المئات على الأقل، وربما الآلاف، في مخيم مستشفى باما وحدها في هذا التوقيت. وذكر من أجري معهم مقابلات أن 15 إلى 30 شخصا توفوا يوميا بسبب الجوع أو المرض خلال هذه الشهور".

وأضافت أن نحو 32 رضيعا وطفلا، وخمس سيدات، توفوا في الاحتجاز منذ عام 2016 في ثكنات سيئة السمعة.

"آلام الولادة"

وقالت المنظمة إن الكثير من المحتجزين هم ضحايا خطف أو زواج قسري من جانب بوكوحرام.

وأضافت : "احتجاز نساء وفتيات على أساس زعم تزوجهن من أفراد في جماعة بوكوحرام غير قانوني في ظل القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون النيجيري، إنه فعل تمييزي".

وقالت سيدة للمنظمة إنها اعتُقلت مع زوجها وابنها.

وأضافت السيدة البالغة من العمر 35 عاما : "عندما وصلنا إلى سجن باما، كان بشعا. كان الناس يتعرضون للضرب المبرح في الفناء. وبدأوا ضرب زوجي وابني. أصابني الهلع. كنت حاملا وبدأت أعاني آلام الولادة. وجدت حماما ووضعت طفلي إلى جواره. لم يساعدني أي شخص. في البداية لم أكن أعرف إن كان طفلي حيا أم ميتا".